حلب: النظام يوسع خروقه للهدنة..والمعارضة تتقدم غربي الراعي
صعّدت قوات النظام والمليشيات الشيعية وروسيا من هجماتهم الجوية والبرية في حلب، السبت والأحد، في خرق متصاعد بنود الهدنة، التي قضت بانسحاب مليشيات النظام من محيط طريق الكاستيللو، لإفساح المجال للمساعدات الإنسانية بالدخول باتجاه الأحياء الشرقية المحاصرة. وما تزال قوافل المساعدات تنتظر قرب الحدود السورية-التركية، عند معبر باب الهوى، في الوقت الذي وصلت فيه قوافل المساعدات إلى القسم الخاضع لسيطرة قوات النظام والمليشيات في حلب الغربية. وتشهد الأحياء الشرقية المحاصرة تفاقماً في الأزمة الإنسانية وندرة متزايدة في المواد الغذائية الأساسية.
وقصفت قوات النظام والمليشيات، بالمدفعية والصواريخ، مدن وبلدات حريتان وحيان وعندان وكفر حمرة والملاح في ريف حلب الشمالي، ما أدى إلى مقتل طفل وجرح آخرين. كما شهدت بلدات تل ممو وتل باجر وخلصه وزيتان، قصفاً مماثلاً، في محاولة من المليشيات الشيعية التقدم على أكثر من محور في ريف حلب الجنوبي.
وشنّت المقاتلات الحربية التابعة للنظام وروسيا، أكثر من عشرين غارة جوية، جنوب وغربي حلب، بالقرب من جبهات القتال وطال القصف مواقع المعارضة وطرق الامداد في محيط الأتارب و"الفوج 46" والمنصورة وخان العسل وسوق الجبس و"مشروع 1070 شقة" وكفرناها وأورم الكبرى. ونفذت الطائرات الروسية غارات بالرشاشات الثقيلة في الضواحي الشمالية بالقرب من كفر حمرة.
وحاولت قوات النظام والمليشيات التقدم للمرة الثانية على التوالي، بعد دخول الهدنة حيّز التنفيذ، في "مشروع 1070 شقة" بالقرب من حي الحمدانية جنوبي حلب. وفشلت تلك القوات بعد اشتباكات مع المعارضة، وقصف متبادل بين الطرفين. وتحاول المليشيات تأمين المحور الشمالي من طريق الراموسة، المطل على "الفنية الجوية" والحمدانية من خلال السيطرة على ما تبقى من "مشروع 1070 شقة" السكني الذي يعتبر من أكثر الخواصر الضعيفة التي ما تزال المعارضة مسيطرة عليها جنوبي حلب.
نسفت قوات النظام والمليشيات وروسيا الهدنة، أو على الأقل فإن ملامحها لم تعد موجودة على الأرض، رغم غياب المجازر وانخفاض معدل القتل اليومي كما كان قبل بدئها. وتبدو المعارضة متخوفة من استمرار الخروقات من قبل النظام وضربه لأهداف استراتيجية محاولاً الاستفادة من الاتفاق لصالحه وتحقيق تقدم جديد على الأرض.
وتعيش الأحياء الشرقية المحاصرة في مدينة حلب، أزمة إنسانية، تتصاعد بشكل يومي مع طول فترة الحصار الذي تفرضه قوات النظام والميليشيات الشيعية، في ظل عجز الأمم المتحدة عن إدخال المساعدات للمدينة. ويتهم مجلس المدينة وقوى وهيئات مدنية أخرى "الأمم المتحدة" بالتواطؤ مع النظام، ما من شأنه إطالة عمر الحصار لإجبار المعارضة على القبول بأي حل يُفرض عليها.
وسجلت أسعار السلع الغذائية والوقود في حلب المحاصرة أسعاراً خيالية خلال اليومين الماضيين، بسبب قلتها وقرب نفاد الكميات المخزنة، واحتكار التجار لها. وتوقفت مولدات الطاقة الكهربائية عن العمل، كما توقف عمل عدد من الأفران، بسبب فقدان "الديزل" اللازم للتشغيل.
