"داعش" يطرق أبواب إدلب... بمساعدة النظام
تمكن عدد من عناصر وأمنيي تنظيم "الدولة الإسلامية" من دخول بعض المناطق في ريف إدلب الجنوبي، مروراً بمناطق سيطرة مليشيات النظام شرقي سكة الحجاز، فجر الجمعة، بعدما نجحوا في اختراق خطوط التماس بين فصائل المعارضة المسلحة و"هيئة تحرير الشام" من جهة، والمليشيات في محوري أم الخلاخيل وأرض الزرزور التابعتين لناحية التمانعة في ريف إدلب الجنوبي من جهة ثانية. عناصر وأمنيو التنظيم تسللوا إلى المنطقة التي تسيطر عليها المعارضة، راجلين، وبقي خلفهم رتل عسكري كبير للتنظيم ينتظر الإذن بالتوغل في ريف إدلب، حالما تنتهي الخلايا الأمنية والعناصر المتسللة التابعة للتنظيم من التمهيد لتقدمه.
ووقع ما كانت تخشى المعارضة المسلحة من حصوله فعلاً: تنظيم "الدولة" انسحب من عشرات القرى والبلدات التي كان يسيطر عليها في أرياف حماة الشمالي الشرقي وحلب الجنوبي وادلب الجنوبي الشرقي، لصالح مليشيات النظام خلال وقت قياسي. ويزيد عدد القرى والمزارع التي كانت في قبضة التنظيم شرقي سكة الحجاز، وانسحب منها من دون قتال، عن 150 قرية ومزرعة. انسحاب التنظيم لحساب المليشيات، جرى خلال خمسة أيام فقط، وتبقى للتنظيم شرقي سكة الحجاز 10 قرى من بينها جناة الصوارنة وسروج والوسيطة وعليا وطوال الدباغين ورسم سكاف، وغيرها بين حماة وادلب. الجيب البري الأخير للتنظيم والذي تطوقه مليشيات النظام من مختلف الجهات، كان يبعد عن مناطق سيطرة المعارضة و"تحرير الشام" في ريف ادلب، حوالي 30 كيلومتراً، لكن بعد منتصف ليل الخميس/الجمعة، أصبح التنظيم على مسافة كيلومترين من مناطق المعارضة في ريف ادلب الجنوبي.
عبر تنظيم "الدولة" من الجيب البري المحاصر شرقي السكة إلى مشارف ريف ادلب في مواجهة المعارضة غرباً، في محور ضيق ضمن المناطق التي تسيطر عليها المليشيات شمالي بلدة أبو دالي، مروراً بقرى مويلح وقصر الشاوي وربدة وقصر علي والشطيب والمشهد وقليعات والدريبية ومشرفة وأم صهريج. وبات التنظيم على مشارف قريتي السويرات والنيحة اللتين أخلتهما مليشيات النظام. وتعتبر هاتان القريتان خط مواجهة مع المعارضة و"تحرير الشام" في ريف إدلب. وفيهما توقف رتل التنظيم، وجمع عناصره في ثلاث قرى على جانبي سكة الحجاز، بانتظار إشارة بدء الهجوم على مواقع المعارضة و"تحرير الشام".
المعارضة تؤكد أنه لم يسجل أي اشتباك بين مليشيات النظام ورتل تنظيم "الدولة" خلال مروره في القرى التي تسيطر عليها المليشيات شمالي أبو دالي. فعلياً، المعارك بين النظام والتنظيم شرقي سكة الحجاز، خلال الأسبوع الماضي، كانت شكلية، وأتاحت للمليشيات السيطرة على مساحات واسعة في غضون أيام قليلة. مليشيات النظام لم تسلط الضوء على خسائر التنظيم خلال تلك المعارك، هذا إن كبدته فعلاً خسائر بشرية. الأمر نفسه ينطبق على التنظيم. ما يعني أن إمكانات تنظيم "الدولة"، من عدة وعتاد، كما هي تقريباً، وهي في طريقها لمواجهة المعارضة في ريف إدلب.
مجموعات عسكرية تابعة لفصائل المعارضة المسلحة في غرفة عمليات "دحر الغزاة" رصدت تحركات مريبة في جبهاتها مع المليشيات، فجر الجمعة، شرقي أرض الزرزور وأم الخلاخيل والخوين الكبير. ورصدت وحدات الإشارة التابعة للمعارضة مكالمات لقادة ميدانيين تابعين للمليشيات، عبر قبضات الاتصال اللاسلكية في المحور ذاته، تأمر المجموعات بالانسحاب من مواقع متعددة وإعادة انتشارها في مواقع قريبة من المنطقة.
