هل تتقدم مليشيات النظام نحو سراقب؟
حققت مليشيات النظام تقدماً كبيراً شمالي وشمال غربي بلدة أبو ضهور في ريف إدلب الجنوبي الشرقي، ليل الاربعاء/الخميس، وسيطرت على العديد من القرى والبلدات على جانبي الطريق الرئيسي؛ أبو ضهور-سراقب.
وسيطرت المليشيات على براغيثه وجديدة وطويل الحليب والذهبية والصالحية والسكرية و"كتيبة الدفاع الجوي" وتل خطرة وجلبان ومسعدة وبريس والحسينية وطواحينة وتل السلطان في ريف ادلب الجنوبي الشرقي، وكذلك على قرى وسيطة غربية ووسيطة شرقية وعطشانة وتويم في ريف حلب الجنوبي على جانبي سكة الحجاز شمالي أبو ضهور.
انهيار دفاعات المعارضة المسلحة و"تحرير الشام" في المناطق التي تقدمت فيها المليشيات بشكل متسارع، منذ فجر الأربعاء، جاء بسبب القصف المكثف الذي استهدف المنطقة بأكثر من 150 غارة جوية بالصواريخ الفراغية والعنقودية، وألقت مروحيات البراميل عشرات البراميل المتفجرة، بالإضافة إلى التغطية النارية المدفعية والصاروخية التي مهدت لتقدم المليشيات بشكل سريع وصولاً إلى بلدة تل السلطان الواقعة في منتصف الطريق إلى سراقب.
الطائرات الحربية ومروحيات البراميل قصفت معظم القرى والبلدات شرقي طريق حلب–دمشق الدولي في ريف حلب الجنوبي، واستهدفت الزيارة وتل علوش وحوير وزمار والشيخ أحمد بالقرب من العيس، وطلافح التي قتل فيها 7 مدنيين بالبراميل المتفجرة. الغارات الجوية بالنابالم الحارق والصواريخ والبراميل المتفجرة امتدت إلى سراقب وريفها، وريف معرة النعمان جنوب شرقي إدلب.
واستفادت مليشيات النظام من التعزيزات العسكرية التي وصلت، الثلاثاء، إلى منطقة أبو ضهور قادمة من "كتيبة المدرعات" شمال شرقي حماة، ومجموعات مسلحة تابعة لـ"درع القلمون"، ومليشيات عشائرية، ومليشيا "النمر" التابعة للعقيد سهيل الحسن. وتسلمت القوات الجديدة قيادة رأس الحربة المتقدم نحو تل السلطان، وهي آخر النقاط التي سيطرت عليها المليشيات شرقي سراقب. المليشيات حاولت التقدم أكثر في المنطقة، ليل الأربعاء/الخميس، واشتبكت مع المعارضة و"تحرير الشام" في محيط تل الطوقان وكفر عميم، ورصدت نارياً عدداً من القرى والبلدات في المنطقة، واستهدفتها بالمدفعية والصواريخ.
تقدم مليشيات النظام بهذه السرعة كان مفاجئاً بالنسبة للمعارضة و"تحرير الشام"، والتي لا تملك أي دفاعات أو تحصينات عسكرية تمكنها من التصدي للهجوم البري في تلك المناطق. كذلك ساهمت تضاريس المنطقة السهلية غربي أبو ضهور في سهولة تقدم المليشيات ورصدها مواقع المعارضة ونقاط تمركزها، وإجبار القوات المدافعة على الانسحاب أمام التمهيد الناري العنيف.
مليشيات النظام تمكنت من امتصاص هجمات معاكسة شنتها فصائل المعارضة، حاولت خلالها وقف زحف المليشيات واستعادت بعض المواقع التي خسرتها. وبرغم خسارة المليشيات لأكثر من 15 عنصراً في تفجير سيارة مفخخة قرب الحسينية إلا أنها واصلت عملياتها بذات الوتيرة. المعارضة و"تحرير الشام" خسرت خلال معارك الأربعاء أكثر من 20 عنصراً، قُتل معظمهم في الغارات الجوية والقصف المدفعي الذي طال مواقعهم خلف خطوط الاشتباك غربي أبو ضهور.
