هل يتم تدويل الجزيرة السورية؟
طالبت المنظمة "الأثورية الديموقراطية"، الإثنين، بضرورة وجود مراقبين دوليين، في منطقة الجزيرة السورية، لتحديد الجهات التي تقف وراء الهجمات الانتحارية التي تستهدف السريان الآشوريين.
وجاء ذلك خلال بيان أصدره "المكتب السياسي" للمنظمة، رداً على التفجير الأخير الذي استهدف الأحد مقهى إلكترونياً، في حي الوسطى ذي الغالبية المسيحية في مدينة القامشلي في ريف الحسكة، وأسفر عن سقوط ثلاثة قتلى وعدد من الإصابات.
وطالبت المنظمة الأثورية المسيحيين، الذين يتوزعون بين محاور سياسية مختلفة؛ المعارضة والنظام والإدارة الذاتية، بالتوحد وتشكيل مرجعية سياسية، ودعت "الأمم المتحدة" لإرسال مراقبين دوليين، بهدف حماية المكون المسيحي في الجزيرة.
وتنقسم مدينة القامشلي بين الأكراد والمسيحيين والعرب، في أحياء شبه منفصلة عن بعضها. وتسيطر على تلك الأحياء ميليشيات من أبنائها؛ فمليشيا "الدفاع الوطني" تسيطر على حارة الطي العربية، فيما تسيطر قوات "سوتورو" على حي الوسطى المسيحي وتنتشر أحياناً في مناطق تواجد المسيحيين في حيي السريان والموظفين، في حين أن "وحدات حماية الشعب" الكردية تسيطر على القسم الأكبر من المدينة في أحياء العنترية وقناة السويس والغربية وقدور بك والكورنيش. مع احتفاظ قوات النظام بالسيطرة على القسم الأهم من المدينة وهو المربع الأمني ومطار القامشلي الدولي.
وتعيش القامشلي منذ كانون الأول/ديسمبر 2015، توتراً أمنياً يهدد السلم الأهلي في المدينة، مع مناوشات بين قوات النظام و"وحدات حماية الشعب"، أعقبه استهداف مطعمين في المناطق المسيحية، عشية رأس السنة بتفجيرات انتحارية. وبلغ التوتر مرحلة متقدمة، بعدما شهد حي الوسطى اشتباكات بين عناصر من "وحدات حماية الشعب" و"سورتور"، بعد إقامة "سوتورو" حواجز أمنية لحماية الحي.
عرب المدينة، كانوا قد عبّروا عبر مظاهرة، عن رفضهم لتواجد الـ"أسايش"، القوة الأمنية التابعة لوحدات حماية الشعب، بالقرب من منطقتهم. تظاهرة قُتل فيها ثلاثة مدنيين، وسط تبادل "الأسايش" و"الدفاع الوطني" للاتهامات حول المسؤولية عن إصابتهم.
وزعزع التفجير الأخير، الذي طال مقهى في حي الوسطى المسيحي، جدار الثقة بين مكونات المدينة، مهدداً حالة السلم فيها. واتهم الشارع المسيحي قوات "الأسايش" بالوقوف وراء التفجيرات التي تطال وجودهم في المدينة، فيما اتهمت قوات "الأسايش" عناصر "الدفاع الوطني" من خلال بيان لوسائل الإعلام بالوقوف وراء جميع التفجيرات التي طالت المكون المسيحي، مؤكدة أنها تملك إثباتا يؤكد ضلوع عناصر "الدفاع الوطني" في التفجير، دون الإفصاح عنه، على الرغم من مطالبة الأوساط الكردية بالكشف عنه.
ويتصاعد التوتر الداخلي، في ظل تسابق عسكري أميركي-روسي، في منطقة الجزيرة، الأمر الذي اعتبره مراقبون بأنه تقسيم نفوذ للمنطقة الكردية، بحيث تنتشر القوات الأميركية في المناطق النفطية منها ويتركز وجودها بين جبل كراتشوك النفطي ومدينة رميلان، فيما ينتشر الروس في معسكر طرطب "فوج 154" وعدد من المراكز الاستخباراتية، بعد وصول مئة جندي روسي إلى مطار القامشلي.
