عفرين: هل يوحّدُ فراس البيطار مقاتلي ريف دمشق؟
مجدداً، يعود قائد "جيش تحرير الشام" النقيب فراس البيطار، ليتصدر المشهد العسكري لفصائل ريف دمشق، لكن هذه المرة في عفرين شمال غربي سوريا.
وباشر البيطار تشكيل فصيل عسكري جديد سُمي مبدئياً "ثوار الشام"، على أن يضم ضباطاً وعسكريين منشقين ومقاتلين من مختلف مناطق دمشق وريفها، ممن لم ينضموا بعد تهجيرهم إلى الشمال السوري، إلى أي فصيل عسكري. ويسعى البيطار لأن يكون الفصيل الجديد نواةً جامعة لمقاتلي غوطتي دمشق الشرقية والغربية، والقلمون الشرقي والغربي، وجنوبي دمشق.
وعقد البيطار لقاءات مع قادة عسكريين ومدنيين من مُهجّري درعا وريف حمص الشرقي والشمالي، ومن "مجلس العشائر"، وناقش معهم إمكانية توسيع التشكيل الجديد، وضم أكبر قدر ممكن من المقاتلين.
مصدر خاص، أكد لـ"المدن"، حصول البيطار على موافقة تركية للبدء بتجميع قوى ريف دمشق العسكرية والثورية غير المنضوية في الفصائل، على أن يتم لاحقاً تسليمه معسكرات تدريبية ونقاط رباط ومعدات لوجستية، والاعتراف بـ"ذاتيات" (بيانات) المقاتلين.
وكانت فعاليات ثورية وعسكرية وعشائرية، قد أصدرت بياناً بعد اجتماعها في مدينة عفرين، قبل أسبوع، نصّ على تكليف البيطار بمهمة القائد العسكري لـ"ثوار الشام"، وتم الاتفاق في الاجتماع على تشكيل "مجلس استشاري" يكون عوناً للقيادة العسكرية. كما اتفق المجتمعون على تشكيل كيان مدني شامل يمثل جميع مناطق ريف دمشق ليكون قاعدة شعبية داعمة للتشكيل الجديد، على أن يتم التنسيق مع باقي هيئات ريف دمشق المدنية لتوحيد صفوفها وعملها.
مصدر من "الهيئة التأسيسية" لـ"ثوار الشام" قال لـ"المدن"، إن بنية التشكيل الجديد تختلف عن بقية فصائل الغوطة، إذ بامكان الهيئة العامة تعيين وعزل قائد التشكيل، كما تختص الهيئة برسم سياسات الفصيل وعلاقاته مع بقية الفصائل، وحصوله على الدعم من الدول الصديقة، وإصدار القرارات الحساسة.
وجاءت خطوة تشكيل "ثوار الشام" نتيجة عدم وجود قوة موحدة لمُهجّري ريف دمشق، إذ لا يعتبر معظم المُهجّرين "جيش الإسلام" و"فيلق الرحمن" ممثلين لهم في الشمال. "فيلق الرحمن" كان قد أعلن، الأسبوع الماضي، انضمامه لـ"الفيلق الثالث" التابع لـ"الجيش الوطني"، ليصبح مع "جيش الإسلام" تحت قيادة واحدة. وأثار ذلك غضب مقاتلين من الفصيلين، ومن الفعاليات الثورية، معتبرين أن توحد الفصيلين تحت راية واحدة، في هذا الوقت، جاء متأخراً، إذ أن اقتتالهما كان سبباً رئيسياً بسقوط الغوطة الشرقية وتهجير أهلها.
وربما يحق لمهجري ريف دمشق الامتعاض من قرار توحد فصيلين تناوبا السيطرة على جبهة جوبر، أهم الجبهات مع النظام، وكسبا نتيجة لذلك، في وقت سابق، تمثيلاً سياسياً في المؤتمرات واهتماماً دولياً باعتبار جوبر مفتاح مدينة دمشق. أما الآن، فجلّ آمالهما الحصول على نقاط رباط في قرى قد لا تذكر على الخريطة، في ريف حلب.
ويُعدُّ "ثوار الشام" منافساً حقيقياً لـ"جيش الإسلام" و"فيلق الرحمن"، وفي حال حصوله على الدعم المالي واللوجستي والعسكري فقد يستقطب مقاتلينهما، خاصة أن المُهجّرين يعولون على التشكيل الجديد ليكون شوكة لهم بعد وقوع حوادث أمنية بحقهم في عفرين.
