الأسد يدعو المعارضة لإلقاء السلاح..وقواته تواصل خرق الهدنة

المدن - عرب وعالم
الثلاثاء   2016/03/01
قامت القوات الروسية بتنفيذ 6 خروقات للهدنة في يومها الثالث (الرئاسة السورية)

وصف الرئيس السوري بشار الأسد اتفاق "وقف الأعمال العدائية" بأنه "بصيص أمل" لحل الأزمة السورية، متعهداً بالمساعدة على إنجاحه. وقال الأسد، خلال مقابلة أجراها مع تلفزيون "ARD" الألماني، إن "الإرهابيين خرقوا الاتفاق منذ الساعة الأولى"،  مشيراً إلى أن "الجيش السوري يمتنع عن الرد كي نعطي فرصة للمحافظة على الاتفاق.. لكن في النهاية هناك حدود، وهذا يعتمد على الطرف الآخر".

ودعا الأسد المعارضة المسلحة إلى إلقاء السلاح والعودة إلى الحياة المدنية، مشيراً إلى أنه "سواء أراد (المسلح) الانضمام إلى العملية السياسية، أو لم يكن مهتماً بالعملية السياسية، ولم يكن لديك أي أجندة سياسية، لا يهم. الأمر الأكثر أهمية بالنسبة لي قانونياً ودستورياً، واستناداً إلى مصلحة الشعب السوري والمبدأ الذي تقوم عليه أي دولة هو أنه لا يُسمح لك، كمواطن، أن تحمل الأسلحة الرشاشة وتُلحق الأذى بالأشخاص أو الممتلكات. هذا هو كل ما نطلبه. نحن لا نطلب شيئاً. إننا نمنحهم العفو الكامل، وقد حدث ذلك، وانضموا إلى الجيش السوري، وبعضهم انضم إلى الحياة السياسية"، على حد تعبيره.


الهدنة، التي دخلت حيز التنفيذ منتصف ليل الجمعة/السبت، نتيجة اتفاق أميركي-روسي، سجّلت 15 خرقاً خلال 24 ساعة الماضية، في أرياف دمشق، وحلب، وحمص، واللاذقية، بحسب ما أعلنت وزارة الخارجية الروسية، الثلاثاء، في حين نائب وزير الخارجية الروسية ميخائيل بوغدانوف، إن روسيا لم تنتهك وقف الأعمال القتالية في سوريا، مشيراً إلى أن بلاده لم تتلق أي شكاوى من قبل المعارضة السورية. وأكّد أن القصف الروسي مستمر ولكن "ليس في مواقع المعارضة".


في المقابل، وثّقت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" حالات خرق للهدنة ارتكبها النظام وروسيا، ما يدحض مزاعم الأسد وبوغدانوف. وقال التقرير إن ما تمّ توثيقه حتى ظهر الثلاثاء، بلغ 44 حالة خرق، تراوحت ما بين أعمال عسكرية وأعمال اعتقال. وقامت القوات الحكومية بـ20 عملية قتالية خرقت من خلالها الهدنة، وكان نصيب محافظتي إدلب وحماة 5 خروقات لكل محافظة، في حين بلغ عدد الخروقات في كل من حمص وريف دمشق 4 خروقات قتالية في كل محافظة، فيما تمّ خرق الهدنة في اللاذقية بعمليتين قتاليتين.


وقامت القوات الروسية بتنفيذ 6 خروق للهدنة، توزعت على الشكل التالي: 5 في محافظة حماة، وخرق واحد في محافظة حلب. وشهدت حلب خرقاً آخر للهدنة من قبل قوات الإدارة الذاتية الكردية، وسقط ضحية هذه الخروق 13 قتيلاً مدنياً، إضافة إلى  6 قتلى من مسلحي المعارضة. أما خرق الهدنة عن طريق الاعتقال، فقد تمّ عبر اعتقال 17 شخصاً من قبل القوات الحكومية توزعوا على عدد من المحافظات السورية على الشكل التالي: 4 معتقلين من محافظة دمشق، 3 من كل من اللاذقية، وريف دمشق، وحلب، ومعتقلان في كل من حماة وحمص.


من جهة ثانية، دعا وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف، الثلاثاء، في المؤتمر الدولي لنزع السلاح المنعقد على هامش الدورة الـ31 لمجلس حقوق الإنسان في جنيف، إلى بدء مشاورات دولية حول منع وقوع أسلحة الدمار الشامل بأيدي الإرهابيين، وإلى وضع اتفاقية دولية حول التصدي لـ"الإهاب الكيماوي". معتبراً أن الجميع بات يعترف بتنامي خطر وقوع أسلحة الدمار الشامل في أيدي كيانات غير دولية، في إشارة إلى أنباء تحدثت عن استخدام مواد سامة من قبل تنظيم "الدولة الإسلامية" في مدينة مارع السورية، محذراً من خطر وقوع هجمات مشابهة في كل من ليبيا واليمن.


وكان وزير الخارجية الأميركية جون كيري قد قال في مؤتمر صحافي، عقده مع نظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير، الليلة الماضية، إن بلاده تبذل جهوداً للتحقق من الانتهاكات المزعومة لوقف الأعمال القتالية في سوريا. مشيراً إلى أن أميركا تدقق "في العملية التي انشأناها لمعرفة هل حدث إنتهاك فعلاً، أو أنه كان في الواقع اشتباكاً مشروعاً ضد جبهة النصرة فقط أو داعش فقط". وأكّد على أنه بالرغم من وجود تقارير عن انتهاكات للهدنة إلا أن غالبية المناطق السورية شهدت إنخفاضاً في أعمال العنف، داعياً "جميع الأطراف ألا تبحث عن وسيلة للتملص من المسؤولية التي يفرضها اتفاق وقف الأعمال القتالية".


وأعلنت الإدارة الأميركية أن مسؤولين في البنتاغون عقدوا، الاثنين، اجتماعاً عبر الفيديو، مع مسؤولين في وزارة الدفاع الروسية، تباحثوا خلاله في سلامة العمليات العسكرية الجوية في سوريا. ووفقاً للاتفاق الذي توصلت إليه واشنطن وموسكو في تشرين الأول/أكتوبر حول التنسيق في الأجواء السورية، فإن البلدين يجريان مباحثات منتظمة من أجل تحسين سبل وآليات التواصل بين العسكريين لتجنب وقوع أي حادث اصطدام أو اشتباك بين الطرفين. وقال المتحدث باسم البنتاغون بيتر كوك، إن الاجتماع بحث سلامة الطلعات الجوية "حصراً"، مشيراً إلى عدم التطرق إلى مسألة وقف إطلاق النار. وأكّد كوك، أن تطبيق وقف إطلاق النار في سوريا يبحث حالياً، بين أميركا وروسيا، على المستوى الدبلوماسي وليس العسكري.