عضو "المكتب السياسي" لـ"الحزب الديموقراطي الكردستاني-سوريا" نافع بيرو، أكد لـ"المدن"، أن الوجود العسكري الدولي في منطقة الجزيرة، جاء وفقاً لاتفاقات عسكرية بين روسيا وأميركا، مضيفاً بأن التطورات العسكرية الأخيرة تتجه إلى فصل المنطقة النفطية التي تتنشر فيها القوات الأميركية عن منطقة القامشلي، مشيراً إلى أنها تمتد بين بلدة القحطانية ومدينة المالكية.
واستبعد بيرو إشراك الولايات المتحدة لحزب "الإتحاد الديموقراطي" في إدارة المنطقة التي ينتشر فيها، مرجحاً الاعتماد على قوات "بيشمركة روج آفا"، مشيراً إلى أن الوجود العسكري الروسي في مدينة القامشلي سيكون بديلاً عن قوات النظام فيها. وربط بيرو بين المستجدات العسكرية في المنطقة وتصريحات بعض المسؤولين العسكريين الأميركيين، حول ربط القواعد العسكرية الأميركية بعضها ببعض، مشيراً إلى أنها قد تكون مقدمة لضمها إلى إقليم كردستان العراق.
من جهة أخرى، لا يزال الغموض يلف طبيعة التواجد العسكري للقوات الروسية في مطار القامشلي، والذي ينحصر وجوده لغاية الآن داخل المطار، الأمر الذي فُهم الهدف منه بتحويل المطار من مدني إلى عسكري. ويؤكد إعلاميون أن التواجد العسكري الروسي في المطار جاء كبديل عن تقلص النفوذ الإيراني في سوريا.
وأوضح الإعلامي الكردي بهزاد يوسف، لـ"المدن"، أن مطار القامشلي كان رابطاً حيوياً بين دمشق وطهران، خاصة بالنسبة للمقاتلين العراقيين الشيعة، الذين كان يتم ارسالهم عبر الحدود العراقية- السورية إلى مطار القامشلي، ومنها إلى الجبهات داخل سوريا، فضلاً عن الدور الحيوي لمطار القامشلي في نقل الذخائر والأسلحة القادمة من إيران.
معطيات تدويل المنطقة الكردية، تلوح على أكثر من صعيد، سواء من خلال الانقسام السياسي الكردي، وتحالفاتهم المتضادة مع روسيا وأميركا، أو من خلال وضع الأقلية المسيحية التي تتعرض لهجمات انتحارية مجهولة المصدر، وباتت تطالب بالحماية الدولية.
وجاء ذلك خلال بيان أصدره "المكتب السياسي" للمنظمة، رداً على التفجير الأخير الذي استهدف الأحد مقهى إلكترونياً، في حي الوسطى ذي الغالبية المسيحية في مدينة القامشلي في ريف الحسكة، وأسفر عن سقوط ثلاثة قتلى وعدد من الإصابات.
وطالبت المنظمة الأثورية المسيحيين، الذين يتوزعون بين محاور سياسية مختلفة؛ المعارضة والنظام والإدارة الذاتية، بالتوحد وتشكيل مرجعية سياسية، ودعت "الأمم المتحدة" لإرسال مراقبين دوليين، بهدف حماية المكون المسيحي في الجزيرة.
وتنقسم مدينة القامشلي بين الأكراد والمسيحيين والعرب، في أحياء شبه منفصلة عن بعضها. وتسيطر على تلك الأحياء ميليشيات من أبنائها؛ فمليشيا "الدفاع الوطني" تسيطر على حارة الطي العربية، فيما تسيطر قوات "سوتورو" على حي الوسطى المسيحي وتنتشر أحياناً في مناطق تواجد المسيحيين في حيي السريان والموظفين، في حين أن "وحدات حماية الشعب" الكردية تسيطر على القسم الأكبر من المدينة في أحياء العنترية وقناة السويس والغربية وقدور بك والكورنيش. مع احتفاظ قوات النظام بالسيطرة على القسم الأهم من المدينة وهو المربع الأمني ومطار القامشلي الدولي.
وتعيش القامشلي منذ كانون الأول/ديسمبر 2015، توتراً أمنياً يهدد السلم الأهلي في المدينة، مع مناوشات بين قوات النظام و"وحدات حماية الشعب"، أعقبه استهداف مطعمين في المناطق المسيحية، عشية رأس السنة بتفجيرات انتحارية. وبلغ التوتر مرحلة متقدمة، بعدما شهد حي الوسطى اشتباكات بين عناصر من "وحدات حماية الشعب" و"سورتور"، بعد إقامة "سوتورو" حواجز أمنية لحماية الحي.
