حلب: حركة سياحية معدومة لا تمنع تجهيز الفنادق "الفخمة"
"مواصفات تنافس فنادق الخليج"، هكذا روجت "مجموعة القاطرجي" لفندقها "كواترو" في حلب، والذي أوشك بناؤه على الانتهاء، في الوقت الذي لا يبدو أن هناك مؤشراً على عودة الألق لقطاع السياحة في هذه المدينة قريباً، في ظل الدمار الذي أصابها وهجرة غالبية أهلها.
إعادة النشاط السياحي
ويتألف الفندق الذي أنجز بنسبة 90 في المئة من 6 طوابق، تحتوي على 53 غرفة فندقية وبضعة أجنحة مجهزة بمطاعم ومسابح وقاعات اجتماعات وغيرها من المرافق الفندقية.
ومن خلال تركيزها على الفنادق "الفخمة"، بدت "مجموعة القاطرجي" وكأنها تطمح إلى الاستحواذ على المنشآت السياحية في حلب، لتتكامل بذلك مع "الأمانة السورية للتنمية" التي تواصل ترميم أسواق حلب القديمة.
وقبل أيام، بدأت "الأمانة السورية للتنمية" التابعة لأسماء الأسد، زوجة بشار الأسد، أعمال الترميم في "سوق العبي" بمدينة حلب القديمة، وذلك بعد الانتهاء من عمليات ترميم 3 أسواق بتمويل من منظمات دولية.
ويدرج الباحث الاقتصادي غسان الأحمد هذه المشاريع ضمن محاولات النظام السوري إعادة النشاط السياحي إلى حلب، ذات الشهرة العالمية في هذا المجال. ويستدرك في حديثه لـ"المدن": "لكن الدمار وضعف الخدمات، يجعل حلب غير مؤهلة لاستقبال السياح".
الاستحواذ على دعم المنظمات
ووفق الباحث، يسعى النظام إلى إظهار قدرته على استعادة الاستقرار في المناطق الخاضعة لسيطرته، مؤكداً أن "الفنادق الضخمة توفر أرضية العمل للمنظمات الدولية المهتمة بآثار وأسواق حلب، ما يحقق للنظام مزيداً من الدعم المادي الذي تُقدمه المنظمات الدولية بسخاء".
وسبق وأن كشف وزير السياحة في حكومة النظام محمد مرتيني، عن توجه حكومته نحو تقديم المزيد من الإعفاءات لعقود المقاولة لأعمال الترميم والتدعيم في مدينة حلب القديمة والأسواق التراثية.
لكن الخبير الاقتصادي أحمد عزوز، يؤكد لـ"المدن" أن اهتمام النظام بأسواق حلب القديمة، يأتي في خدمة هدف الاستحواذ على دعم المنظمات الدولية المهتمة بترميم أسواق حلب.
أما عن فندق "كواترو"، يقول عزوز إن تركيز "مجموعة القاطرجي" على الفنادق والمنشآت الاستثمارية في حلب يُفسر في أمرين، الأول أن "المجموعة تستفيد من أسعار العقارات المنخفضة أو الأرضيات في وسط مدينة حلب وعدد من الأحياء الفخمة، لتنفيذ مثل هذه المشاريع".
غسل أموال
التفسير الثاني "الأدق"، على صلة بحسابات "غسل أموال" اكتسبتها بطرق غير مشروعة، حيث تستملك "القاطرجي" منشآت ومعامل "واضحة" حتى تُخفي منشأ تلك الأموال، وفق عزوز، الذي أرجع ذلك إلى "واقع القطاع السياحي الحالي في سوريا".
بذلك، من المرجح أن تواصل "مجموعة القاطرجي" التي أُثريت على حساب تجارة النفط في سوريا بين مناطق السيطرة المختلفة، تنفيذ المشاريع الاستثمارية والسياحية في حلب، رغم ضعف النشاط التجاري والسياحي فيها.