من هي"الأفواج العسكرية" التي تدعمها أميركا في الجزيرة؟
دعمت الولايات المتحدة إنشاء "الأفواج العسكرية" في مناطق سيطرة "قوات سوريا الديموقراطية"، بالتزامن مع دخولهما السباق إلى ديرالزور، مع روسيا وقوات النظام. حاجة "التحالف الدولي" لزيادة عديد قواته البرية لقتال "الدولة الإسلامية"، بسبب طول الجبهات من الرقة إلى الحدود مع العراق، قد تكون الدافع الأهم خلف تشكيل تلك "الأفواج العسكرية".
وكانت "قسد" قد استعجلت إطلاق معركة ضد "داعش"، شمالي ديرالزور، في 9 أيلول/سبتمبر، بالاعتماد فقط على 8 كتائب انشقت عن "قوات النخبة السورية"، رغم استمرار المعركة في الرقة. وتلك كانت المرة الأولى التي تشنّ فيها "قسد" و"التحالف" معركتين، في وقت واحد، ضمن حرب مفتوحة في الجزيرة السورية.
وللانضمام إلى "الأفواج العسكرية"، يجب أن يتراوح عمر المتطوع بين 18–40 عاماً، وأن يتعهد باتمام مدة الخدمة وهي 23 شهراً، مع إعفائه من "التجنيد الإلزامي"، بالإضافة إلى الاستفادة من الضمان الصحي، وراتب شهري قدره 200 دولار أميركي. الشرط الأخير هو لمنافسة مليشيات النظام بعد إعلانها فتح باب التطوع في مليشيات "الحشد العشائري" و"الفوج الخامس/اقتحام"، مقابل راتب مماثل. ويُشرف حزب "الاتحاد الديموقراطي" وخبراء أميركيون على تدريب متطوعي "الأفواج العسكرية" في معسكرات يقع أغلبها في صوامع الحبوب المنتشرة شرقي القامشلي، ورأس العين، وعين العرب، وعفرين.
وكانت قيادات من "وحدات حماية الشعب" وحزب "الاتحاد الديموقراطي"، قد روّجت مطلع العام 2017، لتشكيل "الأفواجٍ العسكرية" في لقاءات جماهيرية نُظّمت في المدن والبلدات الخاضعة لسيطرة "قسد" في الحسكة والرقة وحلب، مع إعلانهم الرفض القاطع لتشكيل أي مليشيا عربية تابعة للنظام، والتهديد بالقضاء عليها في القامشلي والحسكة، بعد الكشف عن وجود معسكرات لها في جبل كوكب وقرية الدمخية.
ويفتقر عناصر "الأفواج العسكرية" للخبرة القتالية التي تمتاز بها "وحدات حماية الشعب" الكردية، وظهر ذلك جلياً في معارك الرقة، إذ سقط منهم مئات القتلى رغم اتباعهم دورات تدريبية لأكثر من شهر تتضمن دروساً نظرية وعسكرية حول تكتيكات الحرب وفك وتركيب السلاح بالإضافة الى دروس "ايديولوجية"، وفق ما أعلنه المسؤولون عنها في أكثر من مناسبة. الأمر الذي يجعل من "الوحدات" الكردية صاحبة القرار الحاسم بخصوص "الأفواج" المدعومة بدورها من "التحالف الدولي".
القيادي في "وحدات حماية الشعب" هفال قهرمان، كان قد قال لوكالة "رويترز"، في آب/اغسطس، إن عناصر "الأفواج" حريصون على القتال، وهم يعرفون المنطقة، وهذا مفيد لجمع المعلومات". مهمة "الأفواج" التي حددها قهرمان، تناقض خطط الولايات المتحدة في خلق توازن عددي بين المليشيات العربية والكردية داخل "قوات سوريا الديموقراطية"، لتشكيل جيش أكثر تنظيماً، وهو الأمر الذي يؤكده الناطق العسكري الأميركي الكولونيل ريان ديلون، حول وجود نحو 24 ألف عربي في هذه القوات مقابل 31 ألف مقاتل كردي.
