الخطف بين السويداء ودرعا.. عود على بدء
يقف النظام السوري بشكل مباشر وراء ازدياد التوتر بين أهالي درعا والسويداء في الجنوب السوري، وتأجيج حالة الفوضى على الصعيد الداخلي في الجبل، في ظل جرائم يومية تشهدها المنطقة.
عائلة أبو زيدان في السويداء نعت خلال يوم واحد اثنين من أفرادها في حادثتين منفصلتين، فالأول قتل نتيجة اعتراضه من قبل لصوص على طريق ظهر الجبل، أما الثاني فكان قد اختفى الأسبوع الماضي أثناء عودته من السعودية، ليبلغ النظام ذويه في السويداء بالعثور عليه مقتولاً في درعا، وسط حالة من التوتر بين المحافظتين بسبب عمليات الخطف المتبادلة، فيما نقلت شبكة "السويداء 24" عن مصدر أمني من النظام قوله، إن حادثة مقتل المغترب ليست في سياق حوادث الخطف المتبادلة، ولم تتبن أي جهة خطفه، إنما تشير التحقيقات إلى أن عصابة مسلحة تستهدف المغتربين اعترضت طريقه بقصد السلب.
وأكدت مصادر خاصة لـ"المدن" أن فرع المخابرات العسكرية يقف بشكل مباشر وراء التوتر بين أهالي درعا والسويداء ويسعى لتغذيته، حيث تبيّن المعلومات أن وفداً من عائلات مفقودي درعا التقى مع رئيس فرع المخابرات العسكرية لؤي العلي، وطلب منه العمل على إطلاق سراح ابناءهم، ليرد عليهم أن أجهزة النظام ليس لها أي سلطة في السويداء، وقال إن بعض مشايخ ووجهاء الجبل يتساهلون مع العصابات، ثم نصح العلي أهالي درعا أن يردوا بالمثل على أهالي السويداء "اخطفوا ابناءهم هذا الحل الوحيد، أو ادفعوا الفدية لعصاباتهم". إيعاز العلي تجاوبت معه بعض العائلات في درعا، إذ انتشرت مجموعات مسلحة على الطرقات الواصلة بين المحافظتين، واختطفت قرابة 15 مواطن من السويداء خلال ايام، بعضهم أطلقوا سراحهم والغالبية لا زالوا محتجزين.
أحد أقارب مخطوفي السويداء في درعا قال لـ"المدن"، إنه التقى مع عائلات أخرى بالعميد أيمن، المسؤول عن قسم الأمن العسكري في السويداء، حيث قال لهم إن النظام غير قادر على استخدام القوة في درعا لإطلاق سراح ابنائهم، زاعماً أن تدخله يهدد اتفاق التسوية، ووضعهم أمام خيارين، إما الضغط على عصابات الخطف في السويداء أو قطع الطرقات على درعا وخطف مدنيين منها، وهذا ما فعلته بعض العائلات في السويداء بالفعل، حيث ردت باختطاف حوالى 10 مواطنين من درعا بينهم طبيب يعمل في المستشفى الوطني، مما زاد حدة التوتر بين المحافظتين، وأصبح تنقل المواطنين بينهما شبه معدوم، بسبب عمليات الخطف العشوائية، حتى أن العصابات على الجانبين استغلت الأوضاع وتمادت في عمليات الخطف والسلب، ما دفع مركز المصالحة الروسية في المنطقة الجنوبية للتدخل، إذ تمكن من الإفراج عن بعض المخطوفين، لكنه لم ينجح حتى اليوم بنزع فتيل الأزمة بين الجارتين.
وفي خضم التوتر أعلن النظام عن انتشال جثث في منطقة اللجاة، لمدنيين من قرية دير داما في السويداء، كانوا مفقودين منذ عام 2014 إثر هجوم لجبهة النصرة على المنطقة.
