"الإدارة الذاتية" والنظام.. مسرحية جديدة في القامشلي؟
اندلعت اشتباكات عنيفة، الأربعاء، بين قوات النظام وقوات "الأمن الداخلي الكردي" التابعة لحزب "الاتحاد الديموقراطي" والمعروفة باسم "الأسايش"، في المربع الأمني الذي تسيطر عليه قوات النظام في مدينة القامشلي شمال شرقي الحسكة.
وانخفض منسوب التوتر، الخميس، وعاد الهدوء إلى المدينة وتمّ اخراج جميع العالقين في مناطق الاشتباكات، مع استمرار استنفار "الأسايش"، وسط أنباء عن هدنة بين الطرفين. وأكدت عضو "الهيئة القيادية" في "الأسايش" ايتان فرات، في تصريح لوسائل الإعلام المقربة من "الاتحاد الديموقراطي"، إبرام الهدنة مع قوات النظام.
الاشتباكات بدأت بعد قيام مليشيا "الدفاع الوطني" بتوقيف سيارة تابعة لشرطة مرور "الإدارة الذاتية"، تبعها إطلاق نار على دوريتين تابعتين لقوات "الأسايش". وسرعان ما تطورت الأحداث، وشملت كامل "المربع الأمني"، بعد تلقي "الدفاع الوطني" مساندة من مليشيا "السوتورو" السريانية وقوات النظام، فيما تلقت "الأسايش" مساندة من مليشيات "وحدات حماية الشعب" وقوات كردية خاصة تعرف باسم "قوات مكافحة الإرهاب".
و"الدفاع الوطني" في القامشلي، هي مليشيا صغيرة لا يتجاوز عدد عناصرها الـ500، ومعظم منتسبيها من عشيرة طي العربية التي تقطن أحد أحياء مدينة القامشلي، وتعمل مع مليشيا "السوتورو" المسيحية، بأوامر مباشرة من النظام. و"السوتورو" كمليشيات سريانية تنقسم من حيث الولاء إلى فرعين، إحداهما تتبع لـ"المجلس الملي" المنبثق عن الكنيسة السريانية، وتدين بالولاء للنظام، في حين أن "السوتورو" التابعة لـ"الاتحاد السرياني" متحالفة مع "الإدارة الذاتية" التابعة لحزب "الاتحاد الديموقراطي". الأمر ذاته ينطبق على العرب في منطقة الجزيرة، فقوات "الصناديد" التابعة لعشيرة الشمر تتبع لـ"الإدارة الذاتية"، في حين أن عشيرة طي اختارت الانضمام إلى مليشيا "الدفاع الوطني".
"الأسايش" حاصرت "المربع الأمني" كاملاً، انطلاقاً من مديرية المنطقة إلى الحدود السورية-التركية، بالقرب من معبر نصيبين، كما قطعت خط الإمداد بين "المربع الأمني" ومطار القامشلي و"الفوج 192" التابع لقوات النظام.
قوات النظام ردّت بنشر القناصة على سطوح بعض المباني، في مسجد زين العابدين ومدرسة زكي الأرسوزي والمشفى الوطني القديم، واستهدفت المدنيين، بحسب ما أكده الإعلامي الكردي همبر كوسا. وأضاف كوسا أن حصيلة القتلى كانت 5 من "الأسايش" و30 من قوات النظام، بحسب مصادر "الإدارة الذاتية"، في حين أكدت مصادر طبية، سقوط قتيلين من "الأسايش"، و8 قتلى من قوات النظام. وحوصر نتيجة الاشتباكات مدنيون وطلبة المدارس بالقرب من "المربع الأمني".