وبناءً على الرصد والمعلومات التي جمعتها المعارضة في عمليات "دحر الغزاة"، فقد قررت استقدام تعزيزات عسكرية إلى الجبهات القريبة من المنطقة التي أخلتها المليشيات أمام رتل التنظيم. ونفذت عمليات "دحر الغزاة" رمايات مدفعية وصاروخية، الجمعة، ضد مواقع التنظيم وأماكن انتشاره في قرية أم صهريج والقرى المحيطة بها التي ينتشر فيها عناصر وآليات التنظيم. لم يحدث أي اشتباك ومواجهة مباشرة، الجمعة، بين المعارضة وتنظيم "الدولة".
الناطق الرسمي باسم غرفة عمليات "دحر الغزاة" النقيب ناجي أبو غيث، أكد لـ"المدن"، أن مليشيات النظام سهلت لتنظيم "الدولة" العبور من مناطق سيطرتها وصولاً إلى مشارف المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في ريف ادلب الجنوبي، وهو سيناريو كانت المعارضة تتوقعه من متابعة مجريات المعارك الوهمية بين الطرفين على مدى الأيام القليلة الماضية، والتي لم يسجل فيها أي طلعات جوية مساندة لتقدم المليشيات المفترض على حساب التنظيم. وفي الوقت الذي كان فيه التنظيم يسلم قرية تلو الأخرى للمليشيات شرقي سكة الحجاز، من دون أي ضغط جوي أو بري ضده، كانت الطائرات الحربية الروسية والطيران الحربي والمروحي التابع للنظام مشغولين بقصف المدن والبلدات في ريف ادلب وارتكاب المجازر بحق المدنيين.
وأوضح ناجي أنه كان بإمكان مليشيات النظام مدعومة بنيران روسية هائلة، كما جرت العادة، القضاء على التنظيم بسهولة في المنطقة المحاصرة شرقي سكة الحجاز من دون أي التحام معه وجهاً لوجه. هذا إن حاولت المليشيات التبرير بأنها اضطرت لإفساح المجال لعناصر التنظيم المحاصرين للهروب منعاً لمواجهة مباشرة معهم باعتبارهم أكثر دموية في جيبهم الأخير، كما يتم التسويق عادة في هكذا حالات من الاتفاقات السرية. التبريرات في هذا الاتجاه وفق ناجي، هي خداع يراد به التغطية على الاتفاق غير المعلن بين الطرفين، والذي يسمح بوصول التنظيم بكامل عتاده إلى ريف ادلب لمواجهة المعارضة.
وأشار ناجي إلى أن فصائل المعارضة في عمليات "دحر الغزاة" واصلت إرسال تعزيزاتها العسكرية إلى المنطقة التي من المتوقع أن يحاول التنظيم اختراقها، وهي مصممة على القضاء الكامل على فلول التنظيم المتعاونة مع مليشيات النظام. ويؤكد ناجي أن المعارضة لن تسمح بخلق ذريعة أخرى لمليشيات النظام وحلفائها وروسيا للتقدم في ريف إدلب.
وفي السياق، تمكنت فصائل عمليات "دحر الغزاة" من إلقاء القبض على عنصرين أمنيين تابعين لتنظيم "الدولة"، في المواقع الخلفية لأماكن تمركز المجموعات العسكرية التابعة للمعارضة شمالي وشرقي ناحية التمانعة، أي بالقرب من الخاصرة التي يسعى التنظيم التوغل من خلالها إلى ريف ادلب قادماً من مناطق سيطرة المليشيات. المعارضة قالت إنها ألقت القبض على عناصر التنظيم، خلال قيامهم بزرع عبوات وألغام معدة لاستهداف مقاتلي المعارضة وآلياتهم العسكرية في المنطقة.
ويحاول تنظيم "الدولة" اتباع تكتيك حرب العصابات، وزعزعة صفوف المجموعات المعادية له في المواقع المستهدفة من خلال العمليات الأمنية والتفجيرات والمداهمات الليلية لمواقع المعارضة، وتهيئة محور تقدمه البري المفترض في ريف ادلب، قبل أن يشتبك مع المعارضة المسلحة في منطقة مفتوحة ليس لديه فيها موطئ قدم. الخلايا الأمنية التابعة للتنظيم في ريف ادلب والمناطق المجاورة التي تسيطر عليها المعارضة، والعناصر التي تسللت إلى المنطقة، ستعمل جهدها لتحقيق ذلك في أسرع وقت. المعارضة تقول إنها نشرت حواجز أمنية في المناطق الداخلية القريبة من المنطقة، وهي تتوقع زيادة في عمليات التنظيم الأمنية في موازاة محاولاته المفترضة للتقدم نحو المنطقة.
