الشروط الأولية لمفاوضات "داعش" والنظام شرق السويداء
بدأت روسيا على ما يبدو، تسعى بشكل جدي لإنهاء ملف مختطفات السويداء لدى تنظيم "الدولة الإسلامية" منذ 25 تموز/يوليو الماضي، عبر الضغط على النظام لتنفيذ اتفاق مع التنظيم المتواجد في منطقة بادية الصفا شرق السويداء.
وبدأ وفد من الوجهاء المحليين من ريف حمص وديرالزور بمهام الاتصال مع تنظيم "داعش" المحاصر من قبل قوات النظام، ومليشيا "جيش التحرير الفلسطيني"، و"فصائل التسوية"، بهدف بحث اتفاق يقضي بخروج التنظيم من المنطقة وإجراء عملية تبادل تشمل المختطفات مقابل إفراج النظام عن بعض عائلات التنظيم المحتجزين في سجون النظام.
مصدر خاص أكد لـ"المدن"، أن الوفد المكلف بالوساطة سبق أن توسط في تنفيذ اتفاق اخلاء مخيم اليرموك وبعض الاتفاقات الخاصة بتبادل النفط والغاز في ديرالزور. وبدأ منذ يوم الجمعة الماضي، الاتصال مع التنظيم بعد إقرار وقف إطلاق نار فرضته روسيا، لكنه لم يدم أكثر من نصف يوم. لتعود روسيا لفرض وقف الأعمال القتالية المستمر منذ الثلاثاء الماضي.
وحمل الوفد للتنظيم عرض النظام في فتح باب التفاوض وتأمين خروجه بشكل آمن إلى بادية ديرالزور، مقابل إطلاقه للنساء والأطفال المختطفات من السويداء، وبعض الأسرى من العسكريين التابعين للنظام، ومنهم ضابط تم اسره مع عدد من العناصر خلال معارك تلول الصفا رفقة عناصر من مليشيا "حزب الله" اللبناني.
وأشار المصدر أن رد "داعش" جاء الموافقة على التفاوض مقدماً عدداً من البنود، منها تأمين الخروج الآمن إلى بادية ديرالزور على أن يسمح لجميع العناصر الخروج بسلاحهم الخفيف. واشترط التنظيم أنه لن يقوم بتسليم المختطفين والأسرى إلا عند أخر نقطة تتواجد فيها حواجز لقوات النظام على تخوم دير الزور، أو أنه سيقوم بتسليم قسم منهم فقط قبل خروجه، وذلك كضمانة له.
وطالب "داعش" أيضاً بالافراج عن بعض العائلات المحتجزة لدى النظام، بالإضافة إلى أن يقوم النظام بالتفاوض مع "هيئة تحرير الشام" في إدلب لاطلاق سراح بعض الأسرى لديها، ومنهم قيادي في "داعش"، سبق أن قامت "الهيئة" بأسره.
النظام لم يبدِ حتى الآن موافقته على تنفيذ جميع الشروط، حيث أن مسار المفاوضات لا يزال في مرحلة المساومة، ولم يتم إقرار الاتفاق والشروع في تنفيذه. وبحسب المصدر، فإن كلا الطرفين قد تكبد خسائر كبيرة خلال 85 يوماً من المعارك المندلعة في منطقة بادية الصفا، وتعتبر خسائر قوات النظام والقوات الداعمة له هي الأكبر.