حلب:فتيات يهربن من معسكرات قسد..بعد اختطافهن وتجنيدهن
تعيش مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في حلب حالة من التوتر والاستياء الشعبي المتصاعد بسبب كثافة عمليات الخطف التي ينفذها تنظيم الشبيبة الثورية، وتستهدف عادة الفتيان والفتيات بغرض تجنيدهم في صفوف الوحدات الذراع العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي.
والشبيبة الثورية تعرف في الأوساط الكردية باسم "جوانن شورشكر"، وهو تنظيم يضم شباناً وشابات من الأعمار الصغيرة، ولدى التنظيم مكاتب ومعسكرات في مختلف مناطق سيطرة وحدات حماية الشعب الكردية، ويتبعون تنظيمياً وعقائدياً لحزب العمال الكردستاني.
وتشهد المعسكرات التابعة للشبيبة بحلب عمليات فرار فردية للأطفال المخطوفين، كان آخرها بداية شهر شباط/فبراير، إذ تمكنت أليف محمد عثمان (15عاماً) من الفرار والعودة إلى عائلتها في مناطق الشهباء شمال حلب. وكانت الشبيبة قد اختطفت الطفلة أليف بداية العام 2023 عندما كانت في طريقها إلى المدرسة في تل رفعت، ونقلتها إلى معسكر الشبيبة قرب تل سوسين قرب بلدة فافين شمال حلب.
وعادت أيضاً الطفلة حميدة فوزي محمد (16عام) إلى عائلتها في حي الشيخ مقصود في حلب بعدما هربت من معسكر للشبيبة يقع على أطراف الحي. وسبق أن اختطفتها الشبيبة بالقرب من منزل عائلتها في الحي منتصف العام الماضي 2022.
وأحيت حادثتا الفرار للطفلتين الأمل لدى الكثير من العائلات بعودة أبنائها المختطفين. وقال مصدر محلي في الشيخ مقصود بحلب ل"المدن" إن "تنظيم جوانن شورشكر يستقطب الأطفال من الجنسين بأساليب متنوعة، أهمها جذب الأطفال للمشاركة في الأنشطة الترفيهية كالحفلات والرحلات واللقاءات في المقاهي وصالات الألعاب، وإقامة أنشطة ثقافية تركز على مظلومية الأكراد، وتلقينهم فلسفة زعيم العمال الكردستاني عبد الله أوجلان".
ويضيف أن "معظم العائلات التي خطف التنظيم أبنائها في الشيخ مقصود والأشرفية، وفي مناطق الشهباء شمالها، كانت تلحظ التغير في سلوك أبنائها وبناتها قبيل اختطفاهم بفترة، كلجوء بعضهم للتدخين وتعاطي المخدرات، والبقاء خارج المنزل لأوقات متأخرة، والتقصير في الواجبات المدرسية". ولفت إلى أن التنظيم يتبع أسلوب الاستقطاب المباشر، فمثلاً في حي الشيخ مقصود، تعمل هيفا بكر وهي عضو في التنظيم على اقناع الفتيان بين 13 و17 عاما للالتحاق بمعسكرات التنظيم.
وأضاف المصدر أن "عودة الطفلتين أليف عثمان وحميدة ليست الحادثة الوحيدة، سبق أن عاد الكثيرون من الأطفال بالطريقة نفسها، بينهم سيدرا كور عبدو ونزهت صبحي، ولكن حالات عودة الأطفال ليست جميعها حالات فرار من المعسكرات، هناك أطفال يضطر التنظيم لإعادتهم إما بفعل الضغط الشعبي أو بسبب مرض الطفل".
ويتم نقل الأطفال الذين تختطفهم الشبيبة في الشيخ مقصود ومناطق الشهباء، إلى المعسكرات قبيل نقلهم إلى مناطق شمال شرق سوريا، وبعضهم يواصل رحلته ليلتحق بالعمال الكردستاني في جبال قنديل، أي أن آمال معظم العائلات بعودة أبنائهم المختطفين منذ سنوات تبدو مستحيلة، تحديداً عندما يتم نقل أطفالهم إلى جبال قنديل.
وتنظم فعاليات شعبية وناشطين في الشيخ مقصود بحلب، وفي مناطق الشهباء حملات مناهضة للشبيبة، وتعمل على توعية الأهالي وتحذرهم من خطورة مشاركة أطفالهم في أنشطة الشبيبة، لكن الأخيرة تصعد في مقابل الحملات الشعبية وتعاقب المطالبين بأطفالهم.