المواجهات بدأت الساعة 11 قبيل ظهر الأربعاء، واستمرت بشكل متقطع حتى الساعة 11 ليلاً. وأعلنت سلطات مطار القامشلي عن توقف الرحلات المدنية بين القامشلي ودمشق. وتواترت أنباء عن وصول وفد عسكري-أمني تابع للنظام إلى المطار، أجرى مفاوضات مع "وحدات الحماية" أسفرت عن تسليم النظام معبر نصيبين الرسمي إلى "الأسايش"، بحسب ما ذكر مصدر خاص لـ"المدن".
واستطاعت "الأسايش" السيطرة على سجن علايا وكامل الطريق الفاصل بين مدينتي القامشلي السورية ونصيبين التركية، الذي كان تحت سيطرة قوات للنظام.
وعلى الرغم من اختلاف الاشتباكات الحالية عما سبقها من مواجهات بين قوات النظام و"الوحدات" الكردية، من حيث الحدة وتحليق الطيران التابع للنظام على ارتفاع منخفض من دون تنفيذ غارات، إلا أن بعض السياسيين الأكراد رأوا بأنها لا تخرج من سلسلة المسرحيات التي يقوم بها الطرفان لأهداف سياسية.
عضو اللجنة المركزية في الحزب "الديموقراطي الكردستاني–سوريا" عمر كوجري، أوضح لـ"المدن"، أنه بعدما فشل حزب "الاتحاد الديموقراطي" سياسياً في السيطرة على المناطق الكردية، يحاول النظام أن يبعث له بعض البريق من خلال الترويج له كمعارض، بافتعال مثل هذه الاشتباكات، في سبيل تسويقه في جولات قادمة من مفاوضات "جنيف-3".
وأضاف كوجري أن الاشتباكات كانت ضمن عملية التسويق لـ"الاتحاد الديموقراطي" على حساب نظيره "المجلس الوطني الكردي"، ممثل الأكراد في "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة". وتزامنت الاشتباكات مع تظاهرة قام بها أنصار "الاتحاد الديموقراطي" في مدينة رميلان، رفعوا فيها صور ممثلي الأكراد في جنيف كُتب عليها "كفاكم خيانة"، كما تزامنت مع تصريحات لرئيس وفد النظام بشار الجعفري، اتهم فيها ممثل الأكراد في جنيف، بالتشجيع على عودة العمليات القتالية.
إلا أن بعض السياسيين الأكراد، يرون بأن هناك خلافات داخلية ضمن التنظيمات العسكرية التابعة لحزب "العمال الكردستاني"، وأن هناك من يرفض بينهم الاستمرار في العمل وفق أجندة النظام. وكتب المفكر الكردي صلاح بدر الدين، في صفحته الشخصية في موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك": "ليس سراً أن هناك صراعاً داخل صفوف الجماعات الكردية السورية السياسية والعسكرية التابعة للعمال الكردستاني خصوصاً بين المقاتلين الشباب الوطنيين الذين ينفذون الأوامر من جهة، وقيادة تنظيم الاتحاد الديموقراطي والأجهزة الأمنية وأصحاب القرار الأشباح في قنديل ودمشق واللاذقية الخاضعين لأوامر المخابرات الجوية وفيلق القدس".
وأضاف بدر الدين: "نؤكد ذلك ليس استناداً إلى الانشقاقات الفردية المستمرة، ولا إلى الأخبار المسربة من مصادر معينة من داخل الجماعة، بل من أحداث ووقائع على الأرض في مختلف المناطق". وما جرى منذ صباح الأربعاء في القامشلي، هو أحد التجليات عن غليان ورغبة أحد الأجنحة في التصدي لقوات النظام، بحسب بدر الدين، و"إن صح ذلك فستكون خطوة مرحبٌ بها قومياً ووطنياً".
وحتى لو استطاعت "وحدات الحماية" السيطرة على كامل "المربع الأمني" فإن ذلك لا يعني انتهاء نفوذ النظام في مدينة القامشلي، فنقاطه العسكرية المهمة موجودة في المطار و"فوج طرطب"، إلا أن ذلك سيعزز من حظوظ "الاتحاد الديموقراطي" للمشاركة في جولات جنيف القادمة، كما أن سيطرته على معبر نصيبين-القامشلي الحدودي، سيفرض شكلاً جديداً من العلاقة مع تركيا.