وفي الشمال الحلبي، بالقرب من الحدود السورية التركية، أطلقت الفصائل المسلحة المنضوية في "غرفة عمليات حوار كيليس"، مرحلة جديدة من معركتها ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" في إطار "درع الفرات"، لتطهير المناطق الحدودية من التنظيم بين إعزاز وجرابلس. وباشرت الفصائل عملها في جبهات جنوب غربي بلدة الراعي، وسيطرت السبت على قريتي طاط حمص وقنطرة وعدد من المزارع، ولاقت مقاومة عنيفة من قبل التنظيم الذي خسر أكثر من عشرين مقاتلاً من عناصره خلال المعارك والضربات الجوية التي نفذها الطيران التركي وطيران "التحالف الدولي".
وكان يُفترض أن تبدأ المرحلة الثالثة من "درع الفرات"، قبل يومين، إلا أنها أجلت إلى السبت، بسبب الإشكال الذي رافق دخول قوة أميركية إلى بلدة الراعي، وما تبعه من احتجاج وتعليق للعمل العسكري وانسحابات من قبل بعض الفصائل، ومن بينها "لواء صقور الجبل" و"الفوج الخامس" و"لواء أحرار الشرقية".
قائد "فرقة السلطان مراد" العقيد أحمد العثمان، قال لـ"المدن" إن المرحلة الثالثة من عملية "درع الفرات" بدأت بالفعل بمشاركة معظم فصائل "غرفة عمليات حوار كيليس". وأضاف العقيد العثمان أن الإشكال مع القوة الأميركية، "تم تلافيه مع الاخوة الأتراك"، لكن دخول تلك القوات أدى إلى انسحاب بعض الفصائل من العمل، أو تعليق بعضها للأعمال العسكرية في الريف الشمالي. وذلك قبل أن تُستأنف العمليات على أكثر من محور، وتمت السيطرة على قرية طاط حمص جنوب غربي مدينة الراعي، بالإضافة إلى قرية قنطرة بمحاذاة طاط حمص. ولم ينجح العمل على محور آخر غربي الراعي، باتجاه بلدة براغيدة، بسبب كثرة الألغام التي زرعها التنظيم حول البلدة. واستأنفت الفصائل الأحد العمل على محاور تل عار وبراغيدة غربي الراعي.
ويبدو وجود القوات الأميركية على الأرض، مريحاً لتركيا، ويحميها من أي استفزاز روسي أو من قبل قوات النظام والمليشيات. وكانت القوات التركية قد زادت أعدادها مؤخراً بالتزامن مع تصاعد حدة المعارك ضد تنظيم "الدولة الإٍسلامية" الذي يدافع عن مواقعه في الشمال والشرق الحلبيين.
وتغيّرت وجهة "درع الفرات" من الجبهات جنوبي الغندورة وشرقي الراعي، نحو مدينة الباب، بسبب أهمية المناطق الشمالية التي تتركز فيها أعداد كبيرة من قوات التنظيم، والتي بإمكانها تهديد الطريق الحدودي بين إعزاز وجرابلس، في أي لحظة، نظراً إلى ضيق الشريط الحدودي المحرر من تنظيم "الدولة الإٍسلامية" شمالي وشرقي إعزاز. كما يُضاف إلى ذلك القيمة الرمزية لهذه المنطقة بالنسبة للتنظيم، والتي تضم مرج دابق، حيث "الموقعة الكبرى". وهي جبهات تقليدية لم تتمكن المعارضة من تحقيق انجازات عسكرية فيها طيلة العام 2015، رغم هجماتها المتكررة وخسارتها المئات من مقاتليها.