مليشيات النظام قالت عبر "الإعلام الحربي" إن عملياتها تهدف بالدرجة الأولى إلى تأمين محيط مطار أبو ضهور، من خلال توسيع طوق السيطرة المحيط به، من الشمال والغرب، وأكدت أن هجماتها هي ضربات استباقية في المنطقة، ولم تصرح بأنها تنوي التقدم نحو سراقب أو الطريق الدولي حلب–دمشق.
وبات يفصل مليشيات النظام المتمركزة في تل السلطان عن مدينة سراقب 13 كيلومتراً تقريباً، وليس أمامها سوى قريتي تل الطوقان وإسلامين للوصول إلى الطريق الدولي من هذا المحور، في حال تقدمت بموازاة الطريق الرئيسية أبو ضهور-سراقب. ولا تختلف طبيعة الأرض في المنطقة المتبقية للوصول إلى سراقب عن سابقتها غربي أبو ضهور، وفي الغالب هي أراضٍ سهلية لا يتخللها سوى بضع تلال أعلاها تل الطوقان، وفي حال سيطرت عليه المليشيات تكون قد رصدت منطقة واسعة في المحيط، ما يمكنها من توسيع محور تقدمها بشكل عرضي بكل سهولة.
التطورات الأخيرة في ريف ادلب الجنوبي الشرقي في منطقتي أبو ضهور وسراقب تسببت بموجة نزوح جديدة إلى الشريط الحدودي مع تركيا شمالي ادلب وإلى ريف حلب الغربي. أكثر من 50 ألف نازح غادروا منازلهم خلال الأيام القليلة الماضية من ريف أبو ضهور الغربي وريف سراقب الشرقي، وهناك الألاف يتابعون بقلق التطورات المتسارعة بالقرب منهم، وتزيد الشائعات من مخاوفهم عن قرب وصول المليشيات. وهؤلاء باتوا جاهزين للنزوح من قرى وبلدات ريف معرة النعمان الشرقي ومن مناطق ريف حلب الجنوبي شرقي الطريق الدولي.
تقدم المليشيات المفاجئ غربي أبو ضهور، قد يغريها فعلاً بمواصلة العمليات العسكرية وتحقيق مزيد من المكاسب. وقد تُشغل المليشيات محاور عمليات أخرى في ظل ارتباك المعارضة و"تحرير الشام"، التي تتبادل الاتهامات بمسؤولية الانهيارات الكبيرة في المنطقة. عمليات المليشيات على الأرض تبدو أسرع من أي جهد تركي، يرمي للإسراع في إنشاء قواعد عسكرية ونقاط مراقبة في المنطقة، تمنع انهيار المناطق لصالح المليشيات. حتى وإن نجحت تركيا بإقناع روسيا بالضغط على النظام وحلفائه لوقف العمليات، وتسهيل تمركز القوات التركية في العيس وجنوب شرقي إدلب، يبقى لدى مليشيات النظام أوراق كثيرة تستطيع من خلالها منع أي تجميد لخطوط القتال في المنطقة. فلدى المليشيات تنظيم "الدولة الإسلامية"، المارد المُحاصرُ في حضنها، شرقي سكة الحجاز، ينتظر الفرصة للسماح له بدخول إدلب ومواجهة المعارضة و"تحرير الشام" من جديد.
