إدلب:أبو ماريا القحطاني في الإقامة الجبرية..بتهمة العمالة للتحالف الدولي؟
جمّدت هيئة تحرير الشام صلاحيات ومهام القائد البارز في صفوفها العراقي أبو ماريا القحطاني بسبب ما وصفته ب"الخطأ في إدارة تواصلاته دون الاعتبار إلى حساسية موقعه".
وقالت تحرير الشام في بيان، إن اسم القحطاني ورد في تحقيقات أجريت مؤخراً، وذلك قبل أن "تشكّل القيادة العامة لجنة خاصة لاستدعائه ومساءلته بكل شفافية ووضوح". وأوضحت أن اللجنة أوصت بتجميد صلاحيات القحطاني، بعدما توصلت إلى أنه "أخطأ في إدارة تواصلاته دون اعتبار لحساسية موقعه أو الاستئذان وإيضاح المقصود من التواصل".
ووصفت تحرير الشام الأخبار التي تناولت القحطاني ب"المضخمة" معللةً سبب إصدار البيان للتوضيح والتبيان، و"الوقوف ضد الاستهداف والتضليل الميداني والإعلامي للثورة السورية".
وفي تموز/يوليو، أعلنت تحرير الشام القبض على خلية جاسوسية تعمل لصالح المخابرات الروسية والنظام السوري وتتلقى الأوامر منهما، معتبرة أن النظام استغل فتح الأمن العام باب الانتساب إليه من أجل زرع عملاء وجواسيس في صفوفه.
ونشر سلفيون مناهضون ومنشقون عن تحرير الشام خبر اعتقال القحطاني على "تلغرام" قبل أيام من إعلان تحرير الشام عنه، وقالوا إن اعتقاله جاء بسبب تهمة "العمالة" للتحالف الدولي والتي تم اكتشافها بعد اعتقال مرافقه المدعو "أبو فاروق"، مشيرين إلى أنه موضوع تحت الإقامة الجبرية، بعدما أمر زعيم تحرير الشام أبو محمد الجولاني بإخراجه من السجن.
وذهب فريق من السلفيين المناهضين للجولاني للقول إن القحطاني كان يتواصل مع التحالف الدولي بعلم الجولاني الذي وجد بقضية القبض على شبكات التجسس، فرصة للتخلص منه ومن ملفاته التي يعرفها، مشيرين إلى أن إخراجه من السجن هو للحؤول دون زيادة الانقسام الداخلي، بسبب الشعبية التي يتمتع بها القحطاني داخل الهيئة ولدى عناصرها.
وبحسب مصادر "المدن"، فإنه أثناء عملية اعتقال القحطاني من منزله في مدينة إدلب، قام عناصر الأمن العام بحفر الأرض والجدران في المنزل بآلات حفر كهربائية، لكن لم يُعرف ما الذي كانوا يبحثون عنه.
ورأى فريق سلفي آخر أن اعتقال القحطاني أو حتى إعدامه لن يحل المشكلة، لأنه قام ببناء "شبكة قوية عميلة للتحالف الدولي" داخل تحرير الشام، كما وصل كثيرون منهم إلى مناصب حساسة ولم يتم اكتشافهم حتى الآن.
ويقول الخبير في الجماعات السلفية حسن أبو هنية ل"المدن"، إن القحطاني شخصية إشكالية ومتنقلة في الولاءات السلفية، كما لا يُعتبر من صانعي القرار في تحرير الشام وذلك على خلاف الصورة التي يحاول رسمها عن نفسه.
وأبو ماريا القحطاني، هو ميسر بن علي الجبوري القحطاني الملقب ب"الهراري"، نسبة إلى قرية هرارة في العراق. هو أحد مؤسسي جبهة "النصرة" في سوريا، وعمل كمسؤول شرعي فيها قبل أن تغيّر اسمها إلى جبهة فتح الشام، ثم هيئة تحرير الشام التي يشغل فيها منصب عضو مجلس الشورى.