"داعش"ومخطوفو السويداء:من يسعى لفتنة درزية بدوية؟
أفشل تنظيم "الدولة الإسلامية" هجمات متعددة لقوات النظام على منطقة الصفا، أخر معاقل التنظيم شرقي السويداء، وسط تعقّد ملف المفاوضات حول مختطفي السويداء لدى التنظيم. التوتر في السويداء ارتفع بعد اعتقالات عشوائية نفذتها مليشيات درزية محلية لأبناء عشائر البدو شرقي السويداء بحثاً عن متعاونين مع "داعش"، ما يُهدد بخلق "فتنة" درزية/بدوية، يبدو أن النظام غير مكترث لاشعالها.
وفرضت قوات النظام حصاراً على تلال الصفا في بادية دمشق، بمساندة مليشيا "حزب الله" اللبنانية ومليشيات محلية، مطلع الأسبوع الماضي، بعدما أعلنت السيطرة على كامل الحدود الإدارية لبادية السويداء، والتي انسحب منها الدواعش من دون مقاومة في أول أسبوعين من آب/أغسطس، ليتحصنوا في منطقة الصفا ذات التضاريس الوعرة.
وبعد محاصرتها، نفذت قوات النظام ثلاث هجمات متفرقة من جميع المحاور على التنظيم في التلال، كان أعنفها الجمعة، فاندلعت اشتباكات بين الطرفين تزامنت مع قصف جوي ومدفعي مكثف من قوات النظام استهدف مواقع التنظيم، الذي تمكن من احتواء الهجمات موقعاً 15 قتيلاً بصفوف قوات النظام. وذكر مصدر محلي لـ"المدن" أن من بين القتلى لبنانيين من "حزب الله". ونشرت مواقع موالية للنظام صوراً لجثث قتلى الدواعش، قالت إنهم قتلوا خلال المواجهات.
وتعد تلال الصفا من أكثر المناطق وعورة في البادية السورية، وتكثر فيها المعاصي والكهوف ويصعب على الآليات العسكرية التقليدية دخولها. وتشير مواقع إعلامية في السويداء إلى أن الدواعش يجيدون التواري فيها عند تمهيد النظام، ثم يستهدفون تحركات عناصره أثناء محاولات الاقتحام بالقناصات والرشاشات ومضادات الدروع، ما يعقد من مهمة قوات النظام التي تحاول السيطرة على المنطقة.
وعلى الرغم من إدعاء النظام سيطرته على كامل بادية السويداء، إلا أن الفصائل المحلية المرابطة في ريف المحافظة الشرقي المتاخم للبادية، لا تزال ترصد تحركات "مشبوهة" للتنظيم في المنطقة، ومحاولات تسلل على أطراف القرى، كان آخرها الأحد عندما قتل 5 عناصر من مليشيا محلية، إثر انفجار لغم أرضي بسيارتهم، بعدما رصدوا مجهولين قرب منطقة الحصن التي تبعد 10 كيلومترات شرقي قرية طربا، فتوجهوا لتمشيط المنطقة. وتستهدف الفصائل بشكل يومي بالرشاشات أي تحركات تشتبه بها، وتشوب المحافظة برمتها حالة من الاستنفار الشديد في مختلف أرجائها.
المواجهات في المنطقة ترتبط بمصير مختطفي السويداء لدى "داعش"، بعد مضي قرابة شهر على اختطافهم. "شبكة السويداء 24" نقلت عن مصدر مقرب من لجان التفاوض، أن التنظيم وافق على إطلاق سراح المخطوفين شريطة انسحاب عناصره المحاصرين من الصفا إلى محافظة ديرالزور، مشترطاً اقتياد المختطفين معه إلى الدير لضمان عدم الإخلال بالاتفاق وتكرار سيناريو حوض اليرموك جنوب غربي درعا. حينها تمت تصفية عشرات الدواعش بعد استسلامهم في تموز/يوليو. شرط التنظيم قوبل برفض من روسيا، التي تدير عملية التفاوض، وتصر على تسليم المختطفين قبل انتقال التنظيم إلى ديرالزور. وذكر مصدر من قوات النظام أن إطلاق سراح المختطفين مرهون بالعمليات العسكرية وتضييق الخناق على التنظيم.