(المصدر: LM)
الحديث عن نية فصائل المعارضة المسلحة شن معركة ضد مليشيات النظام في ريف إدلب وجبهات ريف حماة الشمالي، لوقف زحفها، ما تزال في إطار الشائعات التي يتداولها أبناء المناطق المهددة بتقدم المليشيات. وما جرى بالفعل خلال الساعات الماضية هو حراك شعبي في منطقة سراقب بهدف حشد الدعم العسكري من مختف الفصائل للدفاع عن المنطقة وتشكيل غرفة عمليات تضم أبناء المنطقة من مختلف الفصائل. وقامت مجموعات قليلة بعمليات تحصين ورفع سواتر ترابية وتدشيم مواقع في ريف سراقب الشرقي. وإلى الآن لا تعرف الفصائل كيف ستتعامل مع المستجدات الميدانية، والرغبة المتنامية لدى المليشيات بنسف التفاهمات حول تجميد خطوط القتال. فصائل المعارضة اتهمت مجدداً "تحرير الشام" بالخيانة وانسحابها من المنطقة لصالح المليشيات.
الداعية الجهادي المعروف في ريف ادلب الشيخ عبدالرزاق المهدي، دعا إلى النفير العام للتصدي لمليشيات النظام، أما الشرعي السابق في "تحرير الشام" السعودي عبدالله المحيسني، فقد تحدث مطولاً عن التطورات الأخيرة ونوايا المليشيات، وعزا الانهيارات الميدانية التي حصلت إلى الاقتتال بين "تحرير الشام" وفصائل المعارضة، وحمّل بشكل صريح المسؤولية في ما يجري لـ"تحرير الشام"، قائلاً: "يا إخواني في هيئة تحرير الشام اتقوا الله وردوا حقوق إخوانكم الأحرار، قبل أن تذهب هذه الحقوق للنظام النصيري، فنعض جميعاً أصابع الندم ولات حين مندم، فو الله لا يسقط الجبهات ويحرم النصر شيئ كفرقة القلوب وتنازعها"، ووعد المحيسني بأنه سيحاول مرة أخرى التقريب بين "تحرير الشام" وفصائل المعارضة ودفع "الهيئة" كي ترد الحقوق، وذلك من أجل إنشاء غرفة عمليات تجمع كل الفصائل و"تحرير الشام"، لتدارك الموقف بحسب ما جاء في كلامه في "تلغرام".
منشقون عن "تحرير الشام" وشخصيات جهادية هاجموا "تحرير الشام" وقائدها أبو محمد الجولاني، وحملوه مسؤولية الانهيارات غربي أبو ضهور. وأبرز من أشار إلى ذلك هو الداعية المنشق عن "تحرير الشام" علي العرجاني "أبو حسن الكويتي"، الذي قال في "تلغرام": "الجولاني المجرم مستمر في تسليم المناطق للنظام الأسدي، والمرقعة المنافقون يخيطون له الطريق". جهاديون آخرون علّقوا في نفس الاتجاه، ومن بينها الشيخ ماجد الراشد، وصالح الحموي "أس الصراع في الشام". "تحرير الشام" ردت على الاتهامات التي طالتها، وقال أبو ماريا القحطاني، في "تلغرام": "ألم يشفع ما قدمته الهيئة من مئات الشهداء، وما خسرته من عشرات الآليات والمعدات، ولا تزال، لكي يكون قربانا لشفاء حقد صدوركم وبدلا لحقوقكم، فإن لم يشفع كل ذلك فلتحرضكم نخوتكم، فالأرض أرضكم والأعراض أعراضكم".
ويعتبر رد القحطاني بمثابة اعتراف رسمي بفشل "تحرير الشام" في الدفاع عن المنطقة. وهي تتحمل مسؤولية تأخير تمركز القوات التركية، كما لم تلتزم بتعهداتها بحماية القوات التركية التي تعرضت لتفجير سيارة مفخخة قبل يومين في ريف حلب الغربي. وربما ستطرأ تغييرات كبيرة على العلاقة وقنوات الاتصال بين "تحرير الشام" وتركيا خلال الأيام القليلة المقبلة.