وانخفض منسوب التوتر، الخميس، وعاد الهدوء إلى المدينة وتمّ اخراج جميع العالقين في مناطق الاشتباكات، مع استمرار استنفار "الأسايش"، وسط أنباء عن هدنة بين الطرفين. وأكدت عضو "الهيئة القيادية" في "الأسايش" ايتان فرات، في تصريح لوسائل الإعلام المقربة من "الاتحاد الديموقراطي"، إبرام الهدنة مع قوات النظام.
الاشتباكات بدأت بعد قيام مليشيا "الدفاع الوطني" بتوقيف سيارة تابعة لشرطة مرور "الإدارة الذاتية"، تبعها إطلاق نار على دوريتين تابعتين لقوات "الأسايش". وسرعان ما تطورت الأحداث، وشملت كامل "المربع الأمني"، بعد تلقي "الدفاع الوطني" مساندة من مليشيا "السوتورو" السريانية وقوات النظام، فيما تلقت "الأسايش" مساندة من مليشيات "وحدات حماية الشعب" وقوات كردية خاصة تعرف باسم "قوات مكافحة الإرهاب".
و"الدفاع الوطني" في القامشلي، هي مليشيا صغيرة لا يتجاوز عدد عناصرها الـ500، ومعظم منتسبيها من عشيرة طي العربية التي تقطن أحد أحياء مدينة القامشلي، وتعمل مع مليشيا "السوتورو" المسيحية، بأوامر مباشرة من النظام. و"السوتورو" كمليشيات سريانية تنقسم من حيث الولاء إلى فرعين، إحداهما تتبع لـ"المجلس الملي" المنبثق عن الكنيسة السريانية، وتدين بالولاء للنظام، في حين أن "السوتورو" التابعة لـ"الاتحاد السرياني" متحالفة مع "الإدارة الذاتية" التابعة لحزب "الاتحاد الديموقراطي". الأمر ذاته ينطبق على العرب في منطقة الجزيرة، فقوات "الصناديد" التابعة لعشيرة الشمر تتبع لـ"الإدارة الذاتية"، في حين أن عشيرة طي اختارت الانضمام إلى مليشيا "الدفاع الوطني".
"الأسايش" حاصرت "المربع الأمني" كاملاً، انطلاقاً من مديرية المنطقة إلى الحدود السورية-التركية، بالقرب من معبر نصيبين، كما قطعت خط الإمداد بين "المربع الأمني" ومطار القامشلي و"الفوج 192" التابع لقوات النظام.
قوات النظام ردّت بنشر القناصة على سطوح بعض المباني، في مسجد زين العابدين ومدرسة زكي الأرسوزي والمشفى الوطني القديم، واستهدفت المدنيين، بحسب ما أكده الإعلامي الكردي همبر كوسا. وأضاف كوسا أن حصيلة القتلى كانت 5 من "الأسايش" و30 من قوات النظام، بحسب مصادر "الإدارة الذاتية"، في حين أكدت مصادر طبية، سقوط قتيلين من "الأسايش"، و8 قتلى من قوات النظام. وحوصر نتيجة الاشتباكات مدنيون وطلبة المدارس بالقرب من "المربع الأمني".
المواجهات بدأت الساعة 11 قبيل ظهر الأربعاء، واستمرت بشكل متقطع حتى الساعة 11 ليلاً. وأعلنت سلطات مطار القامشلي عن توقف الرحلات المدنية بين القامشلي ودمشق. وتواترت أنباء عن وصول وفد عسكري-أمني تابع للنظام إلى المطار، أجرى مفاوضات مع "وحدات الحماية" أسفرت عن تسليم النظام معبر نصيبين الرسمي إلى "الأسايش"، بحسب ما ذكر مصدر خاص لـ"المدن".