في المقابل، أعلن أهالي المختطفين في السويداء، في بيان صدر السبت، أنهم لم يلمسوا أي نتائج إيجابية من مختلف الجهات، لمحاولة إطلاق سراح المختطفين، مناشدين دول العالم ومبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، والزعماء الروحيين للطائفة الدرزية في لبنان والقوى السياسية الفاعلة منهم، التحرك لمساعدتهم لاسترجاع المختطفين الأبرياء والحفاظ على حياتهم، "وهم الذين لم يرتكبوا ذنباً سوى أنهم ضحايا الإرهاب المتنقل في سوريا والمتمثل بداعش التي تدّعي كل القوى الدولية في العالم محاربتها"، بحسب البيان. وفي وقت سابق، كان شيخ عقل الطائفة الدرزية يوسف جربوع، قد قال لوكالة فرنس برس الفرنسية، إن روسيا تتولى التفاوض مع التنظيم بالتنسيق مع النظام السوري.
تداعيات القضية خلقت حالة من التوتر الطائفي في السويداء. وقامت فصائل محلية من بينها "حركة رجال الكرامة" بحملات اعتقال واسعة طالت العشرات من أبناء العشائر البدوية المنحدرة من بادية السويداء خلال الأيام الماضية، والتي نزحت إلى ريف السويداء الشرقي بعد العمليات العسكرية في المنطقة. وكانت "حركة رجال الكرامة" قد رفضت طلباً روسياً بنقل العشائر إلى محافظة درعا. وتقول الفصائل إن عمليات الاعتقال "إحترازية" نتيجة اعترافات محتجزين سابقين لديهم بتواجد مقربين من الدواعش وخلايا نائمة للتنظيم بين أفراد عشائر البادية. وتنكر العشائر هذه التهم وتتحدث عن انتهاكات يتعرض لها أبناؤها؛ من نهب للمواشي وسلب للممتلكات واختطاف للنساء. وأكدت مصادر إعلامية أن العشائر اشتكت للجانب الروسي عن هذه الانتهاكات.
قائد "جيش العشائر" راكان الخضير، كان قد أرسل تسجيلاً صوتياً إلى وجهاء من السويداء، بحسب "عنب بلدي"، حذر فيه من خلق فتنة بين البدو وأهالي الجبل بسبب تلك العمليات، وقال إن "ما يحدث في الجبل من فتنة بين البدو والدروز لا تخدم مصلحة الطرفين"، مشيراً إلى أن "الفتنة تكبر والصبر ينفد"، ودعا إلى وقف عمليات الاعتقال العشوائية التي تطال نساء البدو، وعمليات التهجير والتغيير الديموغرافي، ووجه نداءً إلى "شرفاء الجبل لضبط النفس والابتعاد عن الفتنة"، مبدياً استعداده لمقاتلة التنظيم، على غير الطريقة التي تقوم بها التشكيلات المحلية.
وأكدت مصادر متقاطعة لـ"المدن"، أن هيئات دينية واجتماعية في محافظة السويداء، تسعى بشكل حثيث خلال الأيام الفائتة لاحتواء التوتر، عبر عقد لقاءات مع الجهات الفاعلة من الفصائل المحلية و"رجال الكرامة" من جهة، ومع وجهاء عشائر السويداء من جهة أخرى، للحيلولة دون تطور "الفتنة" التي تسعى لها أيادٍ "خفية" بين الدروز والبدو، وتفادياً لتكرار حوادث العنف التي عصفت بالمحافظة عام 2000، في محاولة لتقريب وجهات النظر والوصول إلى حلول ترضي الطرفين.
أحد أعضاء الهيئات الاجتماعية قال لـ"المدن" إن إطلاق سراح المختطفين من النساء والأطفال لدى "داعش"، كفيل بإنهاء حالة التوتر في المحافظة، موضحاً أن بعض الفصائل المحلية تعتقل مواطنين من عشائر البادية بشكل عشوائي بحثاً عن أي معلومات تدلهم على مكان المختطفين، أو أشخاص مشتبه بتعاملهم مع التنظيم. وفي ظل هذه الفوضى عاد نشاط عصابات الخطف أيضاً التي تختطف مواطنين وتطلب فدية مالية لقاء إطلاق سراحهم، مستغلين حالة التوتر التي تعيشها المنطقة. وأشار إلى أن وجهاء العشائر أكدوا وقوفهم مع أبناء المحافظة في محاسبة أي شخص يثبت تعامله مع "داعش"، لكن ليس بالطريقة العشوائية التي يتم التعامل فيها من قبل الفصائل.
