درعا:تبديل قادة "التسوية" مع انتهاء مهلتها؟
نصف عام مرّ على سيطرة مليشيات النظام على درعا، إلا أن الاتفاقات الإقليمية والتحركات الروسية، وعملية نقل قادة الفصائل من وإلى درعا، تؤكدان أن الشكل النهائي لاتفاق الجنوب لم يتضح بعد، وأن المنطقة مرجحة للمزيد من التغيّرات مستقبلاً.
قائد ما كان يُعرف بـ"غرفة عمليات البنيان المرصوص" جهاد المسالمة، عضو "لجنة التفاوض" في مدينة درعا، غادر درعا بشكل مفاجئ إلى الإمارات. وأكد مصدر مطلع، لـ"المدن"، أن الكثيرين من المقربين من المسالمة، بمن فيهم أعضاء "لجنة التفاوض" علموا بخروجه من درعا، عبر وسائل التواصل الاجتماعي. ويُعتبرُ المسالمة، من قادة فصائل المعارضة الذين فاوضوا الجانب الروسي للتوصل إلى اتفاقية "التسوية"، بما تسبب بأعادة سيطرة مليشيات النظام على درعا وتسليم فصائل المعارضة لأسلحتها.
خروج المسالمة بهذه الطريقة السرية أثار ردود فعل متباينة، فقد كان أحد القادة الذين حضّوا مقاتلي الفصائل على البقاء في مدنهم وبلداتهم وعدم الخروج إلى الشمال السوري، إبان فترة التهجير. وكان من الذين تعهدوا بنجاح اتفاق "التسوية"، وعدم السماح للنظام بسوق الشبان للخدمة في صفوف قواته، مستفيداً من انتمائه لأكبر عشائر مدينة درعا وقيادته للمئات من مقاتليها طوال السنوات الماضية. ووصف البعض خروجه بـ"الخيانة"، و"التهرّب من المسؤولية"، باعتبار أن آلاف الشبان باتوا محكومين بالالتحاق بالخدمتين الإلزامية والاحتياطية في مليشيات النظام، مع انتهاء مهلة التسوية بعد أيام قليلة، على عكس وعود المسالمة السابقة.
ويُقال إن دور جهاد المسالمة لإقناع الشبان بالبقاء، جاء بناءً على طلب روسي. إذ عرضت روسيا على المسالمة، أثناء مفاوضات بصرى الشام في تموز/يوليو 2018، إخراجه وعائلته إلى أي دولة يطلبها، مقابل بقائه في درعا خلال مهلة "التسوية"، لإقناع الشبان بعدم الانتقال إلى الشمال السوري والتأكيد لهم على استقرار الأوضاع وعدم وجود خروق للاتفاق. ويعزز من هذه الفرضية ما كانت "المدن" قد نشرته في تقرير سابق، عن تدخل "عرابة المصالحات" كنانة حويجة، لإطلاق سراح زوجة جهاد المسالمة، التي اعتقلت في دائرة الهجرة والجوازات في مدينة درعا. حويجة سهّلت أيضاً لزوجة المسالمة السفر إلى الإمارات لاحقاً.
إخراج أحد القادة الذين مهدوا لإتمام "اتفاقية التسوية"، أعقبها مفاجأة ثانية تمثّلت بعودة عماد أبو زريق، أبرز قادة فصائل المعارضة في الجنوب، والقائد العسكري لما كان يُسمى بـ"تحالف جيش الثورة". وعاد أبو زريق من الأردن، عبر معبر نصيب، بعد "تسوية وضعه" مع مليشيات النظام بالتنسيق مع روسيا. وشارك أبو زريق في مفاوضات "التسوية" مع روسيا، قبل أن يغادر برفقة عائلته وعشرات قادة المعارضة إلى الأردن، قبيل سيطرة مليشيات النظام على درعا.
الناشط الإعلامي والحقوقي محمد الشرع، كان قد ذكر وجود مفاوضات أردنية روسية، لإعادة بعض قادة الفصائل إلى درعا، "مقابل إلحاقهم بالفيلق الخامس أو فصيل مشابه له"، بناء على طلب أردني هدفه "إيقاف حالة التجنيد على الجانب الآخر من الحدود، وأن يكون الكيان العسكري الموجود على الحدود الأردنية ذو طبيعة سُنيّة بالكامل، غير عدائي مع الأردن".
الشرع، قال لـ"المدن"، إن إعادة أبو زريق إلى درعا لن تكون الأخيرة، ومن المتوقع عودة المزيد من القادة، خاصة "بعض قادة الفصائل الذين عملوا في منطقة اللجاة خلال السنوات الماضية"، مضيفاً أن المعلومات تؤكد أن الأردن تركز جهودها على منع تمدد المليشيات الشيعية، وقطع الطريق على تجنيد الشبان لصالح "حزب الله" اللبناني أو أي فصيل سوري مماثل له في ريف درعا الشرقي، على اعتبار أن الريف الغربي والمنطقة المتاخمة للحدود مع الجولان تخضع للاتفاقيات الإسرائيلية-الروسية.
ومعظم قادة فصائل "التسوية"، خاصة من غادر منهم إلى الأردن قبيل سقوط درعا بيد مليشيات النظام، فقدوا الحاضنة الشعبية المؤيدة لهم خلال السنوات الماضية. وللكثيرين منهم سجلات جنائية، خلال قيادتهم لفصائل المعارضة، قد يستعملها النظام لملاحقتهم. الناشط الشرع أشار في حديثه لـ"المدن" إلى أن تجربة أحمد العودة في "الفيلق الخامس" وعلاقته بالروس وسيطرته على منطقة بصرى الشام ومحيطها لمنع تمدد المليشيات الشيعية، قد تكون السبب المباشر لبحث الأردن عن تكرار التجربة أو تعميمها في كامل ريف درعا الشرقي.