مصدر كردي من الحسكة، قال لـ"المدن"، إن تشكيل "الأفواج العسكرية"، بشكل منظم، مع تخريج دورات متخصصة لضباط وصف ضباط، لقيادة وحدات عسكرية مؤلفة من مجموعات وسرايا وكتائب وفرق، قد تكون مختلفة حتى اللحظة، عن التراتبية العسكرية الخاصة بـ"وحدات الحماية". فتشكيلات "الوحدات" تقوم على "غروب" و"طابور"، بقيادة مسؤولين عسكريين يطلق عليهم اسم "قوميتان" و"كادر"، أو "هافال".
وتهدف "الأفواج العسكرية" إلى استيعاب الشباب والرجال، الذين تدفعهم ظروفهم للتطوع في مليشيات مسلحة مقابل دخل مادي يساعدهم لتأمين مصاريف المعيشة، بعد تزايد نسبة البطالة. الأمر الذي من شأنه منع انضمامهم لتشكيلات تابعة للنظام، التي يتم الترويج لها منذ نهاية العام 2016 عبر وسائل إعلام النظام، وعبر منشورات ورقية مرفقة مع ربطات الخبز الموزعة في الأفران، وأيضاً عبر رسائل إلى الهواتف المحمولة.
ويهدف "الاتحاد الديموقراطي" من تشكيل "الأفواج العسكرية"، أيضاً، للعمل على استيعاب كتائب "بيشمركة روج"، في حال فكرت الولايات المتحدة دمج القوتين الكرديتين في سوريا؛ "الوحدات" و"بشمركة روج"، في جسم واحد. فتشابه التنظيم العسكري لـ"الأفواج العسكرية" مع تنظيم "البيشمركة" التابعة للحزب "الديموقراطي الكردستاني السوري"، يُسهّل على "الأفواج" المُشكّلة في الحسكة والرقة وحلب استيعاب آلاف المقاتلين من "بيشمركة روج" وربما إذابتها ضمن عشرين فوجاً، تأسست حتى اللحظة، أو يعمل على تأسيسها.
وبالتوازي مع تشكيل "وحدات حماية الشعب" لـ"أفواج عسكرية"، أعلنت "قوات الدفاع والحماية الذاتية"، مطلع أيار/مايو، عن شروعها بتشكيل أول "فوج عسكري" يتبع لـ"قوات الدفاع الذاتي" في الجزيرة "الحسكة"، وهي قوات مُشكّلة من المجندين، بشكل "إجباري"، بين 18–30 عاماً، ولا تضم متطوعين. وتعتبر "قوات الحماية الذاتية" جيش "الإدارة الذاتية"، وهي، مع قوات الأمن "آسايش"، خارج إطار "قوات سوريا الديموقراطية". ولا فرق بين "أفواج" كل من "قوات الحماية الذاتية" و"وحدات حماية الشعب"، أو "جبهة الأكراد" (يعمل على تشكيل أفواج له في حلب)، سوى بتبعية كل منها لفصيله.
الرئيس المشترك لـ"هيئة الدفاع" في "الإدارة الذاتية" التابعة لـ"الاتحاد الديموقراطي" ريزان كلو، كان قد قال: إن "الهدف من تشكيل الأفواج العسكرية لقوات الدفاع الذاتي، هو بناء قوة عسكرية على مستوى عالٍ من التدريب والانضباط، تكون جيشاً معترفاً به ومدرباً على استخدام مختلف أنواع الأسلحة وأدوات الاتصال والتقنية". وأعلن كلو عن انطلاق أول فوج مؤلف من 210 عناصر، يتبع "قوات الدفاع الذاتي" في حي الغويران في مدينة الحسكة.
ويرى مراقبون أن الولايات المتحدة وحلفاءها لا يحثون الخطى في خطة إنشاء "الأفواج العسكرية" لبناء قوات تقاتل بالوكالة عنهم خلال المعارك ضد تنظيم "الدولة" فقط، بل إنهم يعملون على بناء قوات أكثر تنظيماً لحماية مناطق نفوذهم في الجزيرة السورية الغنية بالنفط والغاز، من روسيا وإيران، مدللين على ذلك بتركز الصدامات العسكرية المباشرة بالقرب من حقول الطبقة النفطية غربي الرقة وحقول الطابية بديرالزور.