ويعتبر مؤيدو "ثوار الشام" أن البيطار، شخصية قيادية جامعة لثوار ريف دمشق، ويقولون إنه لم يرتبط بأي أجندات دولية أو غرف دعم عسكرية، خلال سنوات الثورة، وكان ذلك سبباً للتضييق عليه من فصائل في الغوطة الشرقية والقلمون الشرقي.
وبعد الإعلان عن "ثوار الشام" صدرت بيانات مصورة عن أطراف تدعي الحديث باسم دمشق وريفها، وتعترض على تشكيل "ثوار الشام". واتهمت بعض تلك البيانات البيطار بمبايعة تنظيم "الدولة" أثناء تواجده في القلمون الشرقي. وأصدر تلك البيانات "الحراك الشعبي" الموالي لـ"جيش الإسلام"، وعناصر "لواء الأبابيل" الذي كان متواجداً في الجنوب الدمشقي قبل التهجير، وبيان باسم مقاتلي القلمون الشرقي.
وتعرّض الفصيل الجديد لحملة إعلامية مضادة في وسائل التواصل من قبل موالي "جيش الإسلام"، الذين توافقوا فجأة على اتهام البيطار بمبايعة تنظيم "الدولة".
وفراس هو ضابط منشق برتبة نقيب، انشق عن قوات النظام في حي بابا عمرو بمدينة حمص في تشرين الأول/اكتوبر 2011 مع عناصر سريته، وأسس "لواء تحرير الشام" في القلمون الغربي، وخاض معارك منها تحرير موقع الهجانة ومعارك "فيلات المحبة". كما شارك بتحرير مستودعات مهين ومعارك الزبداني ومضايا.
ودخل "لواء تحرير الشام" الغوطة الشرقية مطلع العام 2012، وشارك بتحرير كتيبة راس العين في حمورية، وكتيبة الصواريخ في العتيبة، والفوج 81 في المليحة، ومعارك إدارة المركبات من طرف عربين وحرستا، وتسلم معظم نقاط الرباط في قطاع زملكا عين ترما عربين. وكان "تحرير الشام" أول فصيل يقيم نقاط رباط في حي جوبر الدمشقي. وخلال تواجده في الغوطة الشرقية أسقط "تحرير الشام" طائرة مروحية للنظام فوق حي القابون الدمشقي، وطائرة حربية في منطقة المرج.
وفي آب/أغسطس 2013 أعلن فراس البيطار عن استهداف موكب بشار الاسد، أثناء توجهه لأداء صلاة العيد. ويعتبر كثيرون أن هذا هو السبب الرئيسي لضغط فصائل الغوطة، ومن خلفها قبل الدول الداعمة، للتضييق على البيطار، لإخراجه من الغوطة.
وبعدها زادت الخلافات بين البيطار وفصائل الغوطة، خاصة "جيش الإسلام". وتعرض البيطار لمحاولتي اغتيال في الغوطة الشرقية ما أجبره على الخروج مع عناصره إلى القلمون الشرقي، بطريقة التسلل على دفعات عن طريق العتيبة. وقتل خلال عمليات التسلل حوالي 30 من عناصر اللواء.
وبعد وصول البيطار إلى القلمون الشرقي بدأ بإعادة ترتيب صفوفه وانضمت إليه كتائب وألوية من بلدات ضمير ورحيبة وجيرود، منها "لواء الصدّيق" في مدينة ضمير.
وفي مطلع عام 2016 دارت معارك بين "لواء الإسلام" في مدينة ضمير و"لواء الصديق"، تعرضت خلالها مقرات "الصديق" للقصف الجوي والمدفعي من قبل قوات النظام. ودفع ذلك قائد "لواء الصديق" ابراهيم طلاعية، لطلب المؤازرات من تنظيم "الدولة" في القلمون الشرقي لمواجهة "لواء الإسلام" في أحياء المدينة. وتسبب ذلك بتوجيه اتهامات غير صحيحة إلى "جيش تحرير الشام" بمبايعة تنظيم "الدولة"، رغم أن البيطار كان قد أصدر قراراً بفصل "لواء الصديق" من "جيش تحرير الشام".
وخلال تواجد "جيش تحرير الشام" في القلمون الشرقي حرر كتائب الهجانة في جليغم، وشارك بمعارك الفوج 16 قرب مطار ضمير الحربي، وشارك باقتحام مستودعات 555، وشارك بقتال تنظيم "الدولة" في جبال القلمون الشرقي وحرر نقاطاً فيها.
وبعد تهجير مقاتلي الغوطة الشرقية إلى الشمال السوري، وتنسيق فصائل القلمون الشرقي مع الروس لتسليم اسلحتهم وخروج من يرغب منهم إلى الشمال السوري، شنت مليشيات النظام حملة عسكرية شرسة مدعومة بالطيران الروسي على "جيش تحرير الشام" انتهت بموافقة "جيش تحرير الشام" على التهجير.
