من يقف خلف التظاهرات المؤيدة للنظام في الغوطة الشرقية؟
شنت قوات المعارضة ليل الاثنين/الثلاثاء، حملة اعتقالات في صفوف المجموعات التي خرجت في تظاهرات مؤيدة للنظام في الغوطة الشرقية. وشهدت الغوطة الشرقية في الأيام الأخيرة خروج تظاهرات مدنية تطالب فصائل المعارضة بالخروج من المدن، وعقد "مصالحة" مع النظام لتحييد هذه المدن عن القتال، لتجنب ارتكابه المزيد من المجازر. وقد اتسعت دائرة تلك التظاهرات لتشمل سقبا وحمورية وكفربطنا وحزة.
أول مظاهرة مؤيدة في الغوطة، انطلقت في 8 أذار/مارس، في بلدة حمورية بعدما سيطرت مليشيات النظام على بلدة بيت سوا المجاورة، ووصلت إلى مشارف حمورية شمالاً. وتبعت تظاهرة حمورية، بفارق زمني صغير، تظاهرات مشابهة في سقبا وكفربطنا، رُفِعَت فيها أعلام النظام ولافتات تطالب بإيقاف القصف، ودخول مليشيات النظام إلى تلك البلدات.
وشهدت كفربطنا تظاهرات شبه يومية، وتميزت بمشاركة مئات المتظاهرين، وبدا على تلك التظاهرات علائم التنظيم والتجهيز المسبق، من خلال الأعلام واللافتات المكتوبة، وقادها بعض رجال الدين كالشيخ بسام دفضع، والشيخ أحمد سعدية، وهما من أصحاب الطرق الصوفية، بالإضافة لمشاركة شخصيات من "حزب البعث" كانت بارزة قبل اندلاع الثورة مثل أمين الفرقة الحزبية سابقاً الملقب بـ"أبو حمرا".
ويعتبر الشيخ بسام دفضع، من الشخصيات المؤثرة في كفربطنا، وله عدد كبير من الطلاب والمريدين الذين يكنون له الولاء المطلق، وقد استغل هذه الناحية لتجييش المدنيين والتحرك باتجاه "المصالحة". وقد شاركت في تلك التظاهرات نسبة قليلة من المدنيين ممن غايتهم إيقاف القصف، بعيداً عن الأجندات الأخرى. بسام دفضع كان قد ترشح لعضوية "مجلس الشعب" في العام 2007، إلا أن أجهزة المخابرات لم تكن راضية عنه آنذاك، وأرسلت مندوبيها إلى صناديق الاقتراع في مختلف مناطق ريف دمشق، لتقول إنه انسحب من قوائم المرشحين، في كذب صريح.
ويعرف عن أولئك المشايخ وأعضاء "حزب البعث" بأنهم وقفوا في وجه التظاهرات السلمية التي خرجت ضد النظام في العام 2011، وقام النظام بتسليحهم آنذاك للمشاركة بقمع التظاهرات مع الأجهزة الأمنية. وبعد تحرير الغوطة في العام 2012 تنحت هذه الفئات عن المشهد الاجتماعي. ويبدو أنهم تلقوا لاحقاً تعليمات من مشغليهم في دمشق، للمشاركة في العمل الثوري للمعارضة، لاختراقها وخلق تركيبة داخل المؤسسات المعارضة، لتكون جاهزة للعمل مع النظام في الوقت المناسب، وبالفعل حصل بعض أولئك على مقاعد في المجلس المحلي والأمانة العامة للبلدة، وغيرها، وبدأوا يستغلونها مع بدء حراكهم ضد المعارضة.
وترتبط هذه الجماعات مع شخصيات بارزة من كفربطنا موجودة في دمشق، كإمام الجامع الأموي الشيخ مأمون رحمة، الذي واجه الحراك الثوري بقوة منذ البداية، ما أدى لاعتقاله من قبل المعارضة وقطع أذنه، وإطلاق النار عليه. حينها لم يفارق رحمة الحياة، وتمكن من الهرب إلى مناطق سيطرة النظام.
كما ارتبطت هذه المجموعات مع وزير الكهرباء السوري محمد زهير خربوطلي، وهو من أبناء كفربطنا، والذي سعى مع رئيس البلدية الأسبق توفيق البحش المقيم في دمشق إلى تغيير المنحى الثوري للبلدة، وتوسيع شبكة المجموعات المؤيدة للنظام.
زياد الأغواني الملقب بـ"زيدو" والمقرب من القائد في "الفرقة الرابعة" العميد غياث دلة، من أبرز الشخصيات العسكرية التي دعت للانقلاب على قوات المعارضة، ومحاولة جذب الثوار إلى صفوف النظام. "زيدو" كان قائداً لإحدى مجموعات قوات المعارضة مع بداية العمل المسلح، وفرّ لاحقاً إلى مناطق سيطرة النظام ليلتحق بـ"الفرقة الرابعة"، وظهر دوره بشكل واضح في معارك عين ترما 2017 من خلال تواصله مع أبناء بلدته ليثنيهم عن المشاركة في هذه المعارك ويدعوهم لتسليم أنفسهم للنظام بحجة أن الأمور العسكرية محسومة في تلك المعركة.