وكانت "قسد" قد استعجلت إطلاق معركة ضد "داعش"، شمالي ديرالزور، في 9 أيلول/سبتمبر، بالاعتماد فقط على 8 كتائب انشقت عن "قوات النخبة السورية"، رغم استمرار المعركة في الرقة. وتلك كانت المرة الأولى التي تشنّ فيها "قسد" و"التحالف" معركتين، في وقت واحد، ضمن حرب مفتوحة في الجزيرة السورية.
وللانضمام إلى "الأفواج العسكرية"، يجب أن يتراوح عمر المتطوع بين 18–40 عاماً، وأن يتعهد باتمام مدة الخدمة وهي 23 شهراً، مع إعفائه من "التجنيد الإلزامي"، بالإضافة إلى الاستفادة من الضمان الصحي، وراتب شهري قدره 200 دولار أميركي. الشرط الأخير هو لمنافسة مليشيات النظام بعد إعلانها فتح باب التطوع في مليشيات "الحشد العشائري" و"الفوج الخامس/اقتحام"، مقابل راتب مماثل. ويُشرف حزب "الاتحاد الديموقراطي" وخبراء أميركيون على تدريب متطوعي "الأفواج العسكرية" في معسكرات يقع أغلبها في صوامع الحبوب المنتشرة شرقي القامشلي، ورأس العين، وعين العرب، وعفرين.
وكانت قيادات من "وحدات حماية الشعب" وحزب "الاتحاد الديموقراطي"، قد روّجت مطلع العام 2017، لتشكيل "الأفواجٍ العسكرية" في لقاءات جماهيرية نُظّمت في المدن والبلدات الخاضعة لسيطرة "قسد" في الحسكة والرقة وحلب، مع إعلانهم الرفض القاطع لتشكيل أي مليشيا عربية تابعة للنظام، والتهديد بالقضاء عليها في القامشلي والحسكة، بعد الكشف عن وجود معسكرات لها في جبل كوكب وقرية الدمخية.
ويفتقر عناصر "الأفواج العسكرية" للخبرة القتالية التي تمتاز بها "وحدات حماية الشعب" الكردية، وظهر ذلك جلياً في معارك الرقة، إذ سقط منهم مئات القتلى رغم اتباعهم دورات تدريبية لأكثر من شهر تتضمن دروساً نظرية وعسكرية حول تكتيكات الحرب وفك وتركيب السلاح بالإضافة الى دروس "ايديولوجية"، وفق ما أعلنه المسؤولون عنها في أكثر من مناسبة. الأمر الذي يجعل من "الوحدات" الكردية صاحبة القرار الحاسم بخصوص "الأفواج" المدعومة بدورها من "التحالف الدولي".
القيادي في "وحدات حماية الشعب" هفال قهرمان، كان قد قال لوكالة "رويترز"، في آب/اغسطس، إن عناصر "الأفواج" حريصون على القتال، وهم يعرفون المنطقة، وهذا مفيد لجمع المعلومات". مهمة "الأفواج" التي حددها قهرمان، تناقض خطط الولايات المتحدة في خلق توازن عددي بين المليشيات العربية والكردية داخل "قوات سوريا الديموقراطية"، لتشكيل جيش أكثر تنظيماً، وهو الأمر الذي يؤكده الناطق العسكري الأميركي الكولونيل ريان ديلون، حول وجود نحو 24 ألف عربي في هذه القوات مقابل 31 ألف مقاتل كردي.