وربما تبدو مهمة التنظيم في دخول ريف إدلب صعبة هذه المرة، على خلاف المرة السابقة التي تمكن خلالها من التوغل في ريف حماة الشمالي الشرقي بمساعدة النظام الذي سهل مروره من شرقي حماة، في الربع الأخير من العام 2017. حينها كان تقدم التنظيم مفاجئاً وسيطرته على مناطق واسعة حصلت بسرعة كبيرة. الصعوبة اليوم، تكمن في أن الثغرة التي يحاول التنظيم التوغل من خلالها، تنتشر فيها مجموعات كبيرة من فصائل عمليات "دحر الغزاة"، وهي تتوقع هذا السيناريو. بينما كان التوغل السابق للتنظيم في مناطق لا تنتشر فيها إلا "تحرير الشام" التي لم تكن تتوقع دخول التنظيم، وساهمت بشكل غير مباشر في تمكينه من الاستيلاء على عدد من القرى في ذلك الوقت، بعدما سمحت لعائلات التنظيم بالدخول إلى ريف حماة الشمالي الشرقي، قبل أيام من توغل التنظيم.
ولا يُعرف بعد حجم التسليح وعدد عناصر الرتل التابع لتنظيم "الدولة" الذي سمحت له مليشيات النظام بأن يطرق أبواب ريف ادلب من جديد، ولا إن كنا سنشهد التحاماً مباشراً، خلال الساعات القادمة، بين رتل التنظيم والمعارضة المسلحة، أم أن هناك مبالغة في قدرات فلول التنظيم، وربما سيتم القضاء عليها حتى قبل اشتباكها مع المعارضة المسلحة في ريف ادلب؟
وتمكنت غرفتا عمليات "دحر الغزاة" و"ولا يضرهم من خذلهم" من التصدي لمليشيات النظام التي حاولت التقدم في المحاور غربي أبو ضهور، بهدف استعادة السيطرة على قرية تل السلطان. وقالت المعارضة إنها دمرت مدرعة للمليشيات وقتلت 10 عناصر على الأقل على أطراف الحسينية. في حين واصل الطيران الحربي غاراته الجوي على ريف ادلب، واستهدفت الغارات الجوية قرى وبلدات الشيخ إدريس وكفر عميم وجرجناز ومحيط مدينة جسر الشغور ومنطقة جبل الأربعين وحاس التي شهدت وقوع مجزرة مروعة راح ضحيتها 12 مدنياً. وقتل خمسة أشخاص على الأقل وجرح آخرين في قرية كفرسجنة بقصف جوي مماثل.
ووقع ما كانت تخشى المعارضة المسلحة من حصوله فعلاً: تنظيم "الدولة" انسحب من عشرات القرى والبلدات التي كان يسيطر عليها في أرياف حماة الشمالي الشرقي وحلب الجنوبي وادلب الجنوبي الشرقي، لصالح مليشيات النظام خلال وقت قياسي. ويزيد عدد القرى والمزارع التي كانت في قبضة التنظيم شرقي سكة الحجاز، وانسحب منها من دون قتال، عن 150 قرية ومزرعة. انسحاب التنظيم لحساب المليشيات، جرى خلال خمسة أيام فقط، وتبقى للتنظيم شرقي سكة الحجاز 10 قرى من بينها جناة الصوارنة وسروج والوسيطة وعليا وطوال الدباغين ورسم سكاف، وغيرها بين حماة وادلب. الجيب البري الأخير للتنظيم والذي تطوقه مليشيات النظام من مختلف الجهات، كان يبعد عن مناطق سيطرة المعارضة و"تحرير الشام" في ريف ادلب، حوالي 30 كيلومتراً، لكن بعد منتصف ليل الخميس/الجمعة، أصبح التنظيم على مسافة كيلومترين من مناطق المعارضة في ريف ادلب الجنوبي.
عبر تنظيم "الدولة" من الجيب البري المحاصر شرقي السكة إلى مشارف ريف ادلب في مواجهة المعارضة غرباً، في محور ضيق ضمن المناطق التي تسيطر عليها المليشيات شمالي بلدة أبو دالي، مروراً بقرى مويلح وقصر الشاوي وربدة وقصر علي والشطيب والمشهد وقليعات والدريبية ومشرفة وأم صهريج. وبات التنظيم على مشارف قريتي السويرات والنيحة اللتين أخلتهما مليشيات النظام. وتعتبر هاتان القريتان خط مواجهة مع المعارضة و"تحرير الشام" في ريف إدلب. وفيهما توقف رتل التنظيم، وجمع عناصره في ثلاث قرى على جانبي سكة الحجاز، بانتظار إشارة بدء الهجوم على مواقع المعارضة و"تحرير الشام".
