ماذا يحدث في الغوطة الشرقية؟
"جيش الإسلام" بدأ الاقتتال الداخلي الجديد في الغوطة الشرقية المُحاصرة، في الذكرى السنوية الأولى للاقتتال الماضي الذي يصرّ "جيش الإسلام" على تسميته بـ"البغي" بينما الفصائل التي قامت به تصفه بـ"ردّ اعتداءات جيش الإسلام". حينها قالت الفصائل المناوئة لـ"جيش الإسلام" إنه كان يسيطر على مقرات لهم وعلى مقدراتهم، بالقوة، ما أوحى لهم أنه يريد إعادة سيناريو القضاء على "جيش الأمة" وتنفيذ "طموحه غير الخفيّ" في السيطرة على كامل الغوطة.
والاقتتال الداخلي ليس الأول من نوعه في الغوطة؛ فقد سبقته حملة القضاء على تنظيم "الدولة الإسلامية" بالتعاون بين "جيش الإسلام" و"فيلق الرحمن" و"جبهة النصرة" بين شباط/فبراير وتشرين أول/أكتوبر 2014، ومن بعدها حدثت حملة القضاء على "جيش الأمة"، أحد فصائل الجيش الحر، من قبل "جيش الإسلام" في شباط/فبراير 2015. وفي 28 نيسان/إبريل 2016 جرت حملة القضاء على وجود "جيش الإسلام" في قطاع الغوطة الأوسط من قبل "فيلق الرحمن" و"الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام" و"جبهة النصرة" و"لواء فجر الأمة".
ويرتبط الاقتتال الراهن باقتتال العام الماضي. وكأي اقتتال حدث سابقاً، يجب أن يوجد حدث ميداني ما لتبرير حدوثه؛ "جيش الإسلام" قال إن "هيئة تحرير الشام" قامت قبل يوم من الاقتتال الأخير باعتقال قوة مؤازرة له كانت ذاهبة إلى القابون شرقي دمشق، رغم عدم نقل أي شخصية في "جيش الإسلام" أو أي وسيلة إعلامية تابعة له أو مستقلة، حدوث ذلك قبل بدء الاقتتال.
نفت "هيئة تحرير الشام" حدوث ذلك، مع علمها أن هذا الهجوم يهدف للقضاء عليها، وتجنبت الحديث عن حتمية تواطؤ "فيلق الرحمن" في وصول "جيش الإسلام" إلى مناطق بعيدة جداً عن أماكن سيطرة "الجيش" والتي تتواجد فيها "الهيئة". لكن "فيلق الرحمن" ما لبث أن بدأ القتال إلى جانب "هيئة تحرير الشام". فما الذي حدث؟
قبيل الاقتتال وفي بدايته، شاع في الإعلام وجود عرض روسي على اللاعبين الإقليميين لإيجاد مناطق تخفيف نزاع، من بينها الغوطة الشرقية، بشرط عدم وجود "داعش" أو "هيئة تحرير الشام" فيها. فأتت أوامر خارجية للتخلص من "هيئة تحرير الشام" عبر "جيش الإسلام" الذي تطوع للقيام بالمهمة، مع افتراض تقديم كل التسهيلات من بقية الفصائل. وهذا ما يفسرّ وصول "جيش الإسلام" بعرباته ورشاشاته الثقيلة وعناصره، في أول ساعة من بدء العملية، فجر الجمعة 28 نيسان/إبريل 2017، إلى حزة وكفربطنا، اللتين تبعدان 10 كيلومترات عن أقرب منطقة يسيطر عليها "الجيش". كما قام "الفيلق" بتسهيل فرض طوق على عربين، معقل قيادة "هيئة تحرير الشام" وكذلك منطقة الأشعري، مركز المقرات الأمنية لـ"الهيئة".
لكن "جيش الإسلام" عمل على دفع جزء من قواته في عربين إلى زملكا المحاذية لها، حيث توجد قيادة "فيلق الرحمن" ومقرات أركانه. واستطاع السيطرة على جزء منها، قبل أن يستجمع "الفيلق" قوته ويقوم بشنّ معركة نجح فيها بدفع قوات "جيش الإسلام" إلى محيط زملكا.
وكذلك قامت قوات "جيش الإسلام" بالتوجه من منطقة الأشعري إلى كتيبة الإفتريس الاستراتيجية في قلب الغوطة، التي يسيطر عليها "فيلق الرحمن"، وجعلها منطلقاً لبدء العمليات للسيطرة على مدينة سقبا التي لا وجود فيها لـ"هيئة تحرير الشام".