أطماع المليشيات قد لا تتوقف عند سراقب، إذا ما بقيت الأوضاع على ما هي عليه، وقد يكون مطار تفتناز شمال غربي سراقب هو الهدف التالي، وقد يصبح الوصول إلى بلدتي كفريا والفوعة الشيعيتين أمراً قابلاً للتطبيق قريباً.
وسيطرت المليشيات على براغيثه وجديدة وطويل الحليب والذهبية والصالحية والسكرية و"كتيبة الدفاع الجوي" وتل خطرة وجلبان ومسعدة وبريس والحسينية وطواحينة وتل السلطان في ريف ادلب الجنوبي الشرقي، وكذلك على قرى وسيطة غربية ووسيطة شرقية وعطشانة وتويم في ريف حلب الجنوبي على جانبي سكة الحجاز شمالي أبو ضهور.
انهيار دفاعات المعارضة المسلحة و"تحرير الشام" في المناطق التي تقدمت فيها المليشيات بشكل متسارع، منذ فجر الأربعاء، جاء بسبب القصف المكثف الذي استهدف المنطقة بأكثر من 150 غارة جوية بالصواريخ الفراغية والعنقودية، وألقت مروحيات البراميل عشرات البراميل المتفجرة، بالإضافة إلى التغطية النارية المدفعية والصاروخية التي مهدت لتقدم المليشيات بشكل سريع وصولاً إلى بلدة تل السلطان الواقعة في منتصف الطريق إلى سراقب.
الطائرات الحربية ومروحيات البراميل قصفت معظم القرى والبلدات شرقي طريق حلب–دمشق الدولي في ريف حلب الجنوبي، واستهدفت الزيارة وتل علوش وحوير وزمار والشيخ أحمد بالقرب من العيس، وطلافح التي قتل فيها 7 مدنيين بالبراميل المتفجرة. الغارات الجوية بالنابالم الحارق والصواريخ والبراميل المتفجرة امتدت إلى سراقب وريفها، وريف معرة النعمان جنوب شرقي إدلب.
واستفادت مليشيات النظام من التعزيزات العسكرية التي وصلت، الثلاثاء، إلى منطقة أبو ضهور قادمة من "كتيبة المدرعات" شمال شرقي حماة، ومجموعات مسلحة تابعة لـ"درع القلمون"، ومليشيات عشائرية، ومليشيا "النمر" التابعة للعقيد سهيل الحسن. وتسلمت القوات الجديدة قيادة رأس الحربة المتقدم نحو تل السلطان، وهي آخر النقاط التي سيطرت عليها المليشيات شرقي سراقب. المليشيات حاولت التقدم أكثر في المنطقة، ليل الأربعاء/الخميس، واشتبكت مع المعارضة و"تحرير الشام" في محيط تل الطوقان وكفر عميم، ورصدت نارياً عدداً من القرى والبلدات في المنطقة، واستهدفتها بالمدفعية والصواريخ.
تقدم مليشيات النظام بهذه السرعة كان مفاجئاً بالنسبة للمعارضة و"تحرير الشام"، والتي لا تملك أي دفاعات أو تحصينات عسكرية تمكنها من التصدي للهجوم البري في تلك المناطق. كذلك ساهمت تضاريس المنطقة السهلية غربي أبو ضهور في سهولة تقدم المليشيات ورصدها مواقع المعارضة ونقاط تمركزها، وإجبار القوات المدافعة على الانسحاب أمام التمهيد الناري العنيف.
مليشيات النظام تمكنت من امتصاص هجمات معاكسة شنتها فصائل المعارضة، حاولت خلالها وقف زحف المليشيات واستعادت بعض المواقع التي خسرتها. وبرغم خسارة المليشيات لأكثر من 15 عنصراً في تفجير سيارة مفخخة قرب الحسينية إلا أنها واصلت عملياتها بذات الوتيرة. المعارضة و"تحرير الشام" خسرت خلال معارك الأربعاء أكثر من 20 عنصراً، قُتل معظمهم في الغارات الجوية والقصف المدفعي الذي طال مواقعهم خلف خطوط الاشتباك غربي أبو ضهور.
