اغتيالات إدلب: "جند الأقصى" ليست المتهم الوحيد
قُتل قياديان من "جيش العزة" وعنصر من "حركة أحرار الشام الإسلامية"، في هجومين استهدفا مقراً وحاجزاً في ريف إدلب الجنوبي، صباح الأحد، ووصفت تقارير إعلامية المنفذين بـ"المجهولين".
في بلدة معرتحرمة في ريف إدلب الجنوبي، قُتل قائد "كتيبة الفرقان" أحمد علي الخطيب، والقائد العسكري للكتيبة يونس زريق، نتيجة مداهمة مسلحين مقر الكتيبة التابعة لـ"جيش العزة"، في منطقة الوادي غربي القرية، عند الساعة الربعة فجراً. أحد عناصر المقر، قال لـ"المدن"، إن 10 مسلحين ملثمين نفذوا عملية المداهمة، وصفّوا قائد الكتيبة والقائد العسكري بطلقات نارية في الرأس، بمسدسات كاتمة للصوت. المهاجمون سرقوا سيارتي دفع رباعي مزودتين برشاشات، وأجهزة اتصال لاسلكي، وتركوا بقية ممتلكات الكتيبة والذخائر، وأبقوا على أحد عناصر الكتيبة مكبلاً داخل المقر.
وفي حين توجهت أصابع الاتهام إلى "جند الأقصى" بالوقوف خلف العملية، استبعد ريان حاج أحمد، أحد أبناء البلدة، أن يكون لتصفية القياديين صلّة بالاقتتال الدائر بين "أحرار الشام" و"جند الأقصى". حاج أحمد قال لـ"المدن"، إن قيادة الكتيبة التزمت قتال النظام في منطقة ريف إدلب وحماة، وعدم الخوض في أي صراعات جانبية. فقد انشقت في وقت سابق عن "لواء فرسان الحق" العامل في ريف إدلب الجنوبي وأحد مكونات "جيش إدلب الحر" رفضاً للمشاركة في عمليات "درع الفرات". وانضمت الكتيبة إلى "جيش العزة" العامل في ريف حماة. وفي الوقت الذي اشتدت فيه المعركة بين "أحرار الشام" و"جند الأقصى" في ريف إدلب الجنوبي، كانت الكتيبة ترابط على جبهات ريف حماة الشمالي ضمن عمليات "غزوة مروان حديد" التي أطلقها "جند الأقصى" بالتعاون مع "جيش العزة". الأمر الذي "يبعد الشكوك في مقتل القياديين عن تصفيات مرتبطة بالصراعات الأخيرة". وأكد حاج أحمد، أن هدف العملية تصفية القيادات الثورية الملتزمة بقتال النظام، والبعيدة عن الأجندات، ويمكن ضلوع خلايا تابعة للنظام أو "داعش" في عملية الاغتيال.
وبالتزامن مع عملية الاغتيال لقياديي "كتيبة الفاروق"، تعرض حاجز يتبع لـ"حركة أحرار الشام الإسلامية" في بلدة الهبيط جنوبي معرتحرمة في ريف إدلب الجنوبي، إلى هجوم مسلح بمسدسات كاتمة للصوت، أدى إلى مقتل مصطفى جدعان، المعروف بـ"المرصد".
ناشطون من إدلب، عزوا تصاعد وتيرة الاغتيالات في إدلب إلى تشتت الفصائل، وانتشار المظاهر المسلحة، وعودة ظهور الملثمين رغم الانتشار الكثيف للحواجز على الطرقات الرئيسية. في حين تخلو الطرقات الزراعية من الحواجز، وهي التي يسلكها قطاع الطرق، ومنفذو الاغتيالات بشكل مستمر. وبحسب الإعلامي أبو خالد الإدلبي، فإن معظم الحواجز العسكرية توجد على الطرق الدولية الرئيسية، ومنها طريق دمشق–حلب، بين خان شيخون وسراقب مروراً بمعرة النعمان، وطريق حلب–اللاذقية بين سراقب وجسر الشغور. إلا أن وجود الحواجز على الطرق الرئيسية لا يمنع عمليات الاغتيال وزراعة العبوات الناسفة، فمعظم عناصر الحواجز غير ملتزمين بالحراسة أثناء ساعات الليل والصباح الباكر. كما تمر على الحواجز من دون تفتيش سيارات الـ"فان"، التي تحمل رايات الفصائل، خاصةً إذا كان مستقلوها ملثمين. ومعظم الملثمين يتبعون إلى "جبهة فتح الشام"، وتخشى الحواجز توقيفهم أو طلب التعرف على هوياتهم، ما يعرض عناصر الحاجز للهجوم أو الاعتقال من قبل "جبهة فتح الشام".
