القوات التركية تنتشر في مواقع "الزنكي".. في مواجهة "الوحدات"
دخل رتل جديد من القوات التركية إلى ريف حلب الشمالي الغربي، ليل الإثنين/الثلاثاء، مؤلف من مدرعات وعربات مصفحة، وأكثر من 100 جندي تركي من "القوات الخاصة"، ليتمركز في منطقة قلعة سمعان بالقرب من مدينة دارة عزة، المواجهة لمنطقة عفرين التي تسيطر عليها "وحدات حماية الشعب" الكردية. ومن المتوقع أن تباشر القوات التركية خلال الساعات القادمة انتشارها في المواقع المُحددة ضمن خطوط التماس مع "الوحدات" التي تسيطر عليها "حركة نور الدين الزنكي"، من منطقة سمعان وحتى جبل عندان، وذلك فور انتهائها من التجهيزات والتحصينات اللازمة لاستقبال الجنود.
استئناف دخول القوات التركية إلى ريف حلب جاء بعد اتفاق مع "حركة الزنكي" على تمركز القوات التركية، لا علاقة له بالتفاهم التركي مع "هيئة تحرير الشام". وتمكن وفد من الخبراء العسكريين الأتراك، الأحد، من إجراء جولة استطلاعية في منطقة جبل الشيخ عقيل وجبل عندان ومنطقة الطامورة، وغيرها من الجبهات التي ينتشر فيها مقاتلو "حركة الزنكي" مقابل "وحدات الحماية" وقوات النظام.
وكان وفد من الخبراء الأتراك، ترافقه قوة أمنية من "هيئة تحرير الشام"، قد فشل قبل عشرة أيام في إجراء هذه الجولة الاستكشافية، في الجبهات التي تنتشر فيها "الزنكي" التي رفضت حينها السماح بدخول الوفد، وذلك، في محاولة من "الزنكي" لتحقيق مكاسب خاصة، ودفع القوات التركية لعقد اتفاق معها، يعترف بنفوذ الحركة في مناطقها من دون أي تدخل لـ"هيئة تحرير الشام".
المتحدث الرسمي باسم "حركة نور الدين الزنكي" النقيب عبدالسلام عبدالرزاق، أكد لـ"المدن": "لقد تم التوقيع على اتفاق بين الزنكي والقوات التركية لنشر نقاط مراقبة في الجبهات التي ينتشر فيها مقاتلو الحركة في ريف حلب الغربي. وقامت في وقت سابق قوات استطلاع تركية بإجراء جولة ميدانية في المنطقة وتم تحديد المواقع التي تريد التمركز فيها. وما تزال تفاصيل الأعداد والعتاد للقوات التركية غير واضحة حتى الآن".
وأوضح عبدالرزاق، أنه، وبشكل مبدئي، سيتم نشر ثلاث نقاط عسكرية تركية على الأقل في جبهات "الزنكي" المواجهة لـ"الوحدات" في عفرين، وهناك نوايا لنشر المزيد من النقاط والقواعد التركية في مرحلة لاحقة تشمل الجبهات مع قوات النظام ومليشياته في ريف حلب الغربي، ومنطقة الضواحي الشمالية. وهناك احتمال نشر لنقاط في عمق ريف حلب الغربي. ولكن إلى الآن لم يتم الاتفاق بشكل نهائي حول تفاصيل الانتشار التركي، بمختلف مراحله. ويتم التركيز الآن على إكمال تغطية الجبهات مع "الوحدات" بنقاط المراقبة.
وأشار عبدالرزاق، إلى أن الاتفاق مع القوات التركية لن يؤثر على انتشار مقاتلي "حركة الزنكي" وخطوطهم الدفاعية، ولن يحدث تغيير كبير، أو انسحاب. فالقوات التركية ستستلم نقاطاً لا مواقع كاملة أو جبهات. وهذه النقاط سيكون متفق عليها مع "الحركة" كي لا تؤثر على الخطط الدفاعية الموضوعة.
وحول العلاقة مع "هيئة تحرير الشام" قال عبدالرزاق، إن هناك تنسيقاً مع "الهيئة" على مستويات محدودة، أما بخصوص الاتفاق حول انتشار القوات التركية فهو اتفاقان؛ الأول يخص "الهيئة"، والثاني يخص "الزنكي" ويضمن القبول بشروطها.