واستطاعت "الأسايش" السيطرة على سجن علايا وكامل الطريق الفاصل بين مدينتي القامشلي السورية ونصيبين التركية، الذي كان تحت سيطرة قوات للنظام.
وعلى الرغم من اختلاف الاشتباكات الحالية عما سبقها من مواجهات بين قوات النظام و"الوحدات" الكردية، من حيث الحدة وتحليق الطيران التابع للنظام على ارتفاع منخفض من دون تنفيذ غارات، إلا أن بعض السياسيين الأكراد رأوا بأنها لا تخرج من سلسلة المسرحيات التي يقوم بها الطرفان لأهداف سياسية.
عضو اللجنة المركزية في الحزب "الديموقراطي الكردستاني–سوريا" عمر كوجري، أوضح لـ"المدن"، أنه بعدما فشل حزب "الاتحاد الديموقراطي" سياسياً في السيطرة على المناطق الكردية، يحاول النظام أن يبعث له بعض البريق من خلال الترويج له كمعارض، بافتعال مثل هذه الاشتباكات، في سبيل تسويقه في جولات قادمة من مفاوضات "جنيف-3".
وأضاف كوجري أن الاشتباكات كانت ضمن عملية التسويق لـ"الاتحاد الديموقراطي" على حساب نظيره "المجلس الوطني الكردي"، ممثل الأكراد في "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة". وتزامنت الاشتباكات مع تظاهرة قام بها أنصار "الاتحاد الديموقراطي" في مدينة رميلان، رفعوا فيها صور ممثلي الأكراد في جنيف كُتب عليها "كفاكم خيانة"، كما تزامنت مع تصريحات لرئيس وفد النظام بشار الجعفري، اتهم فيها ممثل الأكراد في جنيف، بالتشجيع على عودة العمليات القتالية.
إلا أن بعض السياسيين الأكراد، يرون بأن هناك خلافات داخلية ضمن التنظيمات العسكرية التابعة لحزب "العمال الكردستاني"، وأن هناك من يرفض بينهم الاستمرار في العمل وفق أجندة النظام. وكتب المفكر الكردي صلاح بدر الدين، في صفحته الشخصية في موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك": "ليس سراً أن هناك صراعاً داخل صفوف الجماعات الكردية السورية السياسية والعسكرية التابعة للعمال الكردستاني خصوصاً بين المقاتلين الشباب الوطنيين الذين ينفذون الأوامر من جهة، وقيادة تنظيم الاتحاد الديموقراطي والأجهزة الأمنية وأصحاب القرار الأشباح في قنديل ودمشق واللاذقية الخاضعين لأوامر المخابرات الجوية وفيلق القدس".
وأضاف بدر الدين: "نؤكد ذلك ليس استناداً إلى الانشقاقات الفردية المستمرة، ولا إلى الأخبار المسربة من مصادر معينة من داخل الجماعة، بل من أحداث ووقائع على الأرض في مختلف المناطق". وما جرى منذ صباح الأربعاء في القامشلي، هو أحد التجليات عن غليان ورغبة أحد الأجنحة في التصدي لقوات النظام، بحسب بدر الدين، و"إن صح ذلك فستكون خطوة مرحبٌ بها قومياً ووطنياً".
وحتى لو استطاعت "وحدات الحماية" السيطرة على كامل "المربع الأمني" فإن ذلك لا يعني انتهاء نفوذ النظام في مدينة القامشلي، فنقاطه العسكرية المهمة موجودة في المطار و"فوج طرطب"، إلا أن ذلك سيعزز من حظوظ "الاتحاد الديموقراطي" للمشاركة في جولات جنيف القادمة، كما أن سيطرته على معبر نصيبين-القامشلي الحدودي، سيفرض شكلاً جديداً من العلاقة مع تركيا.