المعارضة تؤكد أنه لم يسجل أي اشتباك بين مليشيات النظام ورتل تنظيم "الدولة" خلال مروره في القرى التي تسيطر عليها المليشيات شمالي أبو دالي. فعلياً، المعارك بين النظام والتنظيم شرقي سكة الحجاز، خلال الأسبوع الماضي، كانت شكلية، وأتاحت للمليشيات السيطرة على مساحات واسعة في غضون أيام قليلة. مليشيات النظام لم تسلط الضوء على خسائر التنظيم خلال تلك المعارك، هذا إن كبدته فعلاً خسائر بشرية. الأمر نفسه ينطبق على التنظيم. ما يعني أن إمكانات تنظيم "الدولة"، من عدة وعتاد، كما هي تقريباً، وهي في طريقها لمواجهة المعارضة في ريف إدلب.
مجموعات عسكرية تابعة لفصائل المعارضة المسلحة في غرفة عمليات "دحر الغزاة" رصدت تحركات مريبة في جبهاتها مع المليشيات، فجر الجمعة، شرقي أرض الزرزور وأم الخلاخيل والخوين الكبير. ورصدت وحدات الإشارة التابعة للمعارضة مكالمات لقادة ميدانيين تابعين للمليشيات، عبر قبضات الاتصال اللاسلكية في المحور ذاته، تأمر المجموعات بالانسحاب من مواقع متعددة وإعادة انتشارها في مواقع قريبة من المنطقة.
وبناءً على الرصد والمعلومات التي جمعتها المعارضة في عمليات "دحر الغزاة"، فقد قررت استقدام تعزيزات عسكرية إلى الجبهات القريبة من المنطقة التي أخلتها المليشيات أمام رتل التنظيم. ونفذت عمليات "دحر الغزاة" رمايات مدفعية وصاروخية، الجمعة، ضد مواقع التنظيم وأماكن انتشاره في قرية أم صهريج والقرى المحيطة بها التي ينتشر فيها عناصر وآليات التنظيم. لم يحدث أي اشتباك ومواجهة مباشرة، الجمعة، بين المعارضة وتنظيم "الدولة".
الناطق الرسمي باسم غرفة عمليات "دحر الغزاة" النقيب ناجي أبو غيث، أكد لـ"المدن"، أن مليشيات النظام سهلت لتنظيم "الدولة" العبور من مناطق سيطرتها وصولاً إلى مشارف المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في ريف ادلب الجنوبي، وهو سيناريو كانت المعارضة تتوقعه من متابعة مجريات المعارك الوهمية بين الطرفين على مدى الأيام القليلة الماضية، والتي لم يسجل فيها أي طلعات جوية مساندة لتقدم المليشيات المفترض على حساب التنظيم. وفي الوقت الذي كان فيه التنظيم يسلم قرية تلو الأخرى للمليشيات شرقي سكة الحجاز، من دون أي ضغط جوي أو بري ضده، كانت الطائرات الحربية الروسية والطيران الحربي والمروحي التابع للنظام مشغولين بقصف المدن والبلدات في ريف ادلب وارتكاب المجازر بحق المدنيين.
وأوضح ناجي أنه كان بإمكان مليشيات النظام مدعومة بنيران روسية هائلة، كما جرت العادة، القضاء على التنظيم بسهولة في المنطقة المحاصرة شرقي سكة الحجاز من دون أي التحام معه وجهاً لوجه. هذا إن حاولت المليشيات التبرير بأنها اضطرت لإفساح المجال لعناصر التنظيم المحاصرين للهروب منعاً لمواجهة مباشرة معهم باعتبارهم أكثر دموية في جيبهم الأخير، كما يتم التسويق عادة في هكذا حالات من الاتفاقات السرية. التبريرات في هذا الاتجاه وفق ناجي، هي خداع يراد به التغطية على الاتفاق غير المعلن بين الطرفين، والذي يسمح بوصول التنظيم بكامل عتاده إلى ريف ادلب لمواجهة المعارضة.