"جيش الإسلام" صرّح حينها أنه يقوم باستئصال "الهيئة" بينما "الفيلق" يدافع عنها. فجاء تصريح من "الفيلق" يوضح أنه يدافع عن نفسه. لكن "جيش الإسلام" نجح في زجّ خصمه اللدود في معركة يكون فيها فعلاً مع "هيئة تحرير الشام"، وهذا أقصى ما يريده "جيش الإسلام". وهو ما بدا واضحاً أنه يثير ارتباكاً لدى قادة "الفيلق" في بياناته، خصوصاً أنه محسوب على الجيش الحر، وغير إسلامي التوجه. ولا وجود لما يُسمّى "شرعي" في "الفيلق" ولا يفرض دورات ممنهجة إسلامية أو غيرها من التفاصيل التي تتميز بها الفصائل الإسلامية، كما أن قادته ضباط ليسوا من المشايخ أو المحسوبين على تيارات إسلامية.
وبالتوازي مع حرب البيانات العسكرية، ومن ورائها حرب بيانات الجهات المدنية التابعة لأحد الطرفين، كانت وتيرة المعارك على كل الجبهات الداخلية تشتد يوماً بعد يوم، في زملكا والأشعري والمحمدية وجسرين والإفتريس وحزة، حيث ما زالت المعارك تشهد كراً وفراً غير منتهين في أغلب المناطق الساخنة.
الأحداث ما زالت تتفاعل، وكان آخرها مقتل النقيب أبو نجيب، معاون قائد "فيلق الرحمن" الملازم عبد الناصر شمير وأكثر المقربين له. وقتل أبو نجيب، الثلاثاء، عندما ذهب ليفاوض قائد حملة "جيش الإسلام" على مدينة زملكا، فقام "الجيش" بقتله، بحسب تصريح "فيلق الرحمن". لكن "جيش الإسلام" يقول إنه قُتِلَ بسبب خلافات داخلية في "الفيلق".
كما تم القضاء على معظم قيادات الصف الأول في "هيئة تحرير الشام"، الذين وقعوا ما بين قتيل وأسير بيد "جيش الإسلام"، عدا أميرهم أبو عاصم جبهة، الذي أصيب وقام بالتخفي. وقد صرح شرعيّ "جيش الإسلام" سمير كعكة، أنه تم القضاء على 70 في المئة من قوة "هيئة تحرير الشام"، وأسر 300 عنصر منها.
ولم يبدِ الطرفان أي استعداد لوقف المعارك أو طلب للتفاوض. ما ينذر باحتمال استمرار المعارك حتى استنزاف الغوطة نهائياً إذا لم يأتِ قرار خارجي بإنهاء الاقتتال.
والاقتتال الداخلي ليس الأول من نوعه في الغوطة؛ فقد سبقته حملة القضاء على تنظيم "الدولة الإسلامية" بالتعاون بين "جيش الإسلام" و"فيلق الرحمن" و"جبهة النصرة" بين شباط/فبراير وتشرين أول/أكتوبر 2014، ومن بعدها حدثت حملة القضاء على "جيش الأمة"، أحد فصائل الجيش الحر، من قبل "جيش الإسلام" في شباط/فبراير 2015. وفي 28 نيسان/إبريل 2016 جرت حملة القضاء على وجود "جيش الإسلام" في قطاع الغوطة الأوسط من قبل "فيلق الرحمن" و"الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام" و"جبهة النصرة" و"لواء فجر الأمة".
ويرتبط الاقتتال الراهن باقتتال العام الماضي. وكأي اقتتال حدث سابقاً، يجب أن يوجد حدث ميداني ما لتبرير حدوثه؛ "جيش الإسلام" قال إن "هيئة تحرير الشام" قامت قبل يوم من الاقتتال الأخير باعتقال قوة مؤازرة له كانت ذاهبة إلى القابون شرقي دمشق، رغم عدم نقل أي شخصية في "جيش الإسلام" أو أي وسيلة إعلامية تابعة له أو مستقلة، حدوث ذلك قبل بدء الاقتتال.