عجز النظام عن ضبط الأوضاع الأمنية بات سلاحاً بيده لصرف أنظار المجتمع عن الظروف الاقتصادية المتدهورة، حيث طلب مجلس المدينة تدخل إحدى المليشيات المحلية لإزالة بعض "البسطات" من الشوارع، فحصل خلاف تطور لاستخدام الأسلحة وكاد يتسبب بوقوع قتلى، ثم استنجدت دوريات حماية المستهلك بمليشيات محلية في السويداء على رأسهم مسلحو آل مزهر بغية ضبط المخالفات في الأسواق وارتفاع الأسعار، وبالفعل تمكنت من إغلاق عدد من المحال التجارية بالشمع الأحمر في مدينة السويداء وتنظيم ضبوط قانونية بحقهم للمرة الأولى منذ سنوات.
ولم تمض ساعات حتى تعرض متزعم المليشيا معتز مزهر لإطلاق نار كثيف على سيارته ونجا بأعجوبة، حيث اتهم فصيل قوات شيخ الكرامة بمحاولة اغتياله، وهاجم أقاربه على الفور منزل أحد عناصر الفصيل في مدينة السويداء بوابل من الرصاص، أصيب على إثره طفل من سكان المنطقة.
"فزعة وطن" هو الاسم الذي أطلقه معتز مزهر على المليشيا التي يتزعمها، إذ باتت عصا سحرية في يد أجهزة النظام التي تسعى لتعويمها رغم أن معظم أفرادها مطلوبون بقضايا خطف وقتل وسلب، لكنها سلاح فعال بالنسبة للنظام، يتجنب من خلالها أي صدام مع المجتمع، ويحرض العائلات والفصائل على بعضها داخل السويداء، وقد ضجت وسائل التواصل الاجتماعي قبل أيام بصورة تجمع معتز مزهر، مع مفتي النظام أحمد حسون ووزير شؤون القصر منصور عزام وعضو مجلس الشعب معين نصر، حتى أن "شبكة أخبار السويداء s.n.n" الموالية نقلتها مع منشور استنكرت فيه وقوف شخصيات رسمية مع مطلوب بجرائم خطف وقتل، لكنها عادت وحذفتها بعد تعرض المسؤولين عنها لتهديدات.
كذلك احتوى النظام عصابتي عريقة وشهبا، وباتت فروع المخابرات تستقبل متزعمي العصابات والمليشيات بشكل يومي. وعلمت "المدن" أن ارتفاع معدل الفلتان الأمني في السويداء بشكل لافت خلال الأيام الماضية، هو خطوة استباقية من النظام لتطويق أي احتجاج شعبي وتخويف الناس من الخروج إلى الشوارع، بعد انتشار معلومات عن تحضير موظفين وناشطين لتظاهرات تطالب بتحسين الأوضاع المعيشية، في ظل عجز النظام المتزايد مع حلول فصل الشتاء عن تأمين المحروقات والكهرباء بكميات كافية للمحافظة، وانهيار العملة وارتفاع الأسعار.
مصلحة النظام من تردي الأوضاع الأمنية لا تنحصر بإثارة الفتنة وصرف أنظار المجتمع عن معاناته، بل يسعى ضباط المخابرات أيضاً للاستفادة المادية من الأحداث عبر توسطهم في حالات الخطف ويحصلون على نسب مالية من الفديات، فضلاً عن ملاحقة المهربين وتجار السوق السوداء إما من خلال الحصول على الأموال بشكل متكرر منهم، أو اعتقالهم ومساومتهم على مبالغ كبيرة، كما حصل مؤخراً حيث قال مصدر من عشائر البدو لـ"المدن"، إن المخابرات اعتقلت على حاجز العادلية 5 من مهربي المخدرات بين سوريا والأردن يعملون لصالح مليشيا "حزب الله"، هم شامان البداح، وحسين الوهبان، وياسر الوهبان، ورافع أبو ثليث، وحسين أبو ثليث، وقد حاول الضابط في المخابرات العسكرية جامل البلعاس التوسط لهم لإطلاق سراحهم وفشل، ثم أُفرج عنهم بعد تدخل شخصيات تابعة للحزب ودفع أقارب الموقوفين للنظام مبلغ 180 ألف دولار.