مليشيات النظام قالت عبر "الإعلام الحربي" إن عملياتها تهدف بالدرجة الأولى إلى تأمين محيط مطار أبو ضهور، من خلال توسيع طوق السيطرة المحيط به، من الشمال والغرب، وأكدت أن هجماتها هي ضربات استباقية في المنطقة، ولم تصرح بأنها تنوي التقدم نحو سراقب أو الطريق الدولي حلب–دمشق.
وبات يفصل مليشيات النظام المتمركزة في تل السلطان عن مدينة سراقب 13 كيلومتراً تقريباً، وليس أمامها سوى قريتي تل الطوقان وإسلامين للوصول إلى الطريق الدولي من هذا المحور، في حال تقدمت بموازاة الطريق الرئيسية أبو ضهور-سراقب. ولا تختلف طبيعة الأرض في المنطقة المتبقية للوصول إلى سراقب عن سابقتها غربي أبو ضهور، وفي الغالب هي أراضٍ سهلية لا يتخللها سوى بضع تلال أعلاها تل الطوقان، وفي حال سيطرت عليه المليشيات تكون قد رصدت منطقة واسعة في المحيط، ما يمكنها من توسيع محور تقدمها بشكل عرضي بكل سهولة.
التطورات الأخيرة في ريف ادلب الجنوبي الشرقي في منطقتي أبو ضهور وسراقب تسببت بموجة نزوح جديدة إلى الشريط الحدودي مع تركيا شمالي ادلب وإلى ريف حلب الغربي. أكثر من 50 ألف نازح غادروا منازلهم خلال الأيام القليلة الماضية من ريف أبو ضهور الغربي وريف سراقب الشرقي، وهناك الألاف يتابعون بقلق التطورات المتسارعة بالقرب منهم، وتزيد الشائعات من مخاوفهم عن قرب وصول المليشيات. وهؤلاء باتوا جاهزين للنزوح من قرى وبلدات ريف معرة النعمان الشرقي ومن مناطق ريف حلب الجنوبي شرقي الطريق الدولي.
تقدم المليشيات المفاجئ غربي أبو ضهور، قد يغريها فعلاً بمواصلة العمليات العسكرية وتحقيق مزيد من المكاسب. وقد تُشغل المليشيات محاور عمليات أخرى في ظل ارتباك المعارضة و"تحرير الشام"، التي تتبادل الاتهامات بمسؤولية الانهيارات الكبيرة في المنطقة. عمليات المليشيات على الأرض تبدو أسرع من أي جهد تركي، يرمي للإسراع في إنشاء قواعد عسكرية ونقاط مراقبة في المنطقة، تمنع انهيار المناطق لصالح المليشيات. حتى وإن نجحت تركيا بإقناع روسيا بالضغط على النظام وحلفائه لوقف العمليات، وتسهيل تمركز القوات التركية في العيس وجنوب شرقي إدلب، يبقى لدى مليشيات النظام أوراق كثيرة تستطيع من خلالها منع أي تجميد لخطوط القتال في المنطقة. فلدى المليشيات تنظيم "الدولة الإسلامية"، المارد المُحاصرُ في حضنها، شرقي سكة الحجاز، ينتظر الفرصة للسماح له بدخول إدلب ومواجهة المعارضة و"تحرير الشام" من جديد.
(المصدر: LM)
الحديث عن نية فصائل المعارضة المسلحة شن معركة ضد مليشيات النظام في ريف إدلب وجبهات ريف حماة الشمالي، لوقف زحفها، ما تزال في إطار الشائعات التي يتداولها أبناء المناطق المهددة بتقدم المليشيات. وما جرى بالفعل خلال الساعات الماضية هو حراك شعبي في منطقة سراقب بهدف حشد الدعم العسكري من مختف الفصائل للدفاع عن المنطقة وتشكيل غرفة عمليات تضم أبناء المنطقة من مختلف الفصائل. وقامت مجموعات قليلة بعمليات تحصين ورفع سواتر ترابية وتدشيم مواقع في ريف سراقب الشرقي. وإلى الآن لا تعرف الفصائل كيف ستتعامل مع المستجدات الميدانية، والرغبة المتنامية لدى المليشيات بنسف التفاهمات حول تجميد خطوط القتال. فصائل المعارضة اتهمت مجدداً "تحرير الشام" بالخيانة وانسحابها من المنطقة لصالح المليشيات.