وشهدت جبهات عران والمشرفة والمديونة جنوبي مدينة الباب، اشتباكات متقطعة بين قوات النظام والمليشيات من جهة، ومليشيات "الدولة الإسلامية" من جهة ثانية، وسط قصف مدفعي وصاروخي متبادل بين الطرفين. ونفذ الطيران الحربي الروسي أكثر من خمسين غارة جوية طالت القرى والبلدات جنوبي وشرقي مدينتي تادف والباب، ما تسبب في مقتل عشرة مدنيين.
وقصفت قوات النظام والمليشيات، بالمدفعية والصواريخ، مدن وبلدات حريتان وحيان وعندان وكفر حمرة والملاح في ريف حلب الشمالي، ما أدى إلى مقتل طفل وجرح آخرين. كما شهدت بلدات تل ممو وتل باجر وخلصه وزيتان، قصفاً مماثلاً، في محاولة من المليشيات الشيعية التقدم على أكثر من محور في ريف حلب الجنوبي.
وشنّت المقاتلات الحربية التابعة للنظام وروسيا، أكثر من عشرين غارة جوية، جنوب وغربي حلب، بالقرب من جبهات القتال وطال القصف مواقع المعارضة وطرق الامداد في محيط الأتارب و"الفوج 46" والمنصورة وخان العسل وسوق الجبس و"مشروع 1070 شقة" وكفرناها وأورم الكبرى. ونفذت الطائرات الروسية غارات بالرشاشات الثقيلة في الضواحي الشمالية بالقرب من كفر حمرة.
وحاولت قوات النظام والمليشيات التقدم للمرة الثانية على التوالي، بعد دخول الهدنة حيّز التنفيذ، في "مشروع 1070 شقة" بالقرب من حي الحمدانية جنوبي حلب. وفشلت تلك القوات بعد اشتباكات مع المعارضة، وقصف متبادل بين الطرفين. وتحاول المليشيات تأمين المحور الشمالي من طريق الراموسة، المطل على "الفنية الجوية" والحمدانية من خلال السيطرة على ما تبقى من "مشروع 1070 شقة" السكني الذي يعتبر من أكثر الخواصر الضعيفة التي ما تزال المعارضة مسيطرة عليها جنوبي حلب.
نسفت قوات النظام والمليشيات وروسيا الهدنة، أو على الأقل فإن ملامحها لم تعد موجودة على الأرض، رغم غياب المجازر وانخفاض معدل القتل اليومي كما كان قبل بدئها. وتبدو المعارضة متخوفة من استمرار الخروقات من قبل النظام وضربه لأهداف استراتيجية محاولاً الاستفادة من الاتفاق لصالحه وتحقيق تقدم جديد على الأرض.
وتعيش الأحياء الشرقية المحاصرة في مدينة حلب، أزمة إنسانية، تتصاعد بشكل يومي مع طول فترة الحصار الذي تفرضه قوات النظام والميليشيات الشيعية، في ظل عجز الأمم المتحدة عن إدخال المساعدات للمدينة. ويتهم مجلس المدينة وقوى وهيئات مدنية أخرى "الأمم المتحدة" بالتواطؤ مع النظام، ما من شأنه إطالة عمر الحصار لإجبار المعارضة على القبول بأي حل يُفرض عليها.
وسجلت أسعار السلع الغذائية والوقود في حلب المحاصرة أسعاراً خيالية خلال اليومين الماضيين، بسبب قلتها وقرب نفاد الكميات المخزنة، واحتكار التجار لها. وتوقفت مولدات الطاقة الكهربائية عن العمل، كما توقف عمل عدد من الأفران، بسبب فقدان "الديزل" اللازم للتشغيل.