وباشر البيطار تشكيل فصيل عسكري جديد سُمي مبدئياً "ثوار الشام"، على أن يضم ضباطاً وعسكريين منشقين ومقاتلين من مختلف مناطق دمشق وريفها، ممن لم ينضموا بعد تهجيرهم إلى الشمال السوري، إلى أي فصيل عسكري. ويسعى البيطار لأن يكون الفصيل الجديد نواةً جامعة لمقاتلي غوطتي دمشق الشرقية والغربية، والقلمون الشرقي والغربي، وجنوبي دمشق.
وعقد البيطار لقاءات مع قادة عسكريين ومدنيين من مُهجّري درعا وريف حمص الشرقي والشمالي، ومن "مجلس العشائر"، وناقش معهم إمكانية توسيع التشكيل الجديد، وضم أكبر قدر ممكن من المقاتلين.
مصدر خاص، أكد لـ"المدن"، حصول البيطار على موافقة تركية للبدء بتجميع قوى ريف دمشق العسكرية والثورية غير المنضوية في الفصائل، على أن يتم لاحقاً تسليمه معسكرات تدريبية ونقاط رباط ومعدات لوجستية، والاعتراف بـ"ذاتيات" (بيانات) المقاتلين.
وكانت فعاليات ثورية وعسكرية وعشائرية، قد أصدرت بياناً بعد اجتماعها في مدينة عفرين، قبل أسبوع، نصّ على تكليف البيطار بمهمة القائد العسكري لـ"ثوار الشام"، وتم الاتفاق في الاجتماع على تشكيل "مجلس استشاري" يكون عوناً للقيادة العسكرية. كما اتفق المجتمعون على تشكيل كيان مدني شامل يمثل جميع مناطق ريف دمشق ليكون قاعدة شعبية داعمة للتشكيل الجديد، على أن يتم التنسيق مع باقي هيئات ريف دمشق المدنية لتوحيد صفوفها وعملها.
مصدر من "الهيئة التأسيسية" لـ"ثوار الشام" قال لـ"المدن"، إن بنية التشكيل الجديد تختلف عن بقية فصائل الغوطة، إذ بامكان الهيئة العامة تعيين وعزل قائد التشكيل، كما تختص الهيئة برسم سياسات الفصيل وعلاقاته مع بقية الفصائل، وحصوله على الدعم من الدول الصديقة، وإصدار القرارات الحساسة.
وجاءت خطوة تشكيل "ثوار الشام" نتيجة عدم وجود قوة موحدة لمُهجّري ريف دمشق، إذ لا يعتبر معظم المُهجّرين "جيش الإسلام" و"فيلق الرحمن" ممثلين لهم في الشمال. "فيلق الرحمن" كان قد أعلن، الأسبوع الماضي، انضمامه لـ"الفيلق الثالث" التابع لـ"الجيش الوطني"، ليصبح مع "جيش الإسلام" تحت قيادة واحدة. وأثار ذلك غضب مقاتلين من الفصيلين، ومن الفعاليات الثورية، معتبرين أن توحد الفصيلين تحت راية واحدة، في هذا الوقت، جاء متأخراً، إذ أن اقتتالهما كان سبباً رئيسياً بسقوط الغوطة الشرقية وتهجير أهلها.
وربما يحق لمهجري ريف دمشق الامتعاض من قرار توحد فصيلين تناوبا السيطرة على جبهة جوبر، أهم الجبهات مع النظام، وكسبا نتيجة لذلك، في وقت سابق، تمثيلاً سياسياً في المؤتمرات واهتماماً دولياً باعتبار جوبر مفتاح مدينة دمشق. أما الآن، فجلّ آمالهما الحصول على نقاط رباط في قرى قد لا تذكر على الخريطة، في ريف حلب.
ويُعدُّ "ثوار الشام" منافساً حقيقياً لـ"جيش الإسلام" و"فيلق الرحمن"، وفي حال حصوله على الدعم المالي واللوجستي والعسكري فقد يستقطب مقاتلينهما، خاصة أن المُهجّرين يعولون على التشكيل الجديد ليكون شوكة لهم بعد وقوع حوادث أمنية بحقهم في عفرين.
ويعتبر مؤيدو "ثوار الشام" أن البيطار، شخصية قيادية جامعة لثوار ريف دمشق، ويقولون إنه لم يرتبط بأي أجندات دولية أو غرف دعم عسكرية، خلال سنوات الثورة، وكان ذلك سبباً للتضييق عليه من فصائل في الغوطة الشرقية والقلمون الشرقي.
