السويداء:"الفيلق الخامس" إلى بادية الصفا..بضمانات روسية
انتقل أكثر من 150 مقاتلاً من "فصائل التسوية" في درعا المنضوية في "الفيلق الخامس"، إلى ريف السويداء الشمالي الشرقي، منتصف الأسبوع الماضي، وسينضم لهم 350 مقاتلاً في الأيام المقبلة، لمؤازرة مليشيات النظام في المعركة مع تنظيم "الدولة الإسلامية" على أطراف منطقة الصفا.
وكان الجانب الروسي قد استجاب لشروط قائد "الفيلق الخامس" في درعا أحمد العودة، (قائد "شباب السنة" المعارض سابقاً)، للمشاركة في المعركة ضد "داعش"، بالضغط لإطلاق سراح مختطفي عشائر بدو السويداء لدى "حركة رجال الكرامة".
عناصر "الفيلق/التسوية" وصلوا إلى قرية القصر شمال شرقي السويداء، والتي تعتبر ثكنة لقوات النظام وقاعدة انطلاق في المعارك الجارية. النظام كان قد شرّد أهالي قرية القصر السُنّة، في العام 2017، بعد اقتحامها وطرد الجيش الحر منها. ويقيم حالياً عناصر "الفيلق الخامس" في مسجد القرية وبعض المنازل المحيطة به.
مدير "شبكة السويداء 24" نور رضوان، قال لـ"المدن"، إن عناصر "الفيلق الخامس" وصلوا الى السويداء، ومن ضمنهم القيادي السابق في فصيل "شباب السنة" سامر الحمد أبو صدام، ومسؤول "الفيلق" في السويداء عماد العقباني. وغالبية العناصر الواصلين هم من أبناء بصرى الشام، بالإضافة إلى 26 مقاتلاً من أبناء عشائر السويداء المهجرين في درعا، و6 عناصر من السويداء. جميع العناصر مزودين بأسلحة خفيفة ومتوسطة، وقد رافقتهم سيارة للشرطة العسكرية الروسية، فيها 6 عناصر، بينهم الجنرال ميخائيل، أحد المسؤولين عن "الفيلق الخامس" جنوبي سوريا.
رئيس "حزب الشعب" الشيخ نواف عبدالعزيز طراد الملحم، من شيوخ عشائر الشمال السوري، التقى قبل أيام مع شيوخ عشائر السويداء المهجرين، بريف درعا، وكان له دور في إقناع العشرات من أفراد عشائر في السويداء بالقتال إلى جانب قوات النظام في معارك الصفا، بعد التعهد لهم بأن "النظام سيحاسب المليشيات في السويداء خلال وقت قريب ويحمي أقاربهم من عمليات الخطف والانتهاكات". ويحاول الملحم عبر علاقته بشيوخ عشائر السويداء إعادتهم إلى بيت طاعة النظام، من خلال إقناعهم أن عودتهم إلى منازلهم مرهونة بخروج تنظيم "داعش" من بادية السويداء ومشاركة أبناء البدو في القضاء عليه.
"فيلق/التسوية" اشترط أن يكون عدد عناصره 500 مقاتل للمشاركة في معارك الصفا، ومن المرتقب أن يكتمل العدد في الأيام المقبلة، بعد استقطاب 40 مقاتلاً من بلدة بصر الحرير، كانوا في "لواء عمود حوران" سابقاً، و50 أخرين من "لواء المهاجرين والأنصار"، والعشرات من أبناء العشائر وأبناء درعا المتواجدين إلى جانب قوات النظام على جبهات ريف اللاذقية. وطلب هؤلاء عدم توزيعهم على كافة المحاور، وتسليمهم قطاعاً واحداً على جبهة الصفا. وتعهد لهم الروس بغطاء جوي مكثف، وتقديم الإحداثيات وتحركات "الدواعش" عبر الطائرات المسيرة الروسية. كما قدم الروس لهم ضمانات بعدم تلقي الأوامر من ضباط النظام خلال المعركة.
وتواجد "الفيلق/التسوية" مرتين، منذ آب/أغسطس، في بادية السويداء الشرقية، نفذ فيهما عملية واحدة شمالي الصفا، بعدما اشتبهت روسيا بتواجد النساء والأطفال المختطفين في بقعة منها. وانسحب "فيلق/التسوية" بطلب روسي، من دون وقوع خسائر تذكر، نتيجة عدم مشاركتهم بشكل فعلي بالمعارك حينها. وجدد الروس طلبهم، منتصف أيلول/سبتمبر، لـ"فيلق/التسوية" للمشاركة إلى جانب قوات النظام المنهكة في الصفا، إلا أنه رفض قبل إطلاق سراح مختطفي العشائر في السويداء.
وباتت روسيا تلعب دوراً محورياً في محافظتي درعا والسويداء، وتحل الخلافات وتسعى لعقد الصلحات، وسط غياب دور أجهزة النظام، التي لا تعرف معنى السيادة إلا في إعلامها الرسمي.