وأبدى المصدر تخوفه من الغموض الذي يلف مسار المفاوضات بين روسيا والنظام مع "داعش" حول مختطفي السويداء، مؤكداً أن النظام لم يعد يوضح لمشايخ ووجهاء المحافظة أين وصلت المفاوضات. وأعرب عن خشيته من خطوات مقصودة من النظام لإطالة المفاوضات والتأخير في إطلاق سراح المختطفين، مما سيؤدي لتعقيد الأوضاع داخل المحافظة وتأجيج "الفتنة".
وفرضت قوات النظام حصاراً على تلال الصفا في بادية دمشق، بمساندة مليشيا "حزب الله" اللبنانية ومليشيات محلية، مطلع الأسبوع الماضي، بعدما أعلنت السيطرة على كامل الحدود الإدارية لبادية السويداء، والتي انسحب منها الدواعش من دون مقاومة في أول أسبوعين من آب/أغسطس، ليتحصنوا في منطقة الصفا ذات التضاريس الوعرة.
وبعد محاصرتها، نفذت قوات النظام ثلاث هجمات متفرقة من جميع المحاور على التنظيم في التلال، كان أعنفها الجمعة، فاندلعت اشتباكات بين الطرفين تزامنت مع قصف جوي ومدفعي مكثف من قوات النظام استهدف مواقع التنظيم، الذي تمكن من احتواء الهجمات موقعاً 15 قتيلاً بصفوف قوات النظام. وذكر مصدر محلي لـ"المدن" أن من بين القتلى لبنانيين من "حزب الله". ونشرت مواقع موالية للنظام صوراً لجثث قتلى الدواعش، قالت إنهم قتلوا خلال المواجهات.
وتعد تلال الصفا من أكثر المناطق وعورة في البادية السورية، وتكثر فيها المعاصي والكهوف ويصعب على الآليات العسكرية التقليدية دخولها. وتشير مواقع إعلامية في السويداء إلى أن الدواعش يجيدون التواري فيها عند تمهيد النظام، ثم يستهدفون تحركات عناصره أثناء محاولات الاقتحام بالقناصات والرشاشات ومضادات الدروع، ما يعقد من مهمة قوات النظام التي تحاول السيطرة على المنطقة.
وعلى الرغم من إدعاء النظام سيطرته على كامل بادية السويداء، إلا أن الفصائل المحلية المرابطة في ريف المحافظة الشرقي المتاخم للبادية، لا تزال ترصد تحركات "مشبوهة" للتنظيم في المنطقة، ومحاولات تسلل على أطراف القرى، كان آخرها الأحد عندما قتل 5 عناصر من مليشيا محلية، إثر انفجار لغم أرضي بسيارتهم، بعدما رصدوا مجهولين قرب منطقة الحصن التي تبعد 10 كيلومترات شرقي قرية طربا، فتوجهوا لتمشيط المنطقة. وتستهدف الفصائل بشكل يومي بالرشاشات أي تحركات تشتبه بها، وتشوب المحافظة برمتها حالة من الاستنفار الشديد في مختلف أرجائها.
المواجهات في المنطقة ترتبط بمصير مختطفي السويداء لدى "داعش"، بعد مضي قرابة شهر على اختطافهم. "شبكة السويداء 24" نقلت عن مصدر مقرب من لجان التفاوض، أن التنظيم وافق على إطلاق سراح المخطوفين شريطة انسحاب عناصره المحاصرين من الصفا إلى محافظة ديرالزور، مشترطاً اقتياد المختطفين معه إلى الدير لضمان عدم الإخلال بالاتفاق وتكرار سيناريو حوض اليرموك جنوب غربي درعا. حينها تمت تصفية عشرات الدواعش بعد استسلامهم في تموز/يوليو. شرط التنظيم قوبل برفض من روسيا، التي تدير عملية التفاوض، وتصر على تسليم المختطفين قبل انتقال التنظيم إلى ديرالزور. وذكر مصدر من قوات النظام أن إطلاق سراح المختطفين مرهون بالعمليات العسكرية وتضييق الخناق على التنظيم.
في المقابل، أعلن أهالي المختطفين في السويداء، في بيان صدر السبت، أنهم لم يلمسوا أي نتائج إيجابية من مختلف الجهات، لمحاولة إطلاق سراح المختطفين، مناشدين دول العالم ومبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، والزعماء الروحيين للطائفة الدرزية في لبنان والقوى السياسية الفاعلة منهم، التحرك لمساعدتهم لاسترجاع المختطفين الأبرياء والحفاظ على حياتهم، "وهم الذين لم يرتكبوا ذنباً سوى أنهم ضحايا الإرهاب المتنقل في سوريا والمتمثل بداعش التي تدّعي كل القوى الدولية في العالم محاربتها"، بحسب البيان. وفي وقت سابق، كان شيخ عقل الطائفة الدرزية يوسف جربوع، قد قال لوكالة فرنس برس الفرنسية، إن روسيا تتولى التفاوض مع التنظيم بالتنسيق مع النظام السوري.
