الدستورية السورية..عودة قريبة الى جنيف
من المتوقع أن تشهد مباحثات الدستور السوري المتعثرة حالة انفراج بعد تعذر عقد الجولة التاسعة التي كانت مقررة في أواخر تموز/يوليو 2022، وفق ما أكد مصدر من اللجنة الدستورية ل"المدن"، وسط توقعات بأن يُبحث هذا الأمر خلال الجولة ال19 من محادثات أستانة المقررة في 22 تشرين الثاني/نوفمبر.
وتستند توقعات المصدر على معلومات تفيد بتجاوز مشكلة اعتراض روسيا على عقد المحادثات في جنيف، بسبب إشكالية حصول الوفد الروسي على تأشيرات السفر إلى سويسرا، كاشفاً أنه "تم تذليل هذه الإشكالية المتعلقة بتأشيرات الوفد الروسي خلال المحادثات الأرمينية الأذربيجانية التي عقدت في جنيف أواخر تشرين الأول/أكتوبر بحضور الروس".
ومن المؤشرات الأخرى، المداولات عن احتمال صدور بيان رئاسي من مجلس الأمن يدعم خطة المبعوث الخاص غير بيدرسن (خطوة بخطوة) وفق المصدر الذي أشار إلى التوقعات بأن يصدر مثل هذا البيان في الإحاطة القادمة التي سيقدمها بيدرسن أمام مجلس الأمن هذا الشهر، مشيراً إلى عرقلة عدم التوافق الأميركي الروسي لصدور مثل هذا البيان، رغم أن الإعلان عنه يبدو أنه بات ضرورياً للاتفاق على تمديد آلية إدخال المساعدات الإنسانية إلى سوريا عبر الحدود التركية.
واعتبر المصدر أن بيدرسن لا يقدم "خطوة بخطوة" بديلاً من العملية السياسية وفقاً للقرار 2254 واللجنة الدستورية، بل بهدف إيجاد أدوات عملية لجعل المسار الدستوري "منتجاً".
وكان المبعوث الأممي بيدرسن قد أجرى مؤخراً جولات عدة شملت دمشق وتركيا وأبوظبي التي التقى فيها مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأردني أيمن الصفدي، وذلك في إطار حشد الدعم لخطته "خطوة بخطوة".
وتعليقاً، يرى الباحث في مركز "الحوار السوري" أحمد القربي أن طريقة التعاطي الدولية مع الملف السوري لم تتغير، معتبراً في حديثه ل"المدن" أن قضية استكمال محادثات الدستور تبقى هامشية، نظراً لغياب تأثير عمل هذه اللجنة على مسار الحل السوري "المُجمّد".
وذهب الباحث إلى اعتبار أن الغرض من تأسيس اللجنة الدستورية، هو الإيهام بوجود حل سياسي. وقال: "المعروف أن اللجنة لن تُنجز أي خطوة في مسار الحل"، واستدرك بقوله: "لكن الأهم هو صدور بيان رئاسي من مجلس الأمن يدعم مسار خطوة بخطوة، الذي بدأ الحديث عنه منذ العام 2019".
وحسب القربي، فإن بيدرسن لا يزال يُبشر بهذه المقاربة لكسر الجمود في الملف السوري. وقال: "أعتقد أن الغرض منها سحب الملف السوري باتجاه أبعاد إنسانية، خاصة في ملفات اللاجئين والمساعدات ومشاريع التعافي المبكر، مع تأجيل الحديث عن الحل السياسي، بانتظار الظروف الدولية المساعدة".
وفي أيار/مايو 2022، عُقدت الجولة الثامنة من محادثات الدستور في جنيف، وأعلن بیدرسن آنذاك أنه اتفق مع رئيسي وفد المعارضة والنظام على عقد الجولة التاسعة في تموز/یولیو 2022، لكن بيدرسن أعلن عن إرجاء انعقاد الجولة، بعد طلب وفد النظام تلبية الطلبات المقدمة من روسيا بخصوص تغيير مكان عقد المحادثات من جنيف على خلفية مواقف سويسرا "غير الحيادية" في أوكرانيا.