وخرج وفد من بلدة حمورية، الأسبوع الماضي، إلى العاصمة دمشق، عن طريق بلدة بيت سوا ضم ممثلين عن المجلس المحلي وعن العسكريين والمدنيين، وأقام الوفد يومين في دمشق التقى فيهما بعدد من الضباط الروس والسوريين، وزار عدداً من الفروع الأمنية، وناقش خلال الزيارة مسألة اتفاق "المصالحة" وعاد إلى حمورية لمناقشة البنود مع أهالي البلدة.
ويخشى أهالي حمورية في حال توقيعهم اتفاق "المصالحة" مع النظام أن يستغل النظام الاتفاق في عملياته العسكرية لتكون حمورية بوابةً لدخول قوات النظام إلى البلدات المجاورة. فتم تأجيل المسألة إلى وقت لاحق، للتنسيق مع بقية البلدات التي طُرحت عليها اتفاقات "المصالحة". ويبدو أن لصمود قوات المعارضة، ومنع قوات النظام من التقدم على أطراف حمورية من جهة بيت سوا، وفي مزارع الأشعري، دوراً في التأني بالموافقة على "المصالحة".
حراك التيار المطالب بـ"المصالحة" في سقبا وحزة، كان أقل بروزاً من كفربطنا وحمورية، فلم يتجاوز عدد المتظاهرين في البلدتين العشرات، وكان هدفهم غالباً المطالبة بإيقاف القصف. ولم يظهر في سقبا شخصيات بارزة تدعو لـ"المصالحة"، كما حصل في كفربطنا، إلا أن الحديث يدور حول توسط رئيس مجلس وزراء النظام عماد خميس، المنحدر من سقبا، بين النظام وأهالي البلدة لتحييد البلدة عن معارك الغوطة وإدخالها في اتفاق "مصالحة". ولم يتم الكشف عن بنود "الاتفاق"، ولا عن أسماء الأشخاص الذين تم التواصل معهم.
وتمكنت المعارضة، خلال الساعات الـ48 الماضية، من صد هجمات النظام على جبهات عربين وجسرين وسقبا، ومنعتها من التقدم على أي من تلك المحاور، خاصة بعدما أصبح رباط المعارضة أقرب إلى الأبنية السكنية، ما يجنبها التحرك في المساحات الزراعية، ويحجبها عن طيران الاستطلاع، رغم استمرار الطيران الحربي الروسي بشن غاراته الجوية، واستمرار استخدام الأسلحة المحرمة دولياً كالفوسفور والنابالم الحارق والقنابل العنقودية.
أول مظاهرة مؤيدة في الغوطة، انطلقت في 8 أذار/مارس، في بلدة حمورية بعدما سيطرت مليشيات النظام على بلدة بيت سوا المجاورة، ووصلت إلى مشارف حمورية شمالاً. وتبعت تظاهرة حمورية، بفارق زمني صغير، تظاهرات مشابهة في سقبا وكفربطنا، رُفِعَت فيها أعلام النظام ولافتات تطالب بإيقاف القصف، ودخول مليشيات النظام إلى تلك البلدات.
وشهدت كفربطنا تظاهرات شبه يومية، وتميزت بمشاركة مئات المتظاهرين، وبدا على تلك التظاهرات علائم التنظيم والتجهيز المسبق، من خلال الأعلام واللافتات المكتوبة، وقادها بعض رجال الدين كالشيخ بسام دفضع، والشيخ أحمد سعدية، وهما من أصحاب الطرق الصوفية، بالإضافة لمشاركة شخصيات من "حزب البعث" كانت بارزة قبل اندلاع الثورة مثل أمين الفرقة الحزبية سابقاً الملقب بـ"أبو حمرا".
ويعتبر الشيخ بسام دفضع، من الشخصيات المؤثرة في كفربطنا، وله عدد كبير من الطلاب والمريدين الذين يكنون له الولاء المطلق، وقد استغل هذه الناحية لتجييش المدنيين والتحرك باتجاه "المصالحة". وقد شاركت في تلك التظاهرات نسبة قليلة من المدنيين ممن غايتهم إيقاف القصف، بعيداً عن الأجندات الأخرى. بسام دفضع كان قد ترشح لعضوية "مجلس الشعب" في العام 2007، إلا أن أجهزة المخابرات لم تكن راضية عنه آنذاك، وأرسلت مندوبيها إلى صناديق الاقتراع في مختلف مناطق ريف دمشق، لتقول إنه انسحب من قوائم المرشحين، في كذب صريح.
