إمدادات إيران عبر البوكمال مهددة..الأسد يرسل الحرس الجمهوري
شهدت مناطق سيطرة نظام اﻷسد غرب الفرات انتشاراً مكثفا لقوات الحرس الجمهوري في مدينتي ديرالزور والبوكمال، على الحدود السورية العراقية، فيما يبدو استباقاً لعمل عسكري يستهدف هذه المنطقة الحيوية بالنسبة للميليشيات اﻹيرانية، ومشروع طهران في الشرق اﻷوسط.
وأوضح مصدر محلي ل"المدن"، أن الانتشار يأتي على خلفية مخاوف جديّة لدى قوات النظام وحلفائه اﻹيرانيين من عمل عسكري يستهدف البوكمال انطلاقاً من قاعدة التنف بدعم أميركي؛ ما سيضع الميليشيات اﻹيرانية، المسيطر الفعلي على هذه المناطق حتى اﻵن، تحت تهديد القطع التام لخطوط الإمداد ونقل المقاتلين عبر الحدود مع العراق، وهو ما لم تخفِ واشنطن يوماً سعيها إليه في إطار مكافحتها الوجود اﻹيراني في سوريا.
وأشار المصدر إلى زيارة اللواء إريك ت. هيل، القائد العام لقوة المهام المشتركة للعمليات الخاصة في عملية العزم الصلب، في 29 شباط/فبراير، لقاعدة التنف؛ حيث التقى العميد مهند الطلاع قائد "جيش مغاوير الثورة" الذي يسيطر على القاعدة بدعم أميركي.
وعقب الزيارة، أعلن "جيش المغاوير" أن مقاتليه تلقوا تدريبات داخل القاعدة على أسلحة أميركية الصنع، بحسب مصادر في الفصيل نفسه، بغية تقديم أداء أفضل في محاربة تنظيم "داعش".
وفي السياق، علمت المدن من مصدر محلي شرق الفرات، أن رتلاً تابعاً للقوات الأميركية العاملة في التحالف دخل الاثنين مدينة البصيرة في ريف ديرالزور الشرقي بغطاء من الطيران الذي حلق بشكل مكثف، وسط حالة من التشديد اﻷمني.
وكانت القوات اﻷميركية قد دخلت البصيرة اﻷحد أيضاً، برفقة دوريات تابعة لقوات سوريا الديمقراطية-قسد، حيث اعتقلت حوالي 40 شخصاً، أفرجت لاحقاً عن بعضهم، على خلفية اﻻتهام باﻻنتماء لتنظيم "داعش"، بعد سلسلة من الهجمات والتفجيرات التي استهدفت دوريات وحواجز لقسد، في المنطقة التي تشهد نشاطا متصاعداً لخلايا التنظيم النائمة.
ولفت المصدر في حديثه ل"المدن"، إلى أن النشاط المتزايد للقوات اﻷميركية شرق الفرات لا يقتصر على تأمين المنطقة ضد خلايا التنظيم فقط، بل وخلايا النظام الناشطة فيها مؤخراً.
وخشية تعرضها لضربات فيما لو أطلقت عملاً يستهدف مواقع الميليشيات في البوكمال، تسعى القوات اﻷميركية لتأمين مناطق نفوذها شرق الفرات، أمام السعي المتواصل من قبل إيران ونظام اﻷسد لزعزعة اﻻستقرار فيها، بالتوازي مع المزاحمة الروسية لها في محافظة الحسكة شمال الجزيرة.
وفي هذا السياق جاءت زيارة المتحدث باسم التحالف الدولي لمحاربة داعش العقيد اﻷمريكي مايلز كاغينز لقاعدة معبدة جنوب الرميلان، حيث بدا واضحاً أنها تهدف الى استعادة قسد من الحضن الروسي؛ بعد أنباء عن رعاية موسكو لمسار تفاوضي بين اﻷخيرة والنظام، يتضمن عودته إلى المنطقة تحت ستار الدوائر الحكومية والخدمية.
وعلى الرغم من تأكيد كاغينز على وجود تنسيق يومي بين التحالف والقوات الروسية، أفادت مصادر محلية أن دورية تابعة للتحالف، منعت قافلة عسكرية روسية، قادمة من عين عيسى، من المرور بدوار تل تمر على الطريق الدولي "إم4"؛ للوصول إلى هدفها في القامشلي مروراً بطريق تل بيدر حيث تتمركز القوات اﻷميركية في أكبر قواعدها إلى جانب قاعدة حقل العمر، وأجبرتها على اتخاذ طريق الدرباسية عامودا المتاخم للحدود ومنطقة النفوذ التركية "نبع السلام".
وفي مواجهة الضغوط اﻷميركية، تستمر القوات الروسية في تعزيز المواقع التي احتلتها في محافظة الحسكة، عبر قوافل الدعم التي تكررت رحلاتها في اﻷيام الماضية بين القامشلي وعين عيسى، فيما شهدت مناطق حوض الفرات تصاعدا في نشاط التشكيلات التابعة لها في قوات النظام وعلى رأسها "الفيلق الخامس-اقتحام" بقيادة اللواء زيد علي صالح الممدد له في الخدمة مؤخراً.
لكن تصاعد نشاط الميليشيات الروسية في هذه المناطق يأتي على حساب نفوذ نظيرتها اﻹيرانية، الواقعة سلفاً تحت الضغط اﻷميركي، والذي يستهدف وجودها في منطقة حيوية بالنسبة لمشروعها اﻹقليمي.