عائلة أبو زيدان في السويداء نعت خلال يوم واحد اثنين من أفرادها في حادثتين منفصلتين، فالأول قتل نتيجة اعتراضه من قبل لصوص على طريق ظهر الجبل، أما الثاني فكان قد اختفى الأسبوع الماضي أثناء عودته من السعودية، ليبلغ النظام ذويه في السويداء بالعثور عليه مقتولاً في درعا، وسط حالة من التوتر بين المحافظتين بسبب عمليات الخطف المتبادلة، فيما نقلت شبكة "السويداء 24" عن مصدر أمني من النظام قوله، إن حادثة مقتل المغترب ليست في سياق حوادث الخطف المتبادلة، ولم تتبن أي جهة خطفه، إنما تشير التحقيقات إلى أن عصابة مسلحة تستهدف المغتربين اعترضت طريقه بقصد السلب.
وأكدت مصادر خاصة لـ"المدن" أن فرع المخابرات العسكرية يقف بشكل مباشر وراء التوتر بين أهالي درعا والسويداء ويسعى لتغذيته، حيث تبيّن المعلومات أن وفداً من عائلات مفقودي درعا التقى مع رئيس فرع المخابرات العسكرية لؤي العلي، وطلب منه العمل على إطلاق سراح ابناءهم، ليرد عليهم أن أجهزة النظام ليس لها أي سلطة في السويداء، وقال إن بعض مشايخ ووجهاء الجبل يتساهلون مع العصابات، ثم نصح العلي أهالي درعا أن يردوا بالمثل على أهالي السويداء "اخطفوا ابناءهم هذا الحل الوحيد، أو ادفعوا الفدية لعصاباتهم". إيعاز العلي تجاوبت معه بعض العائلات في درعا، إذ انتشرت مجموعات مسلحة على الطرقات الواصلة بين المحافظتين، واختطفت قرابة 15 مواطن من السويداء خلال ايام، بعضهم أطلقوا سراحهم والغالبية لا زالوا محتجزين.
أحد أقارب مخطوفي السويداء في درعا قال لـ"المدن"، إنه التقى مع عائلات أخرى بالعميد أيمن، المسؤول عن قسم الأمن العسكري في السويداء، حيث قال لهم إن النظام غير قادر على استخدام القوة في درعا لإطلاق سراح ابنائهم، زاعماً أن تدخله يهدد اتفاق التسوية، ووضعهم أمام خيارين، إما الضغط على عصابات الخطف في السويداء أو قطع الطرقات على درعا وخطف مدنيين منها، وهذا ما فعلته بعض العائلات في السويداء بالفعل، حيث ردت باختطاف حوالى 10 مواطنين من درعا بينهم طبيب يعمل في المستشفى الوطني، مما زاد حدة التوتر بين المحافظتين، وأصبح تنقل المواطنين بينهما شبه معدوم، بسبب عمليات الخطف العشوائية، حتى أن العصابات على الجانبين استغلت الأوضاع وتمادت في عمليات الخطف والسلب، ما دفع مركز المصالحة الروسية في المنطقة الجنوبية للتدخل، إذ تمكن من الإفراج عن بعض المخطوفين، لكنه لم ينجح حتى اليوم بنزع فتيل الأزمة بين الجارتين.
وفي خضم التوتر أعلن النظام عن انتشال جثث في منطقة اللجاة، لمدنيين من قرية دير داما في السويداء، كانوا مفقودين منذ عام 2014 إثر هجوم لجبهة النصرة على المنطقة.