ويؤكد إعلاميون من إدلب أن "جند الأقصى" يقف وراء تصفية معظم القادة في الجيش الحر و"حركة أحرار الشام"، والقيام بأعمال تخريب في المحافظة. وكان "جند الأقصى" قد اندمج مع "جبهة فتح الشام"، بعد المعارك الأخيرة التي خاضها مع "حركة أحرار الشام". وكانت آخر أعمال "جند الأقصى" حرق الباصات المخصصة لإجلاء أهالي بلدتي كفريا والفوعة المواليتين، بالقرب من مدينة إدلب.
"حركة أحرار الشام الإسلامية" كانت قد نشرت في وقت سابق اعترافات عناصر من "جند الأقصى" على صلة بتنظيم "الدولة الإسلامية"، ممن عملوا على زرع عبوات ناسفة على الطرقات الرئيسية، هدفها قتل الثوار والقيادات العسكرية. وارتبط اسم "جند الأقصى" بعمليات القتل وتصفية الرموز الثورية بعد اغتيالهم قائد "لواء سهام الحق" التابع لـ"فيلق الشام" الشيخ مازن قسوم، من دون أن تتم محاسبتهم.
العبوات الناسفة، استهدفت قبل أيام قائد "كتائب صقور الشام" أحمد عيسى الشيخ، الملقب "أبو عيسى"، نائب قائد "حركة أحرار الشام" سابقاً، في مدينة حارم الحدودية مع تركيا، إثر زرع عبوة ناسفة في سيارته، انفجرت من دون أضرار بشرية. ويُعد أبو عيسى من أبرز الداعين لقتال "جند الأقصى".
ويشير مطلعون إلى أن هدف عمليات الاغتيال قد يرتبط بتصفية قيادات ضالعة بالحرب على تنظيم "جند الأقصى"، إلا أن أسباباً أخرى لعمليات الاغتيال يجب عدم إغفالها؛ كتصفية القيادات "المُعطلة" للاندماج بين الفصائل الإسلامية. وجاء التهديد العلني هذه المرة من الشرعي في "فتح الشام" أبو اليقظان المصري، والذي كان قد انشق سابقاً عن "حركة أحرار الشام الإسلامية". المصري ذكر في تغريدة له في "تويتر": "لن يقف طلبة العلم العاملين في الساحة مكتوفي الأيدي أمام مخططي تعطيل الاندماج من المنظّرين وبعض القادة المخادعين". المصري قال: "جاء دور حاملي العلم والسلاح"، ما اعتبر تهديداً واضحاً لبعض قيادات "أحرار الشام" المُتهمين بتعطيل الاندماج.
في بلدة معرتحرمة في ريف إدلب الجنوبي، قُتل قائد "كتيبة الفرقان" أحمد علي الخطيب، والقائد العسكري للكتيبة يونس زريق، نتيجة مداهمة مسلحين مقر الكتيبة التابعة لـ"جيش العزة"، في منطقة الوادي غربي القرية، عند الساعة الربعة فجراً. أحد عناصر المقر، قال لـ"المدن"، إن 10 مسلحين ملثمين نفذوا عملية المداهمة، وصفّوا قائد الكتيبة والقائد العسكري بطلقات نارية في الرأس، بمسدسات كاتمة للصوت. المهاجمون سرقوا سيارتي دفع رباعي مزودتين برشاشات، وأجهزة اتصال لاسلكي، وتركوا بقية ممتلكات الكتيبة والذخائر، وأبقوا على أحد عناصر الكتيبة مكبلاً داخل المقر.
وفي حين توجهت أصابع الاتهام إلى "جند الأقصى" بالوقوف خلف العملية، استبعد ريان حاج أحمد، أحد أبناء البلدة، أن يكون لتصفية القياديين صلّة بالاقتتال الدائر بين "أحرار الشام" و"جند الأقصى". حاج أحمد قال لـ"المدن"، إن قيادة الكتيبة التزمت قتال النظام في منطقة ريف إدلب وحماة، وعدم الخوض في أي صراعات جانبية. فقد انشقت في وقت سابق عن "لواء فرسان الحق" العامل في ريف إدلب الجنوبي وأحد مكونات "جيش إدلب الحر" رفضاً للمشاركة في عمليات "درع الفرات". وانضمت الكتيبة إلى "جيش العزة" العامل في ريف حماة. وفي الوقت الذي اشتدت فيه المعركة بين "أحرار الشام" و"جند الأقصى" في ريف إدلب الجنوبي، كانت الكتيبة ترابط على جبهات ريف حماة الشمالي ضمن عمليات "غزوة مروان حديد" التي أطلقها "جند الأقصى" بالتعاون مع "جيش العزة". الأمر الذي "يبعد الشكوك في مقتل القياديين عن تصفيات مرتبطة بالصراعات الأخيرة". وأكد حاج أحمد، أن هدف العملية تصفية القيادات الثورية الملتزمة بقتال النظام، والبعيدة عن الأجندات، ويمكن ضلوع خلايا تابعة للنظام أو "داعش" في عملية الاغتيال.