قائد ما كان يُعرف بـ"غرفة عمليات البنيان المرصوص" جهاد المسالمة، عضو "لجنة التفاوض" في مدينة درعا، غادر درعا بشكل مفاجئ إلى الإمارات. وأكد مصدر مطلع، لـ"المدن"، أن الكثيرين من المقربين من المسالمة، بمن فيهم أعضاء "لجنة التفاوض" علموا بخروجه من درعا، عبر وسائل التواصل الاجتماعي. ويُعتبرُ المسالمة، من قادة فصائل المعارضة الذين فاوضوا الجانب الروسي للتوصل إلى اتفاقية "التسوية"، بما تسبب بأعادة سيطرة مليشيات النظام على درعا وتسليم فصائل المعارضة لأسلحتها.
خروج المسالمة بهذه الطريقة السرية أثار ردود فعل متباينة، فقد كان أحد القادة الذين حضّوا مقاتلي الفصائل على البقاء في مدنهم وبلداتهم وعدم الخروج إلى الشمال السوري، إبان فترة التهجير. وكان من الذين تعهدوا بنجاح اتفاق "التسوية"، وعدم السماح للنظام بسوق الشبان للخدمة في صفوف قواته، مستفيداً من انتمائه لأكبر عشائر مدينة درعا وقيادته للمئات من مقاتليها طوال السنوات الماضية. ووصف البعض خروجه بـ"الخيانة"، و"التهرّب من المسؤولية"، باعتبار أن آلاف الشبان باتوا محكومين بالالتحاق بالخدمتين الإلزامية والاحتياطية في مليشيات النظام، مع انتهاء مهلة التسوية بعد أيام قليلة، على عكس وعود المسالمة السابقة.
ويُقال إن دور جهاد المسالمة لإقناع الشبان بالبقاء، جاء بناءً على طلب روسي. إذ عرضت روسيا على المسالمة، أثناء مفاوضات بصرى الشام في تموز/يوليو 2018، إخراجه وعائلته إلى أي دولة يطلبها، مقابل بقائه في درعا خلال مهلة "التسوية"، لإقناع الشبان بعدم الانتقال إلى الشمال السوري والتأكيد لهم على استقرار الأوضاع وعدم وجود خروق للاتفاق. ويعزز من هذه الفرضية ما كانت "المدن" قد نشرته في تقرير سابق، عن تدخل "عرابة المصالحات" كنانة حويجة، لإطلاق سراح زوجة جهاد المسالمة، التي اعتقلت في دائرة الهجرة والجوازات في مدينة درعا. حويجة سهّلت أيضاً لزوجة المسالمة السفر إلى الإمارات لاحقاً.
إخراج أحد القادة الذين مهدوا لإتمام "اتفاقية التسوية"، أعقبها مفاجأة ثانية تمثّلت بعودة عماد أبو زريق، أبرز قادة فصائل المعارضة في الجنوب، والقائد العسكري لما كان يُسمى بـ"تحالف جيش الثورة". وعاد أبو زريق من الأردن، عبر معبر نصيب، بعد "تسوية وضعه" مع مليشيات النظام بالتنسيق مع روسيا. وشارك أبو زريق في مفاوضات "التسوية" مع روسيا، قبل أن يغادر برفقة عائلته وعشرات قادة المعارضة إلى الأردن، قبيل سيطرة مليشيات النظام على درعا.
الناشط الإعلامي والحقوقي محمد الشرع، كان قد ذكر وجود مفاوضات أردنية روسية، لإعادة بعض قادة الفصائل إلى درعا، "مقابل إلحاقهم بالفيلق الخامس أو فصيل مشابه له"، بناء على طلب أردني هدفه "إيقاف حالة التجنيد على الجانب الآخر من الحدود، وأن يكون الكيان العسكري الموجود على الحدود الأردنية ذو طبيعة سُنيّة بالكامل، غير عدائي مع الأردن".
الشرع، قال لـ"المدن"، إن إعادة أبو زريق إلى درعا لن تكون الأخيرة، ومن المتوقع عودة المزيد من القادة، خاصة "بعض قادة الفصائل الذين عملوا في منطقة اللجاة خلال السنوات الماضية"، مضيفاً أن المعلومات تؤكد أن الأردن تركز جهودها على منع تمدد المليشيات الشيعية، وقطع الطريق على تجنيد الشبان لصالح "حزب الله" اللبناني أو أي فصيل سوري مماثل له في ريف درعا الشرقي، على اعتبار أن الريف الغربي والمنطقة المتاخمة للحدود مع الجولان تخضع للاتفاقيات الإسرائيلية-الروسية.
ومعظم قادة فصائل "التسوية"، خاصة من غادر منهم إلى الأردن قبيل سقوط درعا بيد مليشيات النظام، فقدوا الحاضنة الشعبية المؤيدة لهم خلال السنوات الماضية. وللكثيرين منهم سجلات جنائية، خلال قيادتهم لفصائل المعارضة، قد يستعملها النظام لملاحقتهم. الناشط الشرع أشار في حديثه لـ"المدن" إلى أن تجربة أحمد العودة في "الفيلق الخامس" وعلاقته بالروس وسيطرته على منطقة بصرى الشام ومحيطها لمنع تمدد المليشيات الشيعية، قد تكون السبب المباشر لبحث الأردن عن تكرار التجربة أو تعميمها في كامل ريف درعا الشرقي.