عجز النظام عن ضبط الأوضاع الأمنية بات سلاحاً بيده لصرف أنظار المجتمع عن الظروف الاقتصادية المتدهورة، حيث طلب مجلس المدينة تدخل إحدى المليشيات المحلية لإزالة بعض "البسطات" من الشوارع، فحصل خلاف تطور لاستخدام الأسلحة وكاد يتسبب بوقوع قتلى، ثم استنجدت دوريات حماية المستهلك بمليشيات محلية في السويداء على رأسهم مسلحو آل مزهر بغية ضبط المخالفات في الأسواق وارتفاع الأسعار، وبالفعل تمكنت من إغلاق عدد من المحال التجارية بالشمع الأحمر في مدينة السويداء وتنظيم ضبوط قانونية بحقهم للمرة الأولى منذ سنوات.
ولم تمض ساعات حتى تعرض متزعم المليشيا معتز مزهر لإطلاق نار كثيف على سيارته ونجا بأعجوبة، حيث اتهم فصيل قوات شيخ الكرامة بمحاولة اغتياله، وهاجم أقاربه على الفور منزل أحد عناصر الفصيل في مدينة السويداء بوابل من الرصاص، أصيب على إثره طفل من سكان المنطقة.
"فزعة وطن" هو الاسم الذي أطلقه معتز مزهر على المليشيا التي يتزعمها، إذ باتت عصا سحرية في يد أجهزة النظام التي تسعى لتعويمها رغم أن معظم أفرادها مطلوبون بقضايا خطف وقتل وسلب، لكنها سلاح فعال بالنسبة للنظام، يتجنب من خلالها أي صدام مع المجتمع، ويحرض العائلات والفصائل على بعضها داخل السويداء، وقد ضجت وسائل التواصل الاجتماعي قبل أيام بصورة تجمع معتز مزهر، مع مفتي النظام أحمد حسون ووزير شؤون القصر منصور عزام وعضو مجلس الشعب معين نصر، حتى أن "شبكة أخبار السويداء s.n.n" الموالية نقلتها مع منشور استنكرت فيه وقوف شخصيات رسمية مع مطلوب بجرائم خطف وقتل، لكنها عادت وحذفتها بعد تعرض المسؤولين عنها لتهديدات.
كذلك احتوى النظام عصابتي عريقة وشهبا، وباتت فروع المخابرات تستقبل متزعمي العصابات والمليشيات بشكل يومي. وعلمت "المدن" أن ارتفاع معدل الفلتان الأمني في السويداء بشكل لافت خلال الأيام الماضية، هو خطوة استباقية من النظام لتطويق أي احتجاج شعبي وتخويف الناس من الخروج إلى الشوارع، بعد انتشار معلومات عن تحضير موظفين وناشطين لتظاهرات تطالب بتحسين الأوضاع المعيشية، في ظل عجز النظام المتزايد مع حلول فصل الشتاء عن تأمين المحروقات والكهرباء بكميات كافية للمحافظة، وانهيار العملة وارتفاع الأسعار.
مصلحة النظام من تردي الأوضاع الأمنية لا تنحصر بإثارة الفتنة وصرف أنظار المجتمع عن معاناته، بل يسعى ضباط المخابرات أيضاً للاستفادة المادية من الأحداث عبر توسطهم في حالات الخطف ويحصلون على نسب مالية من الفديات، فضلاً عن ملاحقة المهربين وتجار السوق السوداء إما من خلال الحصول على الأموال بشكل متكرر منهم، أو اعتقالهم ومساومتهم على مبالغ كبيرة، كما حصل مؤخراً حيث قال مصدر من عشائر البدو لـ"المدن"، إن المخابرات اعتقلت على حاجز العادلية 5 من مهربي المخدرات بين سوريا والأردن يعملون لصالح مليشيا "حزب الله"، هم شامان البداح، وحسين الوهبان، وياسر الوهبان، ورافع أبو ثليث، وحسين أبو ثليث، وقد حاول الضابط في المخابرات العسكرية جامل البلعاس التوسط لهم لإطلاق سراحهم وفشل، ثم أُفرج عنهم بعد تدخل شخصيات تابعة للحزب ودفع أقارب الموقوفين للنظام مبلغ 180 ألف دولار.