الحرس الثوري يخلي حماة..ويسلم مركزه وعناصره للنظام
سحبت قيادة الحرس الثوري الإيراني في سوريا عناصرها من اللواء 47، وأغلقت مركزها الرئيسي في جنوبي حماة والواقع على طريق حماة-حمص قرب قرية معرين الجبل، بشكل نهائي وتم إنهاء عقود العمل والتطوع لجميع العناصر.
وكشف الناشط السياسي في محافظة حماة نضال الياسين بأن اللواء 47 أصبح مركزاً عسكرياً لقوات النظام، ولم يعد له أي تبعية للحرس الثوري الإيراني، سوى المحافظة على مكتب شخصي للمسؤول السابق عن الحرس الإيراني في اللواء ويدعى "أبو الخير"، والذي شغل منصب المسؤول عن قيادة حملات التطوع للشباب السوري في الحرس الثوري الإيراني وتدريبه وإرسالهم للقتال إلى جانب الميليشيات الإيرانية في سوريا.
وأبو الخير هو مساعد أمني سابق في مخابرات النظام، وهو من أبناء قرية بسيرين جنوبي حماة، تم تأهيله في إيران مع بداية الثورة السورية وتسليمه قيادة اللواء 47، الذي كان تحت قيادة الحرس الثوري، مع إفتتاح مركز التطوع في عام 2015.
وأكد الياسين أن التوجيهات الأمنية التي صدرت من شعبة المخابرات العامة في دمشق بافتتاح مركز لتسوية أوضاع المطلوبين في محافظة حماة للمرة الأولى من نوعها، جاء على أثر إنهاء عمل هذا المركز الذي كان يضم المئات من أبناء المحافظة من المطلوبين للخدمتين الإلزامية والاحتياطية، وذلك بهدف تسوية أوضاع المطلوبين وضمّهم إلى صفوف النظام بشكل قانوني.
وقال إن التوجيهات الأمنية من الشعبة جاءت بسحب جميع البطاقات الأمنية التي كان عناصر اللواء 47 يحملونها، والتي كانت تمنع تعرضهم لأي مساءلة قانونية من أي فرع مخابراتي في سوريا، سوى المخابرات الجوية التي تُعرف بولائها للقيادات الإيرانية. وتم التوجيه لجميع حواجز المحافظة بسحب أي بطاقة أمنية تعود تبعيتها لأبو الخير، أو اللواء 47، واعتقال حاملها بشكل مباشر، وهذا ما يفسر التشدد الكبير الحاصل على مداخل ومخارج محافظة حماة منذ شهر ونصف الشهر تقريباً.
وأشار الياسين إلى سحب جميع الصلاحيات الأمنية من أبو الخير وأبنائه، الذين كانوا يمارسون عمليات التشبيح والسرقة وفرض الأتاوات على أبناء ريف حماة الجنوبي، بالإضافة إلى مراكز الإعتقال التي كانوا يديرونها لحسابهم الشخصي على مستوى ريفي حمص الشمالي وحماة الجنوبي.
وعلمت "المدن" بأن أبو الخير قام بإعادة دفاتر وأوراق الخدمة الإلزامية لجميع المتطوعين في اللواء 47، بعد أن حصل عليها من أجل تسوية أوضاعهم حسب الوعود التي قدمها في بداية التطويع. وبات الآن يتوجب على المتطوعين السابقين مراجعة مراكز التسوية في محطة القطار قرب حي البعث في حماة، خلال مدّة أقصاها 30 يوماً من تاريخ إنتهاء التحاقهم بالحرس الإيراني لتفادي ملاحقتهم أمنياً من قبل الأفرع الأمنية، وتسوية أوضاعهم لإلحاقهم في صفوف قوات النظام.
ويستقبل مركز تسوية أوضاع المطلوبين في حماة حوالي 25 شاباً يومياً، فيما ترتفع الأعداد في بعض الأيام إلى 40 شاباً، جميعهم من الميليشيات التي يتم حلّها، كميليشيات المخابرات الجوية والطراميح وميليشيات طلال الدقاق وميليشيا الغاب في ريف حماة.