نجحت "الزنكي" فعلياً في إثبات وجودها كقوة لا يمكن تجاهلها، من دون أن تضطر للمواجهة المباشرة مع "الهيئة"، وفرضت شروطها التي تضمن بقاء نفوذها في ريف حلب باعتبارها قوة محلية مناطقية، تمتلك الحق بذلك، بعد أن حاولت "تحرير الشام" أن تكون الطرف الوحيد في التفاهم مع القوات التركية. وسيعزز الاتفاق من سيطرة "الزنكي" في مناطقها، ويدفعها في مراحل لاحقة للتحالف بشكل أوثق مع القوات التركية، المُحرَجَة أصلاً في تعاملها مع "تحرير الشام". ونجاح "الزنكي" يقلق "الهيئة" التي تنظر إليها كمنافس لا يقل خطورة عن "أحرار الشام".
و"الزنكي" كبقية فصائل المُعارضة، لم تُعلّق على التدخل التركي، ولم تُعبّر عن رأيها، بادئ الأمر، ما سمح لـ"الهيئة" بتصدر التفاهم مع تركيا، نيابة عن المنطقة. لكنها "الزنكي" عادت واستغلت الفرصة، في الوقت المناسب، لتحقيق مكاسب لها، ما قد سيشجع الآخرين. فبقية فصائل المعارضة التي تعتمد في واقع الحال على مجتمعات محلية متماسكة، فصائل مناطقية، ستطالب بالحفاظ على نفوذها العسكري في المناطق التي تريد القوات التركية التمركز فيها. "فيلق الشام" على سبيل المثال، أحد أبرز القوى العسكرية في إدلب وريف حلب، يتطلع لتحقيق مكاسب، قد تكون أكبر من تلك التي حققتها "الزنكي". ومن المحتمل أن يكون لـ"الفيلق" دور في خطط انتشار القوات التركية مع جبهات مليشيات النظام في ريف حلب. "ألوية صقور الشام"، أحد مكونات "حركة أحرار الشام" وصاحبة النفوذ في جبل الزاوية، ستسلك الطريق ذاته. الأمر ينطبق على جميع التشكيلات العسكرية المعارضة، المحلية المناطقية، التي تتمتع بصلات وثيقة بمجتمعاتها المحلية. وذلك، على خلاف "الهيئة" التي ستجد نفسها وحيدة، أمام تكتلات عسكرية محلية مدعومة من تركيا.
ولا وجود لمظاهر التنافس الحاد بين الفصائل و"هيئة تحرير الشام"، حتى اللحظة، لكن الجميع يترقب خطوات الانتشار التركي البطيئة، والتي تركز بشكل رئيسي على جبهات ريف حلب مع عفرين. ولا يمكن التنبؤ بمصير الانتشار التركي في إدلب وباقي المناطق، إذا لم تنتهِ القوات هناك من تحقيق أهدافها. ومن المؤكد أن مزيداً من تفاصيل التفاهم التركي-الروسي-الإيراني، المتفق عليها في "أستانة 6"، حول إدلب، ستخرج إلى النور بعد انجاز المهمة في عفرين.
استئناف دخول القوات التركية إلى ريف حلب جاء بعد اتفاق مع "حركة الزنكي" على تمركز القوات التركية، لا علاقة له بالتفاهم التركي مع "هيئة تحرير الشام". وتمكن وفد من الخبراء العسكريين الأتراك، الأحد، من إجراء جولة استطلاعية في منطقة جبل الشيخ عقيل وجبل عندان ومنطقة الطامورة، وغيرها من الجبهات التي ينتشر فيها مقاتلو "حركة الزنكي" مقابل "وحدات الحماية" وقوات النظام.
وكان وفد من الخبراء الأتراك، ترافقه قوة أمنية من "هيئة تحرير الشام"، قد فشل قبل عشرة أيام في إجراء هذه الجولة الاستكشافية، في الجبهات التي تنتشر فيها "الزنكي" التي رفضت حينها السماح بدخول الوفد، وذلك، في محاولة من "الزنكي" لتحقيق مكاسب خاصة، ودفع القوات التركية لعقد اتفاق معها، يعترف بنفوذ الحركة في مناطقها من دون أي تدخل لـ"هيئة تحرير الشام".
المتحدث الرسمي باسم "حركة نور الدين الزنكي" النقيب عبدالسلام عبدالرزاق، أكد لـ"المدن": "لقد تم التوقيع على اتفاق بين الزنكي والقوات التركية لنشر نقاط مراقبة في الجبهات التي ينتشر فيها مقاتلو الحركة في ريف حلب الغربي. وقامت في وقت سابق قوات استطلاع تركية بإجراء جولة ميدانية في المنطقة وتم تحديد المواقع التي تريد التمركز فيها. وما تزال تفاصيل الأعداد والعتاد للقوات التركية غير واضحة حتى الآن".
