قصف مكثّف على عفرين...لمنع النازحين من العودة؟
تعرضت مدينة عفرين في ريف حلب الشمالي لقصف صاروخي عنيف الأربعاء، ما تسبب بمقتل وجرح عدد من المدنيين واحتراق عدد من السيارات ومحال ومحطات بدائية لبيع المحروقات داخل المدينة وفي محيطها القريب.
وقال المسؤول الإعلامي لمنظمة الدفاع المدني في حلب إبراهيم أبو الليث ل"المدن"، إن "القصف الصاروخي تسبب بمقتل 3 مدنيين مجهولي الهوية بينهم امرأة وطفل، وأصيب 4 آخرين كحصيلة أولية، وطال القصف محال لبيع المحروقات ما أدى إلى اشتعال النيران".
وأضاف أن "مصدر القصف الصاروخي على عفرين المناطق التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردية، وقوات النظام السوري في ريف حلب الشمالي".
وردّت مدفعية الجيش التركي بقصف مواقع وحدات الحماية في ريف تل رفعت. واستهدفت النيران مواقع الوحدات في الخطوط الأولى، وفي الشيخ عيسى والعلقمية ومنغ.
وقال الناطق الرسمي باسم الجيش الوطني الرائد يوسف حمود ل"المدن"، إن "لنظام الأسد ووحدات الحماية مصلحة مشتركة في التصعيد والقصف على الأحياء السكنية في عفرين، وارتكاب المجازر لترويع سكان المدينة"، مضيفاً أن "هذا القصف ليس الأول من نوعه، فقد شهدت المدينة قصفاً متكرراً لقوات النظام والوحدات، كلاهما استهدف الأحياء ذات الكثافة السكانية العالية وكان الهدف كما يبدو قتل أكبر عدد ممكن من الناس".
وأضاف "يبدو أن للقصف على عفرين هذه المرة أهدافاً عديدة، أهمها، تكريس حالة عدم الاستقرار في المدينة، وتخويف وإرهاب كل من يفكر بالعودة إليها من النازحين الذين تحتجزهم الوحدات في مناطق سيطرتها وتطوقهم قوات النظام من كل جانب شمالي حلب".
وشهدت مدينة عفرين منذ بداية شهر آب/أغسطس، عودة أعداد كبيرة من النازحين اجتازوا خطوط التماس الخطرة بين مناطق سيطرة الوحدات والمعارضة بريف حلب. وبدا أن الكثير من العائلات النازحة التي تقيم في عدد من المخيمات التي تديرها الوحدات في مناطق سيطرتها في فافين وأحرص وأم القرى وتل قراح شمالي حلب، يفكر جدياً بالعودة، وهذا ما أغضب الوحدات وأقلقها جدياً ودفعها إلى دعم خطوط التماس بمزيد من العناصر وأجهزة الرصد لمنع مرور أي عائلة قد تفكر بدخول مناطق المعارضة في عفرين.
وبدأ الحديث عن عودة نازحي منطقة عفرين إلى ديارهم منذ بداية شهر تموز/يوليو، وأطلقت الدعوة لعودة النازحين على لسان نائب رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية عبد الحكيم بشار، باعتباره ممثلاً للمجلس الوطني الكردي، خلال لقاء في إقليم كردستان العراق قال فيه إن "ثلاثة أرباع ما ينقل من جرائم على يد فصائل الجيش الوطني هي مبالغ فيها وكاذبة، وهي تتسبب في تخويف النازحين من عفرين وتؤثر على قرار عودتهم إلى ديارهم".
ورأى عضو المكتب السياسي في الحزب الديموقراطي الكردي في سوريا عثمان ملو أن "القصف على عفرين في هذا التوقيت فيه مصلحة مشتركة لقوات النظام ووحدات الحماية، أولاً ارتكاب مجازر بحق المدنيين العزل، وثانياً إرباك وتوتير المنطقة وإشعال خط التماس وخلق حالة من اليأس لدى النازحين ومنعهم من العودة الى ديارهم".
وأضاف ملو ل"المدن"، "نحن نناضل من أجل عودة نازحي عفرين الى ديارهم ونشجع كل من يريد العودة إلى بلدته، والابتعاد عن منظومة الوحدات، فهي مصيبة السوريين عموماّ، إن هذه المنظومة تبذل كل ما تستطيع لتعرقل أي جهود لإعادة النازحين".