مصدر كردي من الحسكة، قال لـ"المدن"، إن تشكيل "الأفواج العسكرية"، بشكل منظم، مع تخريج دورات متخصصة لضباط وصف ضباط، لقيادة وحدات عسكرية مؤلفة من مجموعات وسرايا وكتائب وفرق، قد تكون مختلفة حتى اللحظة، عن التراتبية العسكرية الخاصة بـ"وحدات الحماية". فتشكيلات "الوحدات" تقوم على "غروب" و"طابور"، بقيادة مسؤولين عسكريين يطلق عليهم اسم "قوميتان" و"كادر"، أو "هافال".
وتهدف "الأفواج العسكرية" إلى استيعاب الشباب والرجال، الذين تدفعهم ظروفهم للتطوع في مليشيات مسلحة مقابل دخل مادي يساعدهم لتأمين مصاريف المعيشة، بعد تزايد نسبة البطالة. الأمر الذي من شأنه منع انضمامهم لتشكيلات تابعة للنظام، التي يتم الترويج لها منذ نهاية العام 2016 عبر وسائل إعلام النظام، وعبر منشورات ورقية مرفقة مع ربطات الخبز الموزعة في الأفران، وأيضاً عبر رسائل إلى الهواتف المحمولة.
ويهدف "الاتحاد الديموقراطي" من تشكيل "الأفواج العسكرية"، أيضاً، للعمل على استيعاب كتائب "بيشمركة روج"، في حال فكرت الولايات المتحدة دمج القوتين الكرديتين في سوريا؛ "الوحدات" و"بشمركة روج"، في جسم واحد. فتشابه التنظيم العسكري لـ"الأفواج العسكرية" مع تنظيم "البيشمركة" التابعة للحزب "الديموقراطي الكردستاني السوري"، يُسهّل على "الأفواج" المُشكّلة في الحسكة والرقة وحلب استيعاب آلاف المقاتلين من "بيشمركة روج" وربما إذابتها ضمن عشرين فوجاً، تأسست حتى اللحظة، أو يعمل على تأسيسها.
وبالتوازي مع تشكيل "وحدات حماية الشعب" لـ"أفواج عسكرية"، أعلنت "قوات الدفاع والحماية الذاتية"، مطلع أيار/مايو، عن شروعها بتشكيل أول "فوج عسكري" يتبع لـ"قوات الدفاع الذاتي" في الجزيرة "الحسكة"، وهي قوات مُشكّلة من المجندين، بشكل "إجباري"، بين 18–30 عاماً، ولا تضم متطوعين. وتعتبر "قوات الحماية الذاتية" جيش "الإدارة الذاتية"، وهي، مع قوات الأمن "آسايش"، خارج إطار "قوات سوريا الديموقراطية". ولا فرق بين "أفواج" كل من "قوات الحماية الذاتية" و"وحدات حماية الشعب"، أو "جبهة الأكراد" (يعمل على تشكيل أفواج له في حلب)، سوى بتبعية كل منها لفصيله.
الرئيس المشترك لـ"هيئة الدفاع" في "الإدارة الذاتية" التابعة لـ"الاتحاد الديموقراطي" ريزان كلو، كان قد قال: إن "الهدف من تشكيل الأفواج العسكرية لقوات الدفاع الذاتي، هو بناء قوة عسكرية على مستوى عالٍ من التدريب والانضباط، تكون جيشاً معترفاً به ومدرباً على استخدام مختلف أنواع الأسلحة وأدوات الاتصال والتقنية". وأعلن كلو عن انطلاق أول فوج مؤلف من 210 عناصر، يتبع "قوات الدفاع الذاتي" في حي الغويران في مدينة الحسكة.
ويرى مراقبون أن الولايات المتحدة وحلفاءها لا يحثون الخطى في خطة إنشاء "الأفواج العسكرية" لبناء قوات تقاتل بالوكالة عنهم خلال المعارك ضد تنظيم "الدولة" فقط، بل إنهم يعملون على بناء قوات أكثر تنظيماً لحماية مناطق نفوذهم في الجزيرة السورية الغنية بالنفط والغاز، من روسيا وإيران، مدللين على ذلك بتركز الصدامات العسكرية المباشرة بالقرب من حقول الطبقة النفطية غربي الرقة وحقول الطابية بديرالزور.