وفد برلماني عربي في دمشق.. تطبيع على مستوى المؤسسات
وصل وفد من "الاتحاد البرلماني العربي" إلى العاصمة دمشق الأحد، في خطوة تُشير إلى التطبيع مع النظام السوري على مستوى المؤسسات، بعد تمهيد جرى من قبل رؤساء ومسؤولين في دول عربية، بحجة التضامن مع السوريين المنكوبين بالزلزال الذي ضرب البلاد فجر 6 شباط/فبراير.
وقال وكالة أنباء النظام "سانا" إن الوفد "وصل إلى مطار دمشق صباح اليوم الأحد، ويضم عدداً من رؤساء البرلمانات العربية والوفود المشاركة في مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي من أجل التأكيد على دعم سوريا، والوقوف إلى جانب شعبها".
وجاء قرار تشكيل الوفد، في نهاية أعمال الدورة الـ41 للاتحاد البرلماني التي عُقدت في العاصمة العراقية بغداد السبت، بإعلان رئيس الاتحاد ورئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي خلال كلمة له في البيان الختامي قرار تشكيل الوفد لزيارة سوريا، "للتأكيد على دعم الشعب السوري"، بحسب وكالة الأنباء العراقية (واع).
وقال رئيس البرلمان المصري حنفي جبالي للصحافيين في مطار دمشق، إن رؤساء البرلمانات العربية "جاؤوا للتضامن مع سوريا ودعم شعبها بمواجهة تداعيات الزلزال"، مضيفاً أن سوريا، "ستعود إلى مكانها الطبيعي في الجامعة العربية والبيت العربي".
ولفت إلى أن وفوداً برلمانية عربية ستصل إلى تباعاً إلى دمشق، بعد قرار الاتحاد تشكيل وفد لزيارة سوريا خلال المؤتمر الـ34 قائلاً: "نؤكد للشعب السوري أننا أخوة ونقف إلى جانبه في هذه الظروف الصعبة"، حسبما ذكرت "سانا".
من جهته، اعتبر رئيس برلمان النظام السوري حمودة صباغ أن "الزيارة للتأكيد على أن سوريا هي قلب العمل العربي المشترك" معرباً عن شكر النظام لكل الوفود التي قدمت إلى دمشق. وأكد أن أجواء مؤتمر الاتحاد البرلماني في بغداد، كانت "إيجابية جداً، وركزت على الموقف الموحد لجميع الدول العربية بضرورة عودة سورية إلى حضنها العربي".
وخلال البيان الختامي السبت، طالب الحلبوسي الذي ترأس الوفد إلى سوريا، بأن "تتبنى الدول العربية على كل المستويات البرلمانية والحكومية قراراً نهائياً بعودة سوريا إلى محيطها العربي"، إضافة إلى "ممارسة دورها العربي والإقليمي والدولي بشكل فاعل، والعمل الجاد لاستقرارها وإعادة تأهيل بناها التحتية وعودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم".
وقال الحلبوسي في كلمة له أمام أعضاء الاتحاد البرلماني إن سوريا في الأيام الأخيرة "مرّت بظروف صعبة إثر الزلزال المدمر الذي أوقع أضراراً بالغة بالأرواح والممتلكات، وكل ذلك يلزمنا جميعا بالسعي والاستمرار في واجب المساندة والدعم إلى حين انجلاء تداعيات الأزمة وآثارها الصعبة".
زيارة الوفد، تأتي بعد تمهيد يشير إلى تحول موقف بعض الدول العربية من العلاقة مع النظام، إذ بادر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للاتصال برئيس النظام السوري بشار الأسد، للمرة الأولى منذ توليه الحكم في 2014، معزياً إياه بضحايا الزلزال، فضلاً عن إرسال طائرات وسفن تحمل مئات الأطنان من المساعدات للمنكوبين في مناطق سيطرته.
كما تلقى الأسد اتصالاً هاتفياً للمرة الأولى من 2011، من ملك البحرين، إضافة إلى اتصالات لم تكن الأولى من رؤساء الأردن والامارات وعُمان، لكنهم وجدوا في الزلزال فرصة لتعزيز جهود التطبيع مع الأسد بعد الزلزال، وخصوصاً الأردن، الذي أرسل وزير خارجيته أيمن الصفدي إلى دمشق، في أرفع زيارة يجريها مسؤول أردني إلى سوريا، منذ 2011.
لكن اللافت، كان التحول بالموقف السعودي، عبّرت عنه الرياض، بإرسال مساعدات إلى مناطق النظام، فضلاً عن تحدث وزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان قبل أيام، عن اتفاق عربي لحل الأزمة السورية عبر "الحوار مع دمشق"، كما تؤكد تسريبات استخباراتية نقلها موقع "إنتلجنس أون لاين" الفرنسي، عن وجود عملية تطبيع سرية بين الرياض والنظام، وأن بن فرحان سيزور دمشق، في وقت قريب.