روسيا: حرب عالمية ثالثة محتملة بعد الدعم الأميركي لأوكرانيا
قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، معلقاً على خبر سماح الرئيس الأميركي جو بايدن لأوكرانيا باستهداف العمق الروسي، إن الإدارة الأميركية الحالية تتخذ خطوات لمواصلة إثارة التوتر بأوكرانيا.
سياسات تصعيدية
وأصدرت السفارة الروسية في القاهرة بياناً رسمياً، اعتبرت فيه أن الدول الغربية تتبنى سياسات تصعيدية تهدد الاستقرار الدولي، محذرة من أن هذه السياسات تدفع العالم نحو شفا حرب نووية، ومحمّلةً الدول الغربية مسؤولية "هذا التصعيد الخطير".
فيما حذر النائب الأول لرئيس اللجنة الدولية في المجلس الروسي فلاديمير جباروف، من أن رد موسكو سيكون فورياً. ونقلت وكالة "تاس" للأنباء قوله: "هذه خطوة كبيرة نحو بداية الحرب العالمية الثالثة".
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد حذّر في أيلول/سبتمبر، الدول الغربية من مثل هذه الخطوة، معتبراً أنها "ستمثل مشاركة عسكرية مباشرة لحلف شمال الأطلسي في حرب أوكرانيا". ولم يعلق على تقارير الأحد رغم أن كبار السياسيين الآخرين في الكرملين وصفوها بأنها "تصعيد خطير".
وكان الرئيس الأميركي قد أعطى أمس الأحد، الضوء الأخضر لأوكرانيا لاستخدام صواريخ "ATACMS" الأميركية بعيدة المدى لضرب العمق الروسي.
ترحيب أوروبي وأوكراني
في المقابل، ذكرت صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية الأحد، أن فرنسا وبريطانيا سمحتا لكييف بتوجيه ضربات إلى العمق الروسي بصواريخ "ستورم شادو سكالب"، بعيدة المدى.
ورحّب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالتقارير التي أفادت بالقرار، معتبراً أنه "مثل هذه الأشياء لا يتم الإعلان عنها، الصواريخ تتحدث عن نفسها".
من جهته، قال رئيس مركز الأمن والتعاون الأوكراني في كييف سيرغي كوزان، إن القرار جاء قبل هجوم متوقع في غضون أيام من القوات الروسية والكورية، بهدف إزاحة القوات الأوكرانية من منطقة كورسك الروسية.
من جانبه، أعرب منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، اليوم الاثنين، عن أمله في أن يتفق أعضاء الاتحاد الأوروبي على السماح لأوكرانيا باستخدام الأسلحة لضرب روسيا. وقال قبل اجتماع مع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي: "لقد قلت مراراً وتكراراً إن أوكرانيا يجب أن تكون قادرة على استخدام الأسلحة التي قدمناها لها، ليس فقط لوقف السهام ولكن أيضاً لتكون قادرة على إصابة الرماة".
بوتين لا يسعى للسلام
وفي السياق، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن الضربات الجوية الروسية الكبرى على أوكرانيا أمس، أظهرت أن الرئيس الروسي بوتين لا يسعى إلى السلام، مؤكداً أن الأولوية بالنسبة لفرنسا هي مواصلة مساعدة أوكرانيا للدفاع عن نفسها ضد روسيا.
أما وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس، فقد دعا الأحد، إلى مواصلة الحوار مع الجانب الروسي بشأن تحقيق السلام وحل الأزمة في أوكرانيا، مؤكداً دعمه لكييف في الصراع. واعتبر أن تزويد كييف بصواريخ مجنحة طويلة المدى من طراز "توروس" لن يغير الوضع على خطوط الجبهة، داعياً إلى تقديم مساعدة عسكرية طويلة الأمد بدلاً من توريد الصواريخ الألمانية.
وتقدم الولايات المتحدة هذه الصواريخ لأوكرانيا لاستخدامها في القتال داخل الأراضي الأوكرانية، لكنها لأول مرة ترفع القيود عنها وتسمح باستخدامها لضرب عمق الأراضي الروسية، ما يمثل تغييراً كبيراً في السياسة الأميركية إلى ناحية الصراع بين أوكرانيا وروسيا، قبيل تسليم الرئاسة لدونالد ترامب.