ويعرف عن أولئك المشايخ وأعضاء "حزب البعث" بأنهم وقفوا في وجه التظاهرات السلمية التي خرجت ضد النظام في العام 2011، وقام النظام بتسليحهم آنذاك للمشاركة بقمع التظاهرات مع الأجهزة الأمنية. وبعد تحرير الغوطة في العام 2012 تنحت هذه الفئات عن المشهد الاجتماعي. ويبدو أنهم تلقوا لاحقاً تعليمات من مشغليهم في دمشق، للمشاركة في العمل الثوري للمعارضة، لاختراقها وخلق تركيبة داخل المؤسسات المعارضة، لتكون جاهزة للعمل مع النظام في الوقت المناسب، وبالفعل حصل بعض أولئك على مقاعد في المجلس المحلي والأمانة العامة للبلدة، وغيرها، وبدأوا يستغلونها مع بدء حراكهم ضد المعارضة.
وترتبط هذه الجماعات مع شخصيات بارزة من كفربطنا موجودة في دمشق، كإمام الجامع الأموي الشيخ مأمون رحمة، الذي واجه الحراك الثوري بقوة منذ البداية، ما أدى لاعتقاله من قبل المعارضة وقطع أذنه، وإطلاق النار عليه. حينها لم يفارق رحمة الحياة، وتمكن من الهرب إلى مناطق سيطرة النظام.
كما ارتبطت هذه المجموعات مع وزير الكهرباء السوري محمد زهير خربوطلي، وهو من أبناء كفربطنا، والذي سعى مع رئيس البلدية الأسبق توفيق البحش المقيم في دمشق إلى تغيير المنحى الثوري للبلدة، وتوسيع شبكة المجموعات المؤيدة للنظام.
زياد الأغواني الملقب بـ"زيدو" والمقرب من القائد في "الفرقة الرابعة" العميد غياث دلة، من أبرز الشخصيات العسكرية التي دعت للانقلاب على قوات المعارضة، ومحاولة جذب الثوار إلى صفوف النظام. "زيدو" كان قائداً لإحدى مجموعات قوات المعارضة مع بداية العمل المسلح، وفرّ لاحقاً إلى مناطق سيطرة النظام ليلتحق بـ"الفرقة الرابعة"، وظهر دوره بشكل واضح في معارك عين ترما 2017 من خلال تواصله مع أبناء بلدته ليثنيهم عن المشاركة في هذه المعارك ويدعوهم لتسليم أنفسهم للنظام بحجة أن الأمور العسكرية محسومة في تلك المعركة.
وخرج وفد من بلدة حمورية، الأسبوع الماضي، إلى العاصمة دمشق، عن طريق بلدة بيت سوا ضم ممثلين عن المجلس المحلي وعن العسكريين والمدنيين، وأقام الوفد يومين في دمشق التقى فيهما بعدد من الضباط الروس والسوريين، وزار عدداً من الفروع الأمنية، وناقش خلال الزيارة مسألة اتفاق "المصالحة" وعاد إلى حمورية لمناقشة البنود مع أهالي البلدة.
ويخشى أهالي حمورية في حال توقيعهم اتفاق "المصالحة" مع النظام أن يستغل النظام الاتفاق في عملياته العسكرية لتكون حمورية بوابةً لدخول قوات النظام إلى البلدات المجاورة. فتم تأجيل المسألة إلى وقت لاحق، للتنسيق مع بقية البلدات التي طُرحت عليها اتفاقات "المصالحة". ويبدو أن لصمود قوات المعارضة، ومنع قوات النظام من التقدم على أطراف حمورية من جهة بيت سوا، وفي مزارع الأشعري، دوراً في التأني بالموافقة على "المصالحة".
حراك التيار المطالب بـ"المصالحة" في سقبا وحزة، كان أقل بروزاً من كفربطنا وحمورية، فلم يتجاوز عدد المتظاهرين في البلدتين العشرات، وكان هدفهم غالباً المطالبة بإيقاف القصف. ولم يظهر في سقبا شخصيات بارزة تدعو لـ"المصالحة"، كما حصل في كفربطنا، إلا أن الحديث يدور حول توسط رئيس مجلس وزراء النظام عماد خميس، المنحدر من سقبا، بين النظام وأهالي البلدة لتحييد البلدة عن معارك الغوطة وإدخالها في اتفاق "مصالحة". ولم يتم الكشف عن بنود "الاتفاق"، ولا عن أسماء الأشخاص الذين تم التواصل معهم.
وتمكنت المعارضة، خلال الساعات الـ48 الماضية، من صد هجمات النظام على جبهات عربين وجسرين وسقبا، ومنعتها من التقدم على أي من تلك المحاور، خاصة بعدما أصبح رباط المعارضة أقرب إلى الأبنية السكنية، ما يجنبها التحرك في المساحات الزراعية، ويحجبها عن طيران الاستطلاع، رغم استمرار الطيران الحربي الروسي بشن غاراته الجوية، واستمرار استخدام الأسلحة المحرمة دولياً كالفوسفور والنابالم الحارق والقنابل العنقودية.