تداعيات القضية خلقت حالة من التوتر الطائفي في السويداء. وقامت فصائل محلية من بينها "حركة رجال الكرامة" بحملات اعتقال واسعة طالت العشرات من أبناء العشائر البدوية المنحدرة من بادية السويداء خلال الأيام الماضية، والتي نزحت إلى ريف السويداء الشرقي بعد العمليات العسكرية في المنطقة. وكانت "حركة رجال الكرامة" قد رفضت طلباً روسياً بنقل العشائر إلى محافظة درعا. وتقول الفصائل إن عمليات الاعتقال "إحترازية" نتيجة اعترافات محتجزين سابقين لديهم بتواجد مقربين من الدواعش وخلايا نائمة للتنظيم بين أفراد عشائر البادية. وتنكر العشائر هذه التهم وتتحدث عن انتهاكات يتعرض لها أبناؤها؛ من نهب للمواشي وسلب للممتلكات واختطاف للنساء. وأكدت مصادر إعلامية أن العشائر اشتكت للجانب الروسي عن هذه الانتهاكات.
قائد "جيش العشائر" راكان الخضير، كان قد أرسل تسجيلاً صوتياً إلى وجهاء من السويداء، بحسب "عنب بلدي"، حذر فيه من خلق فتنة بين البدو وأهالي الجبل بسبب تلك العمليات، وقال إن "ما يحدث في الجبل من فتنة بين البدو والدروز لا تخدم مصلحة الطرفين"، مشيراً إلى أن "الفتنة تكبر والصبر ينفد"، ودعا إلى وقف عمليات الاعتقال العشوائية التي تطال نساء البدو، وعمليات التهجير والتغيير الديموغرافي، ووجه نداءً إلى "شرفاء الجبل لضبط النفس والابتعاد عن الفتنة"، مبدياً استعداده لمقاتلة التنظيم، على غير الطريقة التي تقوم بها التشكيلات المحلية.
وأكدت مصادر متقاطعة لـ"المدن"، أن هيئات دينية واجتماعية في محافظة السويداء، تسعى بشكل حثيث خلال الأيام الفائتة لاحتواء التوتر، عبر عقد لقاءات مع الجهات الفاعلة من الفصائل المحلية و"رجال الكرامة" من جهة، ومع وجهاء عشائر السويداء من جهة أخرى، للحيلولة دون تطور "الفتنة" التي تسعى لها أيادٍ "خفية" بين الدروز والبدو، وتفادياً لتكرار حوادث العنف التي عصفت بالمحافظة عام 2000، في محاولة لتقريب وجهات النظر والوصول إلى حلول ترضي الطرفين.
أحد أعضاء الهيئات الاجتماعية قال لـ"المدن" إن إطلاق سراح المختطفين من النساء والأطفال لدى "داعش"، كفيل بإنهاء حالة التوتر في المحافظة، موضحاً أن بعض الفصائل المحلية تعتقل مواطنين من عشائر البادية بشكل عشوائي بحثاً عن أي معلومات تدلهم على مكان المختطفين، أو أشخاص مشتبه بتعاملهم مع التنظيم. وفي ظل هذه الفوضى عاد نشاط عصابات الخطف أيضاً التي تختطف مواطنين وتطلب فدية مالية لقاء إطلاق سراحهم، مستغلين حالة التوتر التي تعيشها المنطقة. وأشار إلى أن وجهاء العشائر أكدوا وقوفهم مع أبناء المحافظة في محاسبة أي شخص يثبت تعامله مع "داعش"، لكن ليس بالطريقة العشوائية التي يتم التعامل فيها من قبل الفصائل.
وأبدى المصدر تخوفه من الغموض الذي يلف مسار المفاوضات بين روسيا والنظام مع "داعش" حول مختطفي السويداء، مؤكداً أن النظام لم يعد يوضح لمشايخ ووجهاء المحافظة أين وصلت المفاوضات. وأعرب عن خشيته من خطوات مقصودة من النظام لإطالة المفاوضات والتأخير في إطلاق سراح المختطفين، مما سيؤدي لتعقيد الأوضاع داخل المحافظة وتأجيج "الفتنة".