وبالتزامن مع عملية الاغتيال لقياديي "كتيبة الفاروق"، تعرض حاجز يتبع لـ"حركة أحرار الشام الإسلامية" في بلدة الهبيط جنوبي معرتحرمة في ريف إدلب الجنوبي، إلى هجوم مسلح بمسدسات كاتمة للصوت، أدى إلى مقتل مصطفى جدعان، المعروف بـ"المرصد".
ناشطون من إدلب، عزوا تصاعد وتيرة الاغتيالات في إدلب إلى تشتت الفصائل، وانتشار المظاهر المسلحة، وعودة ظهور الملثمين رغم الانتشار الكثيف للحواجز على الطرقات الرئيسية. في حين تخلو الطرقات الزراعية من الحواجز، وهي التي يسلكها قطاع الطرق، ومنفذو الاغتيالات بشكل مستمر. وبحسب الإعلامي أبو خالد الإدلبي، فإن معظم الحواجز العسكرية توجد على الطرق الدولية الرئيسية، ومنها طريق دمشق–حلب، بين خان شيخون وسراقب مروراً بمعرة النعمان، وطريق حلب–اللاذقية بين سراقب وجسر الشغور. إلا أن وجود الحواجز على الطرق الرئيسية لا يمنع عمليات الاغتيال وزراعة العبوات الناسفة، فمعظم عناصر الحواجز غير ملتزمين بالحراسة أثناء ساعات الليل والصباح الباكر. كما تمر على الحواجز من دون تفتيش سيارات الـ"فان"، التي تحمل رايات الفصائل، خاصةً إذا كان مستقلوها ملثمين. ومعظم الملثمين يتبعون إلى "جبهة فتح الشام"، وتخشى الحواجز توقيفهم أو طلب التعرف على هوياتهم، ما يعرض عناصر الحاجز للهجوم أو الاعتقال من قبل "جبهة فتح الشام".
ويؤكد إعلاميون من إدلب أن "جند الأقصى" يقف وراء تصفية معظم القادة في الجيش الحر و"حركة أحرار الشام"، والقيام بأعمال تخريب في المحافظة. وكان "جند الأقصى" قد اندمج مع "جبهة فتح الشام"، بعد المعارك الأخيرة التي خاضها مع "حركة أحرار الشام". وكانت آخر أعمال "جند الأقصى" حرق الباصات المخصصة لإجلاء أهالي بلدتي كفريا والفوعة المواليتين، بالقرب من مدينة إدلب.
"حركة أحرار الشام الإسلامية" كانت قد نشرت في وقت سابق اعترافات عناصر من "جند الأقصى" على صلة بتنظيم "الدولة الإسلامية"، ممن عملوا على زرع عبوات ناسفة على الطرقات الرئيسية، هدفها قتل الثوار والقيادات العسكرية. وارتبط اسم "جند الأقصى" بعمليات القتل وتصفية الرموز الثورية بعد اغتيالهم قائد "لواء سهام الحق" التابع لـ"فيلق الشام" الشيخ مازن قسوم، من دون أن تتم محاسبتهم.
العبوات الناسفة، استهدفت قبل أيام قائد "كتائب صقور الشام" أحمد عيسى الشيخ، الملقب "أبو عيسى"، نائب قائد "حركة أحرار الشام" سابقاً، في مدينة حارم الحدودية مع تركيا، إثر زرع عبوة ناسفة في سيارته، انفجرت من دون أضرار بشرية. ويُعد أبو عيسى من أبرز الداعين لقتال "جند الأقصى".
ويشير مطلعون إلى أن هدف عمليات الاغتيال قد يرتبط بتصفية قيادات ضالعة بالحرب على تنظيم "جند الأقصى"، إلا أن أسباباً أخرى لعمليات الاغتيال يجب عدم إغفالها؛ كتصفية القيادات "المُعطلة" للاندماج بين الفصائل الإسلامية. وجاء التهديد العلني هذه المرة من الشرعي في "فتح الشام" أبو اليقظان المصري، والذي كان قد انشق سابقاً عن "حركة أحرار الشام الإسلامية". المصري ذكر في تغريدة له في "تويتر": "لن يقف طلبة العلم العاملين في الساحة مكتوفي الأيدي أمام مخططي تعطيل الاندماج من المنظّرين وبعض القادة المخادعين". المصري قال: "جاء دور حاملي العلم والسلاح"، ما اعتبر تهديداً واضحاً لبعض قيادات "أحرار الشام" المُتهمين بتعطيل الاندماج.