النظام لم يحرز أي تقدم على جبهة الصفا بعد شهرين على المواجهات مع "الدواعش". وتشهد المنطقة عمليات كر وفر في قاع البنات وقبر الشيخ حسين اللتين أعلن النظام تحريرهما أكثر من 5 مرات خلال الأسابيع الماضية. وفاق عدد قتلى قوات النظام في هذه المنطقة، منذ بداية العمليات العسكرية فيها، 200 عنصراً بينهم عشرات الضباط. وفر أكثر من 150 عنصراً من قوات النظام، وتخلفوا عن الالتحاق بهذه الجبهة. في ظل خسائر بشرية محدودة لـ"داعش" المعتمد على القناصين والكمائن داخل الجروف الصخرية، والعمليات الانغماسية المباغتة، مستغلاً طبيعة التضاريس القاسية في المنطقة، التي تلعب دوراً حاسماً لصالح الطرف المتحصن في المنطقة.
التنظيم هدد بقتل بقية المختطفين الدروز في حال لم تتوقف حملة النظام على منطقة الصفا. النظام لم يكترث لهذا المطلب، ولا زال يشن هجمات يومية خاسرة على مواقع التنظيم. مهلة الدواعش لأهالي المُختَطَفين، انتهت الجمعة، إلا أن المفاوضات تجددت. ويقول أهالي المختطفين المشاركين في اعتصام مفتوح لليوم الرابع على التوالي أمام مبنى محافظة السويداء، إن الدواعش تراجعوا عن مهلة الأيام الثلاثة لقتل رهائن جدد، ويتم التفاوض على الفدية المالية في الوقت الراهن، وإقناع التنظيم بالعدول عن الأرقام الخيالية التي طلبها لاطلاق سراحهم (مليون دولار على كل مختطفة). وأكد الأهالي أنهم غير قادرين على تحقيق شرط انسحاب قوات النظام من أطراف الصفا، وطالبوا "الدواعش" إرسال قوائم بأسماء الذين يريد تحريرهم من سجون النظام. وردّ التنظيم مطالباً بدفع الفدية في البداية وبعدها يتم التفاوض على بقية الشروط.
وتجدد نشاط "الدواعش" على أطراف السويداء الشرقية، ورصدت مليشيا "الدفاع الوطني" سيارتين لـ"الدواعش" في خربة المالكية، شرقي قرية دوما. وحاولت الفصائل المحلية استهداف السيارتين، ولم تحقق إصابات مباشرة فيهما. ويوحي ذلك بتواجد قوي للتنظيم على أطراف قرى السويداء، رغم أن قوات النظام المتهالكة في المنطقة، كانت قد أعلنت تطهيرها مع بدء عمليتها العسكرية في آب/أغسطس. فهل أصبح تواجد التنظيم في المناطق الصحراوية الوعرة، واقعاً مستمراً، كما يحصل في العراق؟
وكان الجانب الروسي قد استجاب لشروط قائد "الفيلق الخامس" في درعا أحمد العودة، (قائد "شباب السنة" المعارض سابقاً)، للمشاركة في المعركة ضد "داعش"، بالضغط لإطلاق سراح مختطفي عشائر بدو السويداء لدى "حركة رجال الكرامة".
عناصر "الفيلق/التسوية" وصلوا إلى قرية القصر شمال شرقي السويداء، والتي تعتبر ثكنة لقوات النظام وقاعدة انطلاق في المعارك الجارية. النظام كان قد شرّد أهالي قرية القصر السُنّة، في العام 2017، بعد اقتحامها وطرد الجيش الحر منها. ويقيم حالياً عناصر "الفيلق الخامس" في مسجد القرية وبعض المنازل المحيطة به.
مدير "شبكة السويداء 24" نور رضوان، قال لـ"المدن"، إن عناصر "الفيلق الخامس" وصلوا الى السويداء، ومن ضمنهم القيادي السابق في فصيل "شباب السنة" سامر الحمد أبو صدام، ومسؤول "الفيلق" في السويداء عماد العقباني. وغالبية العناصر الواصلين هم من أبناء بصرى الشام، بالإضافة إلى 26 مقاتلاً من أبناء عشائر السويداء المهجرين في درعا، و6 عناصر من السويداء. جميع العناصر مزودين بأسلحة خفيفة ومتوسطة، وقد رافقتهم سيارة للشرطة العسكرية الروسية، فيها 6 عناصر، بينهم الجنرال ميخائيل، أحد المسؤولين عن "الفيلق الخامس" جنوبي سوريا.
رئيس "حزب الشعب" الشيخ نواف عبدالعزيز طراد الملحم، من شيوخ عشائر الشمال السوري، التقى قبل أيام مع شيوخ عشائر السويداء المهجرين، بريف درعا، وكان له دور في إقناع العشرات من أفراد عشائر في السويداء بالقتال إلى جانب قوات النظام في معارك الصفا، بعد التعهد لهم بأن "النظام سيحاسب المليشيات في السويداء خلال وقت قريب ويحمي أقاربهم من عمليات الخطف والانتهاكات". ويحاول الملحم عبر علاقته بشيوخ عشائر السويداء إعادتهم إلى بيت طاعة النظام، من خلال إقناعهم أن عودتهم إلى منازلهم مرهونة بخروج تنظيم "داعش" من بادية السويداء ومشاركة أبناء البدو في القضاء عليه.