وفي الشمال الحلبي، بالقرب من الحدود السورية التركية، أطلقت الفصائل المسلحة المنضوية في "غرفة عمليات حوار كيليس"، مرحلة جديدة من معركتها ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" في إطار "درع الفرات"، لتطهير المناطق الحدودية من التنظيم بين إعزاز وجرابلس. وباشرت الفصائل عملها في جبهات جنوب غربي بلدة الراعي، وسيطرت السبت على قريتي طاط حمص وقنطرة وعدد من المزارع، ولاقت مقاومة عنيفة من قبل التنظيم الذي خسر أكثر من عشرين مقاتلاً من عناصره خلال المعارك والضربات الجوية التي نفذها الطيران التركي وطيران "التحالف الدولي".
وكان يُفترض أن تبدأ المرحلة الثالثة من "درع الفرات"، قبل يومين، إلا أنها أجلت إلى السبت، بسبب الإشكال الذي رافق دخول قوة أميركية إلى بلدة الراعي، وما تبعه من احتجاج وتعليق للعمل العسكري وانسحابات من قبل بعض الفصائل، ومن بينها "لواء صقور الجبل" و"الفوج الخامس" و"لواء أحرار الشرقية".
قائد "فرقة السلطان مراد" العقيد أحمد العثمان، قال لـ"المدن" إن المرحلة الثالثة من عملية "درع الفرات" بدأت بالفعل بمشاركة معظم فصائل "غرفة عمليات حوار كيليس". وأضاف العقيد العثمان أن الإشكال مع القوة الأميركية، "تم تلافيه مع الاخوة الأتراك"، لكن دخول تلك القوات أدى إلى انسحاب بعض الفصائل من العمل، أو تعليق بعضها للأعمال العسكرية في الريف الشمالي. وذلك قبل أن تُستأنف العمليات على أكثر من محور، وتمت السيطرة على قرية طاط حمص جنوب غربي مدينة الراعي، بالإضافة إلى قرية قنطرة بمحاذاة طاط حمص. ولم ينجح العمل على محور آخر غربي الراعي، باتجاه بلدة براغيدة، بسبب كثرة الألغام التي زرعها التنظيم حول البلدة. واستأنفت الفصائل الأحد العمل على محاور تل عار وبراغيدة غربي الراعي.
ويبدو وجود القوات الأميركية على الأرض، مريحاً لتركيا، ويحميها من أي استفزاز روسي أو من قبل قوات النظام والمليشيات. وكانت القوات التركية قد زادت أعدادها مؤخراً بالتزامن مع تصاعد حدة المعارك ضد تنظيم "الدولة الإٍسلامية" الذي يدافع عن مواقعه في الشمال والشرق الحلبيين.
وتغيّرت وجهة "درع الفرات" من الجبهات جنوبي الغندورة وشرقي الراعي، نحو مدينة الباب، بسبب أهمية المناطق الشمالية التي تتركز فيها أعداد كبيرة من قوات التنظيم، والتي بإمكانها تهديد الطريق الحدودي بين إعزاز وجرابلس، في أي لحظة، نظراً إلى ضيق الشريط الحدودي المحرر من تنظيم "الدولة الإٍسلامية" شمالي وشرقي إعزاز. كما يُضاف إلى ذلك القيمة الرمزية لهذه المنطقة بالنسبة للتنظيم، والتي تضم مرج دابق، حيث "الموقعة الكبرى". وهي جبهات تقليدية لم تتمكن المعارضة من تحقيق انجازات عسكرية فيها طيلة العام 2015، رغم هجماتها المتكررة وخسارتها المئات من مقاتليها.
وشهدت جبهات عران والمشرفة والمديونة جنوبي مدينة الباب، اشتباكات متقطعة بين قوات النظام والمليشيات من جهة، ومليشيات "الدولة الإسلامية" من جهة ثانية، وسط قصف مدفعي وصاروخي متبادل بين الطرفين. ونفذ الطيران الحربي الروسي أكثر من خمسين غارة جوية طالت القرى والبلدات جنوبي وشرقي مدينتي تادف والباب، ما تسبب في مقتل عشرة مدنيين.