وبعد الإعلان عن "ثوار الشام" صدرت بيانات مصورة عن أطراف تدعي الحديث باسم دمشق وريفها، وتعترض على تشكيل "ثوار الشام". واتهمت بعض تلك البيانات البيطار بمبايعة تنظيم "الدولة" أثناء تواجده في القلمون الشرقي. وأصدر تلك البيانات "الحراك الشعبي" الموالي لـ"جيش الإسلام"، وعناصر "لواء الأبابيل" الذي كان متواجداً في الجنوب الدمشقي قبل التهجير، وبيان باسم مقاتلي القلمون الشرقي.
وتعرّض الفصيل الجديد لحملة إعلامية مضادة في وسائل التواصل من قبل موالي "جيش الإسلام"، الذين توافقوا فجأة على اتهام البيطار بمبايعة تنظيم "الدولة".
وفراس هو ضابط منشق برتبة نقيب، انشق عن قوات النظام في حي بابا عمرو بمدينة حمص في تشرين الأول/اكتوبر 2011 مع عناصر سريته، وأسس "لواء تحرير الشام" في القلمون الغربي، وخاض معارك منها تحرير موقع الهجانة ومعارك "فيلات المحبة". كما شارك بتحرير مستودعات مهين ومعارك الزبداني ومضايا.
ودخل "لواء تحرير الشام" الغوطة الشرقية مطلع العام 2012، وشارك بتحرير كتيبة راس العين في حمورية، وكتيبة الصواريخ في العتيبة، والفوج 81 في المليحة، ومعارك إدارة المركبات من طرف عربين وحرستا، وتسلم معظم نقاط الرباط في قطاع زملكا عين ترما عربين. وكان "تحرير الشام" أول فصيل يقيم نقاط رباط في حي جوبر الدمشقي. وخلال تواجده في الغوطة الشرقية أسقط "تحرير الشام" طائرة مروحية للنظام فوق حي القابون الدمشقي، وطائرة حربية في منطقة المرج.
وفي آب/أغسطس 2013 أعلن فراس البيطار عن استهداف موكب بشار الاسد، أثناء توجهه لأداء صلاة العيد. ويعتبر كثيرون أن هذا هو السبب الرئيسي لضغط فصائل الغوطة، ومن خلفها قبل الدول الداعمة، للتضييق على البيطار، لإخراجه من الغوطة.
وبعدها زادت الخلافات بين البيطار وفصائل الغوطة، خاصة "جيش الإسلام". وتعرض البيطار لمحاولتي اغتيال في الغوطة الشرقية ما أجبره على الخروج مع عناصره إلى القلمون الشرقي، بطريقة التسلل على دفعات عن طريق العتيبة. وقتل خلال عمليات التسلل حوالي 30 من عناصر اللواء.
وبعد وصول البيطار إلى القلمون الشرقي بدأ بإعادة ترتيب صفوفه وانضمت إليه كتائب وألوية من بلدات ضمير ورحيبة وجيرود، منها "لواء الصدّيق" في مدينة ضمير.
وفي مطلع عام 2016 دارت معارك بين "لواء الإسلام" في مدينة ضمير و"لواء الصديق"، تعرضت خلالها مقرات "الصديق" للقصف الجوي والمدفعي من قبل قوات النظام. ودفع ذلك قائد "لواء الصديق" ابراهيم طلاعية، لطلب المؤازرات من تنظيم "الدولة" في القلمون الشرقي لمواجهة "لواء الإسلام" في أحياء المدينة. وتسبب ذلك بتوجيه اتهامات غير صحيحة إلى "جيش تحرير الشام" بمبايعة تنظيم "الدولة"، رغم أن البيطار كان قد أصدر قراراً بفصل "لواء الصديق" من "جيش تحرير الشام".
وخلال تواجد "جيش تحرير الشام" في القلمون الشرقي حرر كتائب الهجانة في جليغم، وشارك بمعارك الفوج 16 قرب مطار ضمير الحربي، وشارك باقتحام مستودعات 555، وشارك بقتال تنظيم "الدولة" في جبال القلمون الشرقي وحرر نقاطاً فيها.
وبعد تهجير مقاتلي الغوطة الشرقية إلى الشمال السوري، وتنسيق فصائل القلمون الشرقي مع الروس لتسليم اسلحتهم وخروج من يرغب منهم إلى الشمال السوري، شنت مليشيات النظام حملة عسكرية شرسة مدعومة بالطيران الروسي على "جيش تحرير الشام" انتهت بموافقة "جيش تحرير الشام" على التهجير.