السعودية تندد ب"التهجير القسري"للفلسطينيين..وتكبح التطبيع مع إسرائيل
أكدت السعودية ليل الجمعة، رفضها دعوات "التهجير القسري" للفلسطينيين من قطاع غزة. وندّدت باستمرار استهداف إسرائيل "للمدنيين العزّل".
البيان الأقسى
البيان الأقسى
وأكدت وزارة الخارجية السعودية الرفض "القاطع لدعوات التهجير القسري للشعب الفلسطيني من غزة، وإدانتها لاستمرار استهداف المدنيين العزّل هناك"، في أشد بياناتها لهجة منذ بدء عملية "طوفان الأقصى" في 7 تشرين الأول/أكتوبر.
وينزح الآلاف من الفلسطينيين الجمعة في اتجاه جنوب غزة بعد دعوة وجهها الجيش الإسرائيلي ورفضتها حماس لإخلاء شمال القطاع قبل عملية برية مرجحة.
وجاء البيان السعودي مع وصول وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن للرياض ضمن جولة إقليمية تشمل ستّ دول عربية.
من جهتها، أعلنت منظمة التعاون الإسلامي، التي تضم 57 دولة ومقرها جدة في السعودية، عن رفضها لتهجير سكان غزة. وأكّدت في بيان، "رفضها المطلق لدعوات التهجير القسري للفلسطينيين وإدانتها لدعوات إسرائيل -قوة الاحتلال- التهجير القسري لأبناء الشعب الفلسطيني ومحاولات ترحيل الأزمة الإنسانية التي يفاقمها الاحتلال الاسرائيلي إلى دول الجوار".
إرجاء خطط التطبيع
وقطعت السعودية شوطاً من مسار التطبيع مع إسرائيل برعاية الولايات المتحدة، واستقبلت وزيرين إسرائيليين على أراضيها، قبل بدء الحرب في غزة. لكن وكالة "رويترز" نقلت عن مصدرين مطلعين أن الرياض سترجئ الخطط لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، مما يشير إلى مسارعتها لإعادة التفكير في أولويات سياستها الخارجية.
وقال المصدران إنه سيكون ثمة إرجاء للمحادثات المدعومة من الولايات المتحدة حول التطبيع مع إسرائيل، وهي خطوة رئيسية للمملكة لتأمين ما تعدّه الثمرة الحقيقية المرجوة من اتفاق للدفاع مع الولايات المتحدة في المقابل.
وقال المصدر الأول إن المحادثات لا يمكن استئنافها الآن وإن قضية التنازلات الإسرائيلية للفلسطينيين سيتعين أن تكون ضرورة أكبر عند استئناف المباحثات، وهو تعليق يشير إلى أن الرياض لم تنبذ الفكرة.
التواصل مع إيران
التواصل مع إيران
ودفع الصراع المملكة أيضا إلى التواصل مع إيران، فتلقى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أول اتصال هاتفي من الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في ظل محاولة الرياض درء تزايد العنف واتساع نطاقه في أنحاء المنطقة.
وقال مسؤول إيراني كبير ل"رويترز"، إن المكالمة التي أجراها رئيسي مع بن سلمان استهدفت دعم "فلسطين ومنع انتشار الحرب في المنطقة". وأضاف بأن "المكالمة كانت جيدة وواعدة". وقال مسؤول إيراني ثانٍ إن المكالمة استمرت 45 دقيقة وحظيت بمباركة المرشد علي خامنئي.
وتبرز إعادة التفكير السعودية التحديات التي تواجهها جهود واشنطن لتعميق دمج إسرائيل في منطقة تظل فيها القضية الفلسطينية مبعث قلق عربي رئيسي. ويقول المحلل السعودي عزيز الغشيان: "كان التطبيع بالفعل يُعد محظوراً.. هذه الحرب تبرز ذلك فحسب".
وتريد واشنطن البناء على اتفاقيات "أبراهام" التي طبعت فيها دول خليجية بينها الإمارات، علاقاتها مع إسرائيل.
وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان خلال إفادة من البيت الأبيض هذا الأسبوع، إن جهود التطبيع "لم تُرجأ"، لكنه قال إن التركيز منصب على تحديات عاجلة أخرى.
وقال المصدر الأول المطلع على طريقة التفكير السعودي إن واشنطن ضغطت على الرياض هذا الأسبوع لإدانة هجوم حماس، لكنه قال إن وزير الخارجية السعودية فيصل بن فرحان رفض ذلك. وأكد ذلك مصدر أميركي مطلع على الأمر.
ورداً على سؤال حول اتصال الرئيس الإيراني بولي العهد السعودي، قال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية إن واشنطن "على اتصال مستمر مع القادة السعوديين". وأضاف أن واشنطن تطلب من الشركاء الذين لديهم قنوات اتصال مع حماس أو حزب الله، أن "يجعلوا حماس تتوقف عن هجماتها، وتطلق سراح الرهائن، وألا يتورط حزب الله وإيران في المعركة".
وقال المصدر الأول المطلع على طريقة التفكير السعودية إن دول الخليج، ومن بينها التي تربطها علاقات بإسرائيل، تشعر بالقلق من احتمال استدراج إيران إلى صراع سيؤثر عليها.