دمشق:السعودية توقف ترميم سفارتها..توترات مع إيران وعروض أميركية
عزز إيقاف السعودية لعمليات ترميم سفارتها في دمشق الأنباء عن تعثر تطبيع العلاقات بين السعودية والنظام السوري، وهو المسار الذي يتداخل فيه شكل العلاقات السعودية-الإيرانية بشكل كبير.
وبالتزامن مع بروز مؤشرات على توتر جديد بين الرياض وطهران على خلفية التنازع بينهما على ملكية الثروات الطبيعية عند الحد الشرقي للمنطقة المغمورة المقسومة بين السعودية ودولة الكويت وإيران، بما فيها حقل غاز الدرة، أكدت مصادر من دمشق ل"المدن"، توقف عمليات ترميم السفارة السعودية في منطقة أبو رمانة.
وبيّنت المصادر أن عمليات ترميم مقر السفارة التي بدأت في آذار/مارس 2023 توقفت، من دون أن توضح إن كانت عمليات الترميم متوقفة مؤقتاً أو بشكل نهائي.
وسبق هذه الأنباء عدم تسمية الرياض سفيراً لها في دمشق، رغم تعيين سفراء جدد لها في عدد من الدول حول العالم، لتخالف الرياض بذلك الموعد الذي حددته مصادر مقربة من النظام لتبادل افتتاح السفارات وتعيين دبلوماسيين، في مطلع حزيران/يونيو 2023.
ويربط الكاتب والمحلل السياسي درويش خليفة بين قرار الرياض تأجيل افتتاح سفارتها في طهران، وبين السفارة في دمشق، ويقول ل"المدن": "يبدو أن المملكة تتنظر الانتهاء من بعض الترتيبات التي تشهدها المنطقة، مثل العروض الأميركية التي تنهال على السعودية من أجل تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وكذلك عودة الحضور العسكري الأميركي في المنطقة والذي يمكن أن يستهدف إيران". ويضيف "يمكن القول إن هذه العوامل جمّدت الكثير من بنود الاتفاق السعودي-الإيراني".
ويرى خليفة أن رئيس النظام السوري بشار الأسد لم يفِ بوعوده للدول العربية التي انفتحت عليه مؤخراً، كاشفاً عن أن "العرب منحوا النظام مهلة حتى نهاية 2023، لتجميد بعض الأنشطة الإيرانية في سوريا"، مضيفاً "لكن النظام سرعان ما عقد اتفاقيات اقتصادية مع الإيرانيين ليثبت بذلك عمق وقوة تحالفه مع طهران على حساب تحسين علاقاته مع العواصم العربية، خصوصاً أن التقييم الأردني لمبادرة خطوة بخطوة، غير مبشّر ولا يدعو للمزيد من التقارب أكثر مع النظام السوري".
وفي رأي خليفة، تبدو المملكة في مرحلة تقييم الاتفاق مع إيران، وأي تعثر في ذلك المسار سينعكس بالضرورة على العلاقة مع النظام السوري.
سعودياً، تضاربت الأنباء حول توقف عمليات ترميم السفارة بدمشق، ففي حين أكدت مصادر سعودية ذلك، لم تجزم مصادر أخرى بدقة المعلومات.
ويمكن القول من وجهة نظر الناشط السياسي طلال عبد الحميد، إن تأخر تبادل افتتاح السفارات عن موعده، والأنباء عن توقف ترميم السفارة السعودية، يشي بفشل التطبيع العربي مع النظام السوري، الذي تقوده الرياض.
ويقول عبد الحميد ل"المدن"، إن "مطالب العرب من النظام كانت محددة، أي المساعدة في وقف شحنات المخدرات، والتقدم ولو بشكل جزئي في العملية السياسية، في المقابل تحدث النظام باتجاه آخر، يخص المساعدات وتقديم الأموال له".
وما يؤكد ذلك، الأنباء التي كشفتها صحيفة "فورين بوليسي" قبل يومين، عن رفض رئيس النظام السوري التواصل مع اللجنة الدستورية السورية، والانخراط في مبادرة "خطوة بخطوة"، كما يقول عبد الحميد.
وكانت صحيفة "عكاظ" السعودية قد تحدثت في آذار/مارس، عن تعهد النظام السوري بحزمة من الإصلاحات على مستوى الوضع الداخلي والعلاقة مع المعارضة السورية، إضافة إلى تعهد دمشق بألا تكون مصدراً لتصدير الكبتاغون إلى الأردن ودول الخليج، وذلك مقابل إعادة السعودية للعلاقات معه.