مساعدات الإدارة الذاتية:المعارضة عالقة بين شروط قسد..والخوف من تركيا
دخل عدد من الصهاريج المحملة بالوقود من مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) الخميس، إلى مناطق الجيش الوطني المدعوم من تركيا، وذلك في إطار حملة الإدارة الذاتية لتقديم قافلة مساعدات إغاثية ومحروقات إلى المتضررين من الزلزال في شمال غرب سوريا.
وقال مصدر مُعارض ل"المدن"، إن 3 صهاريج تحمل مشتقات نفطية دخلت عبر معبر الحمران الذي تسيطر عليها حركة "أحرار الشام- القاطع الشرقي" الفاصل بين مناطق سيطرة الجيش الوطني ومناطق سيطرة قسد، موضحاً أن الصهاريج جزء من قافلة مكونة من 100 شاحنة تضم مشتقات نفطية ومواداً إغاثية مقدمة من الإدارة الذاتية للمنكوبين جرّاء الزلزال في شمال غرب سوريا.
وأشار المصدر إلى أن الإدارة الذاتية قدمت الصهاريج الثلاثة كبادرة "حسن نية" ومن دون تغطية إعلامية تحت حماية أحرار الشام التي تسيطر على المعبر، على أن يتبعها دخول كامل للقافلة لاحقاً، لكنه أكد أن محاولة بعض وسائل الإعلام التابعة ل"قسد" بدفع من بعض مسؤوليها تغطية دخول الصهاريج دفع الحركة إلى إرجاعها مجدداً إلى الجانب الآخر للمعبر.
وأكد أن الاجتماعات التي جرت على مدى يومين، بين مسؤولين من قسد والإدارة الذاتية من جهة وبين مسؤولين عن المعبر من جهة أخرى، لم تصل إلى نتيجة بإدخال القافلة، وسط توجيه اتهامات من قبل المعارضة لقسد بمحاولة استغلال الزلزال سياسياً.
وأبلغ مصدر من المعارضة السورية "المدن"، أن قسد وضعت مجموعة من الشروط لإدخال مساعداتها إلى الشمال السوري، أولها، أن يُقال أن المساعدات مقدمة من الإدارة الذاتية، علماً أن أغلبها تبرعات أهلية من السوريين. والشرط الثاني، أن تدخل المساعدات بإشراف الولايات المتحدة.
كما اشترطت قسد، بحسب المصدر، أن يوقع قادة المعارضة تعهداً بأن لا يتهموا قسد بأي تفجير يستهدف مناطقهم. لكن المصدر لم ينكر أيضاً أن تكون هناك بعض المخاوف التي تمنع المعارضة في الشمال السوري من قبول المساعدات المقدمة من قسد.
وكانت الإدارة الذاتية قد أعدت قافلة مكونة من عدد من الشاحنات تحمل مواد إغاثية ومساعدات إنسانية وعشرات الصهاريج تحمل وقود من أجل تقديمها حسبما أعلنت الثلاثاء، إلى المناطق المنكوبة الواقعة ضمن النفوذ التركي، إضافة إلى إرسال 100 صهريج وقود إلى المناطق المنكوبة في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام، لكن الأخير رفض إعطاءها إذن الدخول أيضاً.
وترمي الإدارة الذاتية كرة تعليق دخول القافلة في ملعب تركيا، صاحبة النفوذ والقرار شمال غرب سوريا، إذ نقلت وكالة "هاوار" عن الرئيسة المشترك للمجلس التنفيذي في الإدارة الذاتية بيريفان خالد قولها إن مساعدات الإدارة "تنتظر على المعابر"، مؤكدةً أن تركيا والنظام السوري "لا يسمحان بدخول المساعدات إلى المناطق المنكوبة".
وأضافت "نحن ملتزمون بقراراتنا حيال ارسال المساعدات، لكن هناك إعاقة ومنع من تلك الأطراف لدخول المساعدات"، مشيرةً إلى أن الإدارة الذاتية لم تتلقّ رداً من الأمم المتحدة حول استخدام مناطق شمال شرق سوريا لإيصال المساعدات إلى المناطق المنكوبة.
بدوره، قال عضو في خلية إدارة الأزمة في الإدارة الذاتية إن قافلة المساعدات إلى شمال غرب سوريا، لا تزال في النقطة صفر من معبر أم جلود في منبج، موضحاً أنها بانتظار موافقة إدخالها من الجانب الآخر للمعبر. وزعم أن الإدارة الذاتية تناشد منذ الأربعاء، الرد من جهة رسمية من الطرف الآخر من المعبر (أحرار الشام) ووصول القافلة إلى مستحقيها.
وفي الموازاة، أكد مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن ل"المدن"، أن "تركيا ترفض بشكل قاطع دخول القافلة"، قائلاً إن القائمين على المعبر من الفصائل المدعومة من تركيا لا قرار لهم في هذا السياق، ويخشون أن تؤدي موافقتهم على دخولها إلى تصفيتهم من قبل المخابرات التركية أو اعتقالهم".
كما أكد أن الصهاريج التجارية تدخل كالمعتاد عبر معبر الحمران، في حين يُمنع دخول أي شاحنة إغاثية أو صهريج محروقات تابعة للحملة، بسبب رفض تركيا.