الداعية الجهادي المعروف في ريف ادلب الشيخ عبدالرزاق المهدي، دعا إلى النفير العام للتصدي لمليشيات النظام، أما الشرعي السابق في "تحرير الشام" السعودي عبدالله المحيسني، فقد تحدث مطولاً عن التطورات الأخيرة ونوايا المليشيات، وعزا الانهيارات الميدانية التي حصلت إلى الاقتتال بين "تحرير الشام" وفصائل المعارضة، وحمّل بشكل صريح المسؤولية في ما يجري لـ"تحرير الشام"، قائلاً: "يا إخواني في هيئة تحرير الشام اتقوا الله وردوا حقوق إخوانكم الأحرار، قبل أن تذهب هذه الحقوق للنظام النصيري، فنعض جميعاً أصابع الندم ولات حين مندم، فو الله لا يسقط الجبهات ويحرم النصر شيئ كفرقة القلوب وتنازعها"، ووعد المحيسني بأنه سيحاول مرة أخرى التقريب بين "تحرير الشام" وفصائل المعارضة ودفع "الهيئة" كي ترد الحقوق، وذلك من أجل إنشاء غرفة عمليات تجمع كل الفصائل و"تحرير الشام"، لتدارك الموقف بحسب ما جاء في كلامه في "تلغرام".
منشقون عن "تحرير الشام" وشخصيات جهادية هاجموا "تحرير الشام" وقائدها أبو محمد الجولاني، وحملوه مسؤولية الانهيارات غربي أبو ضهور. وأبرز من أشار إلى ذلك هو الداعية المنشق عن "تحرير الشام" علي العرجاني "أبو حسن الكويتي"، الذي قال في "تلغرام": "الجولاني المجرم مستمر في تسليم المناطق للنظام الأسدي، والمرقعة المنافقون يخيطون له الطريق". جهاديون آخرون علّقوا في نفس الاتجاه، ومن بينها الشيخ ماجد الراشد، وصالح الحموي "أس الصراع في الشام". "تحرير الشام" ردت على الاتهامات التي طالتها، وقال أبو ماريا القحطاني، في "تلغرام": "ألم يشفع ما قدمته الهيئة من مئات الشهداء، وما خسرته من عشرات الآليات والمعدات، ولا تزال، لكي يكون قربانا لشفاء حقد صدوركم وبدلا لحقوقكم، فإن لم يشفع كل ذلك فلتحرضكم نخوتكم، فالأرض أرضكم والأعراض أعراضكم".
ويعتبر رد القحطاني بمثابة اعتراف رسمي بفشل "تحرير الشام" في الدفاع عن المنطقة. وهي تتحمل مسؤولية تأخير تمركز القوات التركية، كما لم تلتزم بتعهداتها بحماية القوات التركية التي تعرضت لتفجير سيارة مفخخة قبل يومين في ريف حلب الغربي. وربما ستطرأ تغييرات كبيرة على العلاقة وقنوات الاتصال بين "تحرير الشام" وتركيا خلال الأيام القليلة المقبلة.
أطماع المليشيات قد لا تتوقف عند سراقب، إذا ما بقيت الأوضاع على ما هي عليه، وقد يكون مطار تفتناز شمال غربي سراقب هو الهدف التالي، وقد يصبح الوصول إلى بلدتي كفريا والفوعة الشيعيتين أمراً قابلاً للتطبيق قريباً.