وأشار ناجي إلى أن فصائل المعارضة في عمليات "دحر الغزاة" واصلت إرسال تعزيزاتها العسكرية إلى المنطقة التي من المتوقع أن يحاول التنظيم اختراقها، وهي مصممة على القضاء الكامل على فلول التنظيم المتعاونة مع مليشيات النظام. ويؤكد ناجي أن المعارضة لن تسمح بخلق ذريعة أخرى لمليشيات النظام وحلفائها وروسيا للتقدم في ريف إدلب.
وفي السياق، تمكنت فصائل عمليات "دحر الغزاة" من إلقاء القبض على عنصرين أمنيين تابعين لتنظيم "الدولة"، في المواقع الخلفية لأماكن تمركز المجموعات العسكرية التابعة للمعارضة شمالي وشرقي ناحية التمانعة، أي بالقرب من الخاصرة التي يسعى التنظيم التوغل من خلالها إلى ريف ادلب قادماً من مناطق سيطرة المليشيات. المعارضة قالت إنها ألقت القبض على عناصر التنظيم، خلال قيامهم بزرع عبوات وألغام معدة لاستهداف مقاتلي المعارضة وآلياتهم العسكرية في المنطقة.
ويحاول تنظيم "الدولة" اتباع تكتيك حرب العصابات، وزعزعة صفوف المجموعات المعادية له في المواقع المستهدفة من خلال العمليات الأمنية والتفجيرات والمداهمات الليلية لمواقع المعارضة، وتهيئة محور تقدمه البري المفترض في ريف ادلب، قبل أن يشتبك مع المعارضة المسلحة في منطقة مفتوحة ليس لديه فيها موطئ قدم. الخلايا الأمنية التابعة للتنظيم في ريف ادلب والمناطق المجاورة التي تسيطر عليها المعارضة، والعناصر التي تسللت إلى المنطقة، ستعمل جهدها لتحقيق ذلك في أسرع وقت. المعارضة تقول إنها نشرت حواجز أمنية في المناطق الداخلية القريبة من المنطقة، وهي تتوقع زيادة في عمليات التنظيم الأمنية في موازاة محاولاته المفترضة للتقدم نحو المنطقة.
وربما تبدو مهمة التنظيم في دخول ريف إدلب صعبة هذه المرة، على خلاف المرة السابقة التي تمكن خلالها من التوغل في ريف حماة الشمالي الشرقي بمساعدة النظام الذي سهل مروره من شرقي حماة، في الربع الأخير من العام 2017. حينها كان تقدم التنظيم مفاجئاً وسيطرته على مناطق واسعة حصلت بسرعة كبيرة. الصعوبة اليوم، تكمن في أن الثغرة التي يحاول التنظيم التوغل من خلالها، تنتشر فيها مجموعات كبيرة من فصائل عمليات "دحر الغزاة"، وهي تتوقع هذا السيناريو. بينما كان التوغل السابق للتنظيم في مناطق لا تنتشر فيها إلا "تحرير الشام" التي لم تكن تتوقع دخول التنظيم، وساهمت بشكل غير مباشر في تمكينه من الاستيلاء على عدد من القرى في ذلك الوقت، بعدما سمحت لعائلات التنظيم بالدخول إلى ريف حماة الشمالي الشرقي، قبل أيام من توغل التنظيم.
ولا يُعرف بعد حجم التسليح وعدد عناصر الرتل التابع لتنظيم "الدولة" الذي سمحت له مليشيات النظام بأن يطرق أبواب ريف ادلب من جديد، ولا إن كنا سنشهد التحاماً مباشراً، خلال الساعات القادمة، بين رتل التنظيم والمعارضة المسلحة، أم أن هناك مبالغة في قدرات فلول التنظيم، وربما سيتم القضاء عليها حتى قبل اشتباكها مع المعارضة المسلحة في ريف ادلب؟
وتمكنت غرفتا عمليات "دحر الغزاة" و"ولا يضرهم من خذلهم" من التصدي لمليشيات النظام التي حاولت التقدم في المحاور غربي أبو ضهور، بهدف استعادة السيطرة على قرية تل السلطان. وقالت المعارضة إنها دمرت مدرعة للمليشيات وقتلت 10 عناصر على الأقل على أطراف الحسينية. في حين واصل الطيران الحربي غاراته الجوي على ريف ادلب، واستهدفت الغارات الجوية قرى وبلدات الشيخ إدريس وكفر عميم وجرجناز ومحيط مدينة جسر الشغور ومنطقة جبل الأربعين وحاس التي شهدت وقوع مجزرة مروعة راح ضحيتها 12 مدنياً. وقتل خمسة أشخاص على الأقل وجرح آخرين في قرية كفرسجنة بقصف جوي مماثل.