"فيلق/التسوية" اشترط أن يكون عدد عناصره 500 مقاتل للمشاركة في معارك الصفا، ومن المرتقب أن يكتمل العدد في الأيام المقبلة، بعد استقطاب 40 مقاتلاً من بلدة بصر الحرير، كانوا في "لواء عمود حوران" سابقاً، و50 أخرين من "لواء المهاجرين والأنصار"، والعشرات من أبناء العشائر وأبناء درعا المتواجدين إلى جانب قوات النظام على جبهات ريف اللاذقية. وطلب هؤلاء عدم توزيعهم على كافة المحاور، وتسليمهم قطاعاً واحداً على جبهة الصفا. وتعهد لهم الروس بغطاء جوي مكثف، وتقديم الإحداثيات وتحركات "الدواعش" عبر الطائرات المسيرة الروسية. كما قدم الروس لهم ضمانات بعدم تلقي الأوامر من ضباط النظام خلال المعركة.
وتواجد "الفيلق/التسوية" مرتين، منذ آب/أغسطس، في بادية السويداء الشرقية، نفذ فيهما عملية واحدة شمالي الصفا، بعدما اشتبهت روسيا بتواجد النساء والأطفال المختطفين في بقعة منها. وانسحب "فيلق/التسوية" بطلب روسي، من دون وقوع خسائر تذكر، نتيجة عدم مشاركتهم بشكل فعلي بالمعارك حينها. وجدد الروس طلبهم، منتصف أيلول/سبتمبر، لـ"فيلق/التسوية" للمشاركة إلى جانب قوات النظام المنهكة في الصفا، إلا أنه رفض قبل إطلاق سراح مختطفي العشائر في السويداء.
وباتت روسيا تلعب دوراً محورياً في محافظتي درعا والسويداء، وتحل الخلافات وتسعى لعقد الصلحات، وسط غياب دور أجهزة النظام، التي لا تعرف معنى السيادة إلا في إعلامها الرسمي.
النظام لم يحرز أي تقدم على جبهة الصفا بعد شهرين على المواجهات مع "الدواعش". وتشهد المنطقة عمليات كر وفر في قاع البنات وقبر الشيخ حسين اللتين أعلن النظام تحريرهما أكثر من 5 مرات خلال الأسابيع الماضية. وفاق عدد قتلى قوات النظام في هذه المنطقة، منذ بداية العمليات العسكرية فيها، 200 عنصراً بينهم عشرات الضباط. وفر أكثر من 150 عنصراً من قوات النظام، وتخلفوا عن الالتحاق بهذه الجبهة. في ظل خسائر بشرية محدودة لـ"داعش" المعتمد على القناصين والكمائن داخل الجروف الصخرية، والعمليات الانغماسية المباغتة، مستغلاً طبيعة التضاريس القاسية في المنطقة، التي تلعب دوراً حاسماً لصالح الطرف المتحصن في المنطقة.
التنظيم هدد بقتل بقية المختطفين الدروز في حال لم تتوقف حملة النظام على منطقة الصفا. النظام لم يكترث لهذا المطلب، ولا زال يشن هجمات يومية خاسرة على مواقع التنظيم. مهلة الدواعش لأهالي المُختَطَفين، انتهت الجمعة، إلا أن المفاوضات تجددت. ويقول أهالي المختطفين المشاركين في اعتصام مفتوح لليوم الرابع على التوالي أمام مبنى محافظة السويداء، إن الدواعش تراجعوا عن مهلة الأيام الثلاثة لقتل رهائن جدد، ويتم التفاوض على الفدية المالية في الوقت الراهن، وإقناع التنظيم بالعدول عن الأرقام الخيالية التي طلبها لاطلاق سراحهم (مليون دولار على كل مختطفة). وأكد الأهالي أنهم غير قادرين على تحقيق شرط انسحاب قوات النظام من أطراف الصفا، وطالبوا "الدواعش" إرسال قوائم بأسماء الذين يريد تحريرهم من سجون النظام. وردّ التنظيم مطالباً بدفع الفدية في البداية وبعدها يتم التفاوض على بقية الشروط.
وتجدد نشاط "الدواعش" على أطراف السويداء الشرقية، ورصدت مليشيا "الدفاع الوطني" سيارتين لـ"الدواعش" في خربة المالكية، شرقي قرية دوما. وحاولت الفصائل المحلية استهداف السيارتين، ولم تحقق إصابات مباشرة فيهما. ويوحي ذلك بتواجد قوي للتنظيم على أطراف قرى السويداء، رغم أن قوات النظام المتهالكة في المنطقة، كانت قد أعلنت تطهيرها مع بدء عمليتها العسكرية في آب/أغسطس. فهل أصبح تواجد التنظيم في المناطق الصحراوية الوعرة، واقعاً مستمراً، كما يحصل في العراق؟