الاسد التقى موفداً روسياً:الكرملين يستعيد عقود فاغنر في سوريا

مصطفى محمد
الأربعاء   2023/06/28
تثار تساؤلات حول مصير العقود والاستثمارات التي استحوذت عليها ميليشيا "فاغنر" في سوريا، وخاصة أن الميليشيا التي تمردت على الجيش الروسي كانت قد قدمت للنظام السوري قروضاً مالية بأسعار فائدة مرتفعة جداً.

وبحسب مصادر "المدن" تتركز استثمارات "فاغنر" في سوريا في مناطق إنتاج النفط والغاز والفوسفات في البادية السورية ودير الزور، في ظل حالة من التعتيم على النسبة التي تحصل عليها "فاغنر".

وبعد انتهاء التمرد بأيام وصل نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين إلى دمشق، في زيارة لم تكن مجدولة قبل التطورات الأخيرة، حيث اجتمع الإثنين برئيس النظام بشار الأسد، ويبدو أن مصير "فاغنر" وعقودها واستثماراتها كان على رأس المباحثات التي أجراها المسؤول الروسي.

وحول مصير "فاغنر" وأعمالها في سوريا يربط الباحث الاقتصادي ومدير البرنامج السوري في مرصد الشبكات السياسية والاقتصادية كرم شعار، مصيرها بالكيفية التي ستتعامل بها موسكو مع "فاغنز" وزعيمها يفغيني بريغوجين.

وتدل الأنباء التي تأتي تباعاً من روسيا أن الرئيس فلاديمير بوتين قد خيّر عناصر المجموعة بين الانضمام للقوات الروسية النظامية، أو العودة لحياتهم المدنية، أو المغادرة إلى بيلاروسيا المجاورة.

لكن شعار يرجح أن ينتهي مصير بريغوجين إلى القتل، ويقول ل"المدن": "إن بوتين لن يقبل بوجود تهديد من هذا النوع، وترك بريغوجين على قيد الحياة بعد ما فعله، لن يرسل رسائل صحيحة للروس، وبالتالي لن يمر التمرد من دون حساب".

وبذلك يتوقع أن يتم حسم مصير استثمارات "فاغنر" في سوريا وخارجها قبل تصفية بريغوجين، بإرغامه على التخلي عن ملكية الشركات التابعة لمجموعة "فاغنر"، إلى واجهة جديدة تتبع مباشرة لبوتين.

وعلى حد تأكيد شعار، فإن كل استثمارات "فاغنر" النفطية في سوريا هي على صيغة "وضع يد"، إلى جانب عقود توريد الحبوب والمواد الغذائية للنظام السوري، بأسعار فائدة مرتفعة وبشروط مخزية للنظام.

في المقابل، يستبعد رئيس مجموعة عمل اقتصاد سوريا أسامة قاضي حدوث أي تغيير على مستوى عمل واستثمارات "فاغنر" في سوريا، ويقول ل"المدن": "السيطرة الروسية في سوريا لم تتأثر بما جرى، وهذا يعني سريان كل العقود السابقة التي أبرمتها روسيا أو فاغنر مع النظام السوري".

ومع ذلك، يرى قاضي أن التمرد يفرض على روسيا اتخاذ إجراءات متعلقة بملكية العقود التي استحوذت عليها "فاغنر"، مضيفاً: "لن تعدم روسيا الوسيلة لمراجعة ملكية العقود والاستثمارات".

وفي السياق ذاته، تحدثت مصادر إخبارية عن حملة اعتقالات نفذتها قوات روسية بالتنسيق مع أجهزة أمن النظام السوري، ضد شخصيات وقيادات روسية وسورية مرتبطة ب"فاغنر"، رغم عدم قيام العناصر بأي حراك يهدد القوات الروسية في سوريا.

وفي أيلول/سبتمبر 2015، قدمت "فاغنر" إلى سوريا لمؤازرة الجيش الروسي بعد إعلانه التدخل المباشر في سوريا، وتقول مصادر سورية إن الميليشيا نشطت في مناطق إنتاج النفط والغاز والفوسفات.

والأرجح أن تتجه روسيا لتفكيك "فاغنر"، ما يعني حكماً أن على موسكو الاستعانة بشركات بديلة في أوكرانيا وسوريا وغيرها.