الجبهة الشامية تغلق معبر السلامة بوجه الأتراك..المعاملة بالمثل
أغلق فصيل الجبهة الشامية التابع للجيش الوطني السوري المعارض معبر السلامة الحدودي الذي يفصل مناطق نفوذ الفصائل المسلحة المدعومة من قبل تركيا في الشمال السوري عن الحدود التركية.
وقال مصدر مطلع ل"المدن"، إن إغلاق المعبر يأتي في سياسة الرد بالمثل على القرار الذي أصدره والي ولاية كيليس التركية، والذي يقضي بموجبه بمنع قياديين من الجبهة الشامية المشرفة على المعبر من الجانب السوري من الدخول إلى الأراضي التركية.
وأضاف أن قرار المنع الذي أصدره الفصيل المعارض يشمل جميع المسؤولين الأتراك وموظفي المؤسسات باستثناء الجيش والشرطة العسكرية التركية، حيث تنشر أنقرة نقاطاً في مناطق التماس مع النظام السوري في ريف حلب، في سياق ما يعرف بمنطقة خفض التصعيد.
وفي ما يخص التبادل التجاري، أشار المصدر إلى أن القرار الصادر لا يشمل التجارة التي تمر عبره، والتي بدورها تعود بالمنفعة الاقتصادية على الجانبين.
وبالموازاة، أعلنت إدارة معبر جرابلس الحدودي مع تركيا شمالي شرق حلب في بيان، عن إغلاقه بشكل مؤقت في وجه السوريين الحاصلين على (الكملك) الصادر من ولاية غازي عنتاب، كما يشمل القرار منع حاملي الجنسية المزدوجة من الدخول أيضاً.
وقالت الإدارة إن القرار يسري اعتباراً من 15 نيسان/أبريل، حتى 13 أيار/مايو 2022، وأوضحت أنها ستعيد رسوم الحجز للأشخاص الذين تقدموا بحجز مسبق خلال فترة الإغلاق. ولم تقدم توضيحاً حول خلفية قرارها بالإغلاق، إلا أن مصادر أكدت ل"المدن"، عن وجود خلافات بين الجانبين، من دون أن تكشف عن ماهية تلك الخلافات.
يأتي ذلك فيما تسود حالة من الضبابية على صعيد السماح للاجئين السوريين المقيمين في تركيا بالدخول عبر هذه المعابر لقضاء إجازة عيد الفطر مع ذويهم المتواجدين في الشمال السوري.
إلا أن مدير معبر السلامة الحدودي قاسم القاسم، قال إن الأمور طبيعية على المعبر في ما يخص استقبال الحجوزات للسوريين الراغبين بالدخول إلى الجانب السوري من المعبر. وأضاف القاسم أن زيارة العيد مقررة من الولاية وليس من وزارة الداخلية. ولفت إلى أن إدارة المعبر لم تتلقَ أي قرار على هذا الصعيد، موضحاً أن أمور زيارات العيد تسير كما هو متفق ولم يجرِ أي تعديل.
لكن رواية القاسم نفتها مصادر "المدن"، حيث قالت إن رسائل وصلت للسوريين الذين تقدموا بحجز مسبق للدخول إلى الشمال السوري، تفيد بإلغاء الحجز الذي تقدموا به.
وترتبط تركيا مع الجانب السوري الذي تسيطر عليها الفصائل المعارضة المدعومة من تركيا بعدة معابر، وأبرزها معابر السلامة وجرابلس والراعي والوليد، حيث تتولى الحكومة السورية المؤقتة التابعة للائتلاف الوطني المعارض مهمة التنسيق مع الجانب التركي، بينما تتولى حكومة الإنقاذ مهمة التنسيق في معبر باب الهوى، حيث يفصل الأخير تركيا عن منطقة سيطرة هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً)، في إدلب شمالي سوريا.
ويشمل التنسيق جميع الأصعدة التجارية والطبية والإنسانية، إلا أن التبادل التجاري يعتبر السمة الأساسية لجميع المعابر. ووفقاً لوزارة الاقتصاد في الحكومة التركية، فقد بلغ حجم الصادرات التجارية إلى الشمال السوري العام 2021، 689 مليوناً و926 ألف دولار أميركي.