"ضفادع" النظام تصل القنيطرة: المعارضة تعتقل "أبو المجد"
ألقت فصائل معارضة في القنيطرة، القبض على قائد "جبهة أنصار الإسلام" المعروف باسم "أبو المجد"، ليل الثلاثاء، أثناء توجهه إلى منطقة الدوحة في ريف القنيطرة اﻷوسط، على بُعد كيلومتر واحد عن آخر مواقع لقوات النظام المتمركزة في تل كروم.
وكان هدف "أبو المجد" المُعلن من زيارة الدوحة هو لقاء بعض ضباط النظام، بهدف فتح الطريق الواصل بين بلدتي أم باطنة الخاضعة لسيطرة المعارضة وبين بلدة جبا الخاضعة لسيطرة النظام، خلال عيد الفطر المقبل. وسبق أن فُتِحَ الطريق أيام عيد اﻷضحى العام الماضي، ودخل عبره اﻷهالي إلى مناطق سيطرة المعارضة في القنيطرة.
مصادر "المدن" أشارت إلى أن "أبو المجد" كان يُخطط للانشقاق عن المعارضة، والتوجه إلى مناطق سيطرة النظام، وتسليم نقاط رباط "جبهة أنصار الإسلام" لقوات النظام. وكان "أبو المجد" قد باع سيارت وذخيرة يملكها فصيله قبل أيام من القاء القبض عليه. وفصيل "جبهة أنصار الإسلام" كان يتلقى سابقاً الدعم من غرفة عمليات "الموك".
مصدر في المعارضة، قال لـ"المدن"، إن "أبو المجد" كان قد أدخل مؤخراً إلى مناطق سيطرة المعارضة في القنيطرة مجموعة مؤلفة من 12 عنصراً سابقاً من "أنصار اﻹسلام" ممن كانوا متواجدين في الحجر اﻷسود جنوبي دمشق، وممن سبق وبايعوا تنظيم "الدولة الإسلامية".
ونقل النظام مجموعة من مقاتلي "داعش" تقدر بين 800-1000 مقاتل، قبل أسبوعين، من مخيم اليرموك والحجر الأسود جنوبي دمشق، بعد اتفاق بين التنظيم والجانب الروسي، إلى بادية السويداء الشرقية. وتسلل العشرات من أولئك المقاتلين، خلال الأيام الماضية، من ريف السويداء الشرقي إلى مناطق المعارضة في درعا والقنيطرة، عبر مناطق سيطرة النظام، وبتنسيق مع بعض الأجهزة الأمنية ومليشيات "الدفاع الوطني".
وسبق أن ألقت المعارضة قبل أيام القبض على 15 عنصراً من "أنصار اﻹسلام"، منهم 4 من المبايعين لـ"داعش"، كانوا قد دخلوا إلى مناطق المعارضة في القنيطرة ودرعا قادمين من ريف السويداء الشرقي، وذلك بعد مداهمات نفذتها فصائل المعارضة، الأربعاء، في بلدة بريقة من ريف القنيطرة اﻷوسط، في حين لاذ البقية بالفرار. إدخال عناصر "داعش" كان بتنسيق مع قوات النظام، مقابل دفع أربعة آلاف دولار، بحسب اﻹعترافات اﻷولية التي حصلت عليها المعارضة.
فصائل المعارضة نفذت عملية تفتيش لمقرات "جبهة أنصار الإسلام" بعد الإشتباه بمحاولة انشقاق "أبو المجد" ومجموعة من عناصره لصالح قوات النظام. وأضاف المصدر أنه تم العثور على 3 عبوات ليزرية، معدة للتفجير، يزيد وزن الواحدة منها على 50 كيلوغراماً، على شكل صخور، وأحزمة ناسفة تحوي مادة C4 شديدة اﻹنفجار وزن الواحد منها 10 كيلوغرامات في مقرات "جبهة أنصار الإسلام" في المنطقة. وهي العبوات التي سبق أن استخدمها عناصر مليشيا "حزب الله" في المنطقة، وتم تفكيك العديد منها في أرياف درعا والقنيطرة، وأودى انفجار بعضها بحياة عناصر من المعارضة ومدنيين.
مصدر "المدن" أكد العثور على تسجيل صوتي لمكالمة بين "أبو المجد" وضابط في قوات النظام يسأله عن نوع المتفجرات التي يحتاجها؛ إن كانت سيارة مفخخة أو حزاماً ناسفاً ﻹستهداف إجتماع كان مقرراً لقادة المعارضة. وطلب "أبو المجد"، في المكالمة، سيارة مفخخة، تم إرسالها للمنطقة في وقت لاحق، وتفجيرها، اﻷربعاء، في رتل المعارضة الذي كان يقوم بعملية مداهمات لمقرات "أنصار اﻹسلام". وتسبب تفجير السيارة بمقتل عنصرين من "جيش أبابيل حوران".
وكانت قد انتشرت قبل أيام مكالمات صوتية مُسجلة، مُسربة، لضابط في "الأمن العسكري" مع ناشطين وعسكريين في مناطق سيطرة المعارضة، بغرض جمع المعلومات والتمهيد لـ"المصالحات".
كما أكد مصدر "المدن" أن فصائل المعارضة عثرت على كميات كبيرة من الحبوب المخدرة "ترامدول" في أحد مقرات "أنصار اﻹسلام"، كان قد تم إدخالها إلى المنطقة بتنسيق مع عناصر من النظام و"حزب الله"، والتي تشكل عائداً مادياً مربحاً للجانبين.
تواصل "أبو المجد" مع عناصر النظام ومليشيا "حزب الله" ليس بالجديد. وكان شقيق "أبو المجد"، الملقب بـ"أبو بلال"، قد اختطف أواخر شباط/فبراير، وعثر عليه مقتولاً أواخر آذار/مارس. مقتل "أبو بلال" قد يكون بسبب تورطه في القضية ذاتها.
وكان أكثر من 20 عنصراً من "أنصار اﻹسلام" قد عادوا إلى مناطق النظام، خلال الشهور الماضية، بتنسيق مع أقاربهم المتواجدين في تلك المنطقة. وغالبية عناصر "أنصار اﻹسلام" هم من مناطق جبا وخان أرنبة، الخاضعتين لسيطرة النظام و"حزب الله"، ما سهل عملية التواصل بين الطرفين.
ويبدو أن اكتشاف خلايا تعمل لصالح النظام والمليشيات في المناطق المحررة، أسرع من اﻷخبار التي تبثها وسائل إعلام النظام عن اقتراب الحسم العسكري في القنيطرة ودرعا. وتشكل تلك الخلايا حجر أساس في أي عملية مرتقبة للنظام ومليشياته نحو الجنوب السوري. وسبق للنظام أن اتبع هذه الطريقة في معارك غوطة دمشق الشرقية والقلمون وريف حمص الشمالي، عبر تأمين "طابور خامس" في مناطق المعارضة قبل أي هجوم وشيك عليها. وعرفت هذه الظاهرة باسم "الضفادع" نسبة للشيخ بسام دفضع، في بلدة سقبا، والذي قاد مجموعة مسلحة من 400 عنصر انشقوا عن "فيلق الرحمن"، وقادوا عملية اقتحام قوات النظام لغوطة دمشق الشرقية من محور عين ترما.