نفت "هيئة تحرير الشام" حدوث ذلك، مع علمها أن هذا الهجوم يهدف للقضاء عليها، وتجنبت الحديث عن حتمية تواطؤ "فيلق الرحمن" في وصول "جيش الإسلام" إلى مناطق بعيدة جداً عن أماكن سيطرة "الجيش" والتي تتواجد فيها "الهيئة". لكن "فيلق الرحمن" ما لبث أن بدأ القتال إلى جانب "هيئة تحرير الشام". فما الذي حدث؟
قبيل الاقتتال وفي بدايته، شاع في الإعلام وجود عرض روسي على اللاعبين الإقليميين لإيجاد مناطق تخفيف نزاع، من بينها الغوطة الشرقية، بشرط عدم وجود "داعش" أو "هيئة تحرير الشام" فيها. فأتت أوامر خارجية للتخلص من "هيئة تحرير الشام" عبر "جيش الإسلام" الذي تطوع للقيام بالمهمة، مع افتراض تقديم كل التسهيلات من بقية الفصائل. وهذا ما يفسرّ وصول "جيش الإسلام" بعرباته ورشاشاته الثقيلة وعناصره، في أول ساعة من بدء العملية، فجر الجمعة 28 نيسان/إبريل 2017، إلى حزة وكفربطنا، اللتين تبعدان 10 كيلومترات عن أقرب منطقة يسيطر عليها "الجيش". كما قام "الفيلق" بتسهيل فرض طوق على عربين، معقل قيادة "هيئة تحرير الشام" وكذلك منطقة الأشعري، مركز المقرات الأمنية لـ"الهيئة".
لكن "جيش الإسلام" عمل على دفع جزء من قواته في عربين إلى زملكا المحاذية لها، حيث توجد قيادة "فيلق الرحمن" ومقرات أركانه. واستطاع السيطرة على جزء منها، قبل أن يستجمع "الفيلق" قوته ويقوم بشنّ معركة نجح فيها بدفع قوات "جيش الإسلام" إلى محيط زملكا.
وكذلك قامت قوات "جيش الإسلام" بالتوجه من منطقة الأشعري إلى كتيبة الإفتريس الاستراتيجية في قلب الغوطة، التي يسيطر عليها "فيلق الرحمن"، وجعلها منطلقاً لبدء العمليات للسيطرة على مدينة سقبا التي لا وجود فيها لـ"هيئة تحرير الشام".
"جيش الإسلام" صرّح حينها أنه يقوم باستئصال "الهيئة" بينما "الفيلق" يدافع عنها. فجاء تصريح من "الفيلق" يوضح أنه يدافع عن نفسه. لكن "جيش الإسلام" نجح في زجّ خصمه اللدود في معركة يكون فيها فعلاً مع "هيئة تحرير الشام"، وهذا أقصى ما يريده "جيش الإسلام". وهو ما بدا واضحاً أنه يثير ارتباكاً لدى قادة "الفيلق" في بياناته، خصوصاً أنه محسوب على الجيش الحر، وغير إسلامي التوجه. ولا وجود لما يُسمّى "شرعي" في "الفيلق" ولا يفرض دورات ممنهجة إسلامية أو غيرها من التفاصيل التي تتميز بها الفصائل الإسلامية، كما أن قادته ضباط ليسوا من المشايخ أو المحسوبين على تيارات إسلامية.
وبالتوازي مع حرب البيانات العسكرية، ومن ورائها حرب بيانات الجهات المدنية التابعة لأحد الطرفين، كانت وتيرة المعارك على كل الجبهات الداخلية تشتد يوماً بعد يوم، في زملكا والأشعري والمحمدية وجسرين والإفتريس وحزة، حيث ما زالت المعارك تشهد كراً وفراً غير منتهين في أغلب المناطق الساخنة.
الأحداث ما زالت تتفاعل، وكان آخرها مقتل النقيب أبو نجيب، معاون قائد "فيلق الرحمن" الملازم عبد الناصر شمير وأكثر المقربين له. وقتل أبو نجيب، الثلاثاء، عندما ذهب ليفاوض قائد حملة "جيش الإسلام" على مدينة زملكا، فقام "الجيش" بقتله، بحسب تصريح "فيلق الرحمن". لكن "جيش الإسلام" يقول إنه قُتِلَ بسبب خلافات داخلية في "الفيلق".
كما تم القضاء على معظم قيادات الصف الأول في "هيئة تحرير الشام"، الذين وقعوا ما بين قتيل وأسير بيد "جيش الإسلام"، عدا أميرهم أبو عاصم جبهة، الذي أصيب وقام بالتخفي. وقد صرح شرعيّ "جيش الإسلام" سمير كعكة، أنه تم القضاء على 70 في المئة من قوة "هيئة تحرير الشام"، وأسر 300 عنصر منها.
ولم يبدِ الطرفان أي استعداد لوقف المعارك أو طلب للتفاوض. ما ينذر باحتمال استمرار المعارك حتى استنزاف الغوطة نهائياً إذا لم يأتِ قرار خارجي بإنهاء الاقتتال.