وأوضح عبدالرزاق، أنه، وبشكل مبدئي، سيتم نشر ثلاث نقاط عسكرية تركية على الأقل في جبهات "الزنكي" المواجهة لـ"الوحدات" في عفرين، وهناك نوايا لنشر المزيد من النقاط والقواعد التركية في مرحلة لاحقة تشمل الجبهات مع قوات النظام ومليشياته في ريف حلب الغربي، ومنطقة الضواحي الشمالية. وهناك احتمال نشر لنقاط في عمق ريف حلب الغربي. ولكن إلى الآن لم يتم الاتفاق بشكل نهائي حول تفاصيل الانتشار التركي، بمختلف مراحله. ويتم التركيز الآن على إكمال تغطية الجبهات مع "الوحدات" بنقاط المراقبة.
وأشار عبدالرزاق، إلى أن الاتفاق مع القوات التركية لن يؤثر على انتشار مقاتلي "حركة الزنكي" وخطوطهم الدفاعية، ولن يحدث تغيير كبير، أو انسحاب. فالقوات التركية ستستلم نقاطاً لا مواقع كاملة أو جبهات. وهذه النقاط سيكون متفق عليها مع "الحركة" كي لا تؤثر على الخطط الدفاعية الموضوعة.
وحول العلاقة مع "هيئة تحرير الشام" قال عبدالرزاق، إن هناك تنسيقاً مع "الهيئة" على مستويات محدودة، أما بخصوص الاتفاق حول انتشار القوات التركية فهو اتفاقان؛ الأول يخص "الهيئة"، والثاني يخص "الزنكي" ويضمن القبول بشروطها.
نجحت "الزنكي" فعلياً في إثبات وجودها كقوة لا يمكن تجاهلها، من دون أن تضطر للمواجهة المباشرة مع "الهيئة"، وفرضت شروطها التي تضمن بقاء نفوذها في ريف حلب باعتبارها قوة محلية مناطقية، تمتلك الحق بذلك، بعد أن حاولت "تحرير الشام" أن تكون الطرف الوحيد في التفاهم مع القوات التركية. وسيعزز الاتفاق من سيطرة "الزنكي" في مناطقها، ويدفعها في مراحل لاحقة للتحالف بشكل أوثق مع القوات التركية، المُحرَجَة أصلاً في تعاملها مع "تحرير الشام". ونجاح "الزنكي" يقلق "الهيئة" التي تنظر إليها كمنافس لا يقل خطورة عن "أحرار الشام".
و"الزنكي" كبقية فصائل المُعارضة، لم تُعلّق على التدخل التركي، ولم تُعبّر عن رأيها، بادئ الأمر، ما سمح لـ"الهيئة" بتصدر التفاهم مع تركيا، نيابة عن المنطقة. لكنها "الزنكي" عادت واستغلت الفرصة، في الوقت المناسب، لتحقيق مكاسب لها، ما قد سيشجع الآخرين. فبقية فصائل المعارضة التي تعتمد في واقع الحال على مجتمعات محلية متماسكة، فصائل مناطقية، ستطالب بالحفاظ على نفوذها العسكري في المناطق التي تريد القوات التركية التمركز فيها. "فيلق الشام" على سبيل المثال، أحد أبرز القوى العسكرية في إدلب وريف حلب، يتطلع لتحقيق مكاسب، قد تكون أكبر من تلك التي حققتها "الزنكي". ومن المحتمل أن يكون لـ"الفيلق" دور في خطط انتشار القوات التركية مع جبهات مليشيات النظام في ريف حلب. "ألوية صقور الشام"، أحد مكونات "حركة أحرار الشام" وصاحبة النفوذ في جبل الزاوية، ستسلك الطريق ذاته. الأمر ينطبق على جميع التشكيلات العسكرية المعارضة، المحلية المناطقية، التي تتمتع بصلات وثيقة بمجتمعاتها المحلية. وذلك، على خلاف "الهيئة" التي ستجد نفسها وحيدة، أمام تكتلات عسكرية محلية مدعومة من تركيا.
ولا وجود لمظاهر التنافس الحاد بين الفصائل و"هيئة تحرير الشام"، حتى اللحظة، لكن الجميع يترقب خطوات الانتشار التركي البطيئة، والتي تركز بشكل رئيسي على جبهات ريف حلب مع عفرين. ولا يمكن التنبؤ بمصير الانتشار التركي في إدلب وباقي المناطق، إذا لم تنتهِ القوات هناك من تحقيق أهدافها. ومن المؤكد أن مزيداً من تفاصيل التفاهم التركي-الروسي-الإيراني، المتفق عليها في "أستانة 6"، حول إدلب، ستخرج إلى النور بعد انجاز المهمة في عفرين.