عفرين: المعارك بدأت بتوجيه تركي.. بانتظار تدخّل تحرير الشام
أكثر من 12 ساعة من الاشتباكات في ريف حلب الشمالي، بين الجبهة الشامية وصقور الشمال من جهة، والفصائل الحليفة لتركيا والمتمثلة ب"القوة المشتركة" (الحمزات والعمشات)، وفرقة "السلطان مراد" من جهة ثانية، كانت كفيلة بأن تُظهر أهداف كل جانب، بعد شهر على وضع اندماج "الصقور" مع "الشامية"، شمّاعةً للبدء بالتحضير للمعركة، والتي بدأت بتوجيه تركي، بانتظار دخول هيئة "تحرير الشام".
اشتباكات عنيفة
مساء أمس الأربعاء، اندلعت اشتباكات عنيفة بين الجانبين في مناطق مختلفة من ريف حلب الشمالي، بدأتها "القوة المشتركة" باقتحام المقر الرئيسي لـ"الصقور" ، في حور كلس، عند الحدود مع تركيا، قبل أن تتمكن من السيطرة عليه، بعد استسلام شقيق قائدها عدي خيرية، ومن معه من مقاتلين.
وما هي إلا دقائق قليلة، حتى سارعت "الشامية" لتسيير أرتال عسكرية لاستعادة المقر، بعد بيان هدّدت فيه، برد قاسٍ ضد"القوة المشتركة"، في حال عدم الانسحاب منه، ورفع الحصار عنه، متهمةً إياها بـ"تعطيل" معركة تحرير حلب، "خدمةً لروسيا".
ومع دخول "الشامية" على خط الاشتباكات، سارعت فرقة "السلطان مراد" إلى التدخل بدورها لصالح "العمشات" و"الحمزات"، ما تسبب بتوسع رقعة المعارك نحو ريف عفرين وجرابلس، سبقها أرتال من "القوة المشتركة" لاستكمال السيطرة على باقي مقرات "الصقور" في عفرين.
واستخدمت الفصائل المتنازعة أسلحة متوسطة وثقيلة، بينها قذائف هاون وطائرات مسيّرة استخدمتها "القوة المشتركة" ضد أعدائها المفترضين، قبل أن تحتدم الاشتباكات، وتبدأ الاقتحامات.
المشهد الميداني
وأدت الاشتباكات إلى تغيير خرائط السيطرة بشكل متبادل. فـ"الشامية" سيطرت على أخترين في ريف أعزاز، وكذلك معسكر الطلائع في كفرجنة، الذي يتواجد ضمنه مقر وزارة الدفاع التابعة للحكومة المؤقتة، وهو مقر كان بالأصل تابعاً لها، كما سيطرت على مواقع في ميريمين، في ريف عفرين.
أما "القوة المشتركة"، فإلى جانب سيطرتها على مقر "الصقور" في حور كلس، سيطرت على مقرات لهم في بلدة كمرورك، قبل أن تتوقف الاشتباكات ضمنها لإخلاء الجرحى. ومن جانبها، بقيت فرقة "السلطان مراد" تدافع ضد هجوم "الشامية" على دير صوان، في ريف عفرين، وسط معلومات عن تقدم الأخيرة، بينما استمرت الفرقة في مساندة "القوة المشتركة" في معركتها.
هدف تركي
وبانتظار انتهاء هدنة لساعات قليلة أقرتها الفصائل لإخلاء المدنيين، كانت المواجهات كفيلة بإظهار أهداف كل جانب، والتي سبق وأن تحدثت "المدن" عنها بشكل مفصل (راجع المدن).
وتقول مصادر متابعة لـ"المدن"، إنه إلى جانب رغبة "الشامية" بالعودة إلى مقراتها التي طُردت منها قبل عامين، في ريف عفرين، ظهر مشهد أبعد من ذلك، وكان سابقاً عبارة عن تكهنات، والمتمثل برغبة في إنهاء "الشامية".
وتوضح المصادر أن الأسرى الذي أسرتهم "الشامية" خلال المعارك من "القوة المشتركة"، أكدوا أن ثمة توجيهات تركية للأخيرة بالهجوم على "الصقور"، بهدف جر "الشامية" للمعركة، لكن يبقى من غير المعروف ما إذ كانت الفوضى جاءت باتفاق تركي-روسي.
وبقي مشهد المعارك حتى الآن منقوصاً، بعدم تدخل حلفاء "الشامية" إلى جانبها، وهم "أحرار الشرقية" وحركة "نورالدين زنكي" و"أحرار الشام- القاطع الشرقي" (أحرار عولان)، فيما قالت معرفات "الفيلق الثالث" أنهم يتحضرون للدخول.
ويبقى حليف "الشامية" الأقوى المتمثل بتحرير الشام، هو الغائب الأبرز عن ساحة المعارك حتى الآن، فقد كان متوقعاً أن تتدخل لصالحها، إلا أنه حتى لا تحركات تذكر من جانبها، تظهر رغبتها دخول المعرك.
وترجح المصادر أن تحرير الشام تراقب الوضع الميداني، ومن المرجح دخولها في حالة مالت الكفة لصالح الفصائل الحليفة لتركيا، وعدم تدخل الحلفاء الأخرين، لأن قوة "الشامية" البشرية والعسكرية ومعها "الصقور"، أقل من أن تستمر في المعركة ضد "السلطان مراد" ومعها "العمشات" و"الحمزات".