عرب المدينة، كانوا قد عبّروا عبر مظاهرة، عن رفضهم لتواجد الـ"أسايش"، القوة الأمنية التابعة لوحدات حماية الشعب، بالقرب من منطقتهم. تظاهرة قُتل فيها ثلاثة مدنيين، وسط تبادل "الأسايش" و"الدفاع الوطني" للاتهامات حول المسؤولية عن إصابتهم.
وزعزع التفجير الأخير، الذي طال مقهى في حي الوسطى المسيحي، جدار الثقة بين مكونات المدينة، مهدداً حالة السلم فيها. واتهم الشارع المسيحي قوات "الأسايش" بالوقوف وراء التفجيرات التي تطال وجودهم في المدينة، فيما اتهمت قوات "الأسايش" عناصر "الدفاع الوطني" من خلال بيان لوسائل الإعلام بالوقوف وراء جميع التفجيرات التي طالت المكون المسيحي، مؤكدة أنها تملك إثباتا يؤكد ضلوع عناصر "الدفاع الوطني" في التفجير، دون الإفصاح عنه، على الرغم من مطالبة الأوساط الكردية بالكشف عنه.
ويتصاعد التوتر الداخلي، في ظل تسابق عسكري أميركي-روسي، في منطقة الجزيرة، الأمر الذي اعتبره مراقبون بأنه تقسيم نفوذ للمنطقة الكردية، بحيث تنتشر القوات الأميركية في المناطق النفطية منها ويتركز وجودها بين جبل كراتشوك النفطي ومدينة رميلان، فيما ينتشر الروس في معسكر طرطب "فوج 154" وعدد من المراكز الاستخباراتية، بعد وصول مئة جندي روسي إلى مطار القامشلي.
عضو "المكتب السياسي" لـ"الحزب الديموقراطي الكردستاني-سوريا" نافع بيرو، أكد لـ"المدن"، أن الوجود العسكري الدولي في منطقة الجزيرة، جاء وفقاً لاتفاقات عسكرية بين روسيا وأميركا، مضيفاً بأن التطورات العسكرية الأخيرة تتجه إلى فصل المنطقة النفطية التي تتنشر فيها القوات الأميركية عن منطقة القامشلي، مشيراً إلى أنها تمتد بين بلدة القحطانية ومدينة المالكية.
واستبعد بيرو إشراك الولايات المتحدة لحزب "الإتحاد الديموقراطي" في إدارة المنطقة التي ينتشر فيها، مرجحاً الاعتماد على قوات "بيشمركة روج آفا"، مشيراً إلى أن الوجود العسكري الروسي في مدينة القامشلي سيكون بديلاً عن قوات النظام فيها. وربط بيرو بين المستجدات العسكرية في المنطقة وتصريحات بعض المسؤولين العسكريين الأميركيين، حول ربط القواعد العسكرية الأميركية بعضها ببعض، مشيراً إلى أنها قد تكون مقدمة لضمها إلى إقليم كردستان العراق.
من جهة أخرى، لا يزال الغموض يلف طبيعة التواجد العسكري للقوات الروسية في مطار القامشلي، والذي ينحصر وجوده لغاية الآن داخل المطار، الأمر الذي فُهم الهدف منه بتحويل المطار من مدني إلى عسكري. ويؤكد إعلاميون أن التواجد العسكري الروسي في المطار جاء كبديل عن تقلص النفوذ الإيراني في سوريا.
وأوضح الإعلامي الكردي بهزاد يوسف، لـ"المدن"، أن مطار القامشلي كان رابطاً حيوياً بين دمشق وطهران، خاصة بالنسبة للمقاتلين العراقيين الشيعة، الذين كان يتم ارسالهم عبر الحدود العراقية- السورية إلى مطار القامشلي، ومنها إلى الجبهات داخل سوريا، فضلاً عن الدور الحيوي لمطار القامشلي في نقل الذخائر والأسلحة القادمة من إيران.
معطيات تدويل المنطقة الكردية، تلوح على أكثر من صعيد، سواء من خلال الانقسام السياسي الكردي، وتحالفاتهم المتضادة مع روسيا وأميركا، أو من خلال وضع الأقلية المسيحية التي تتعرض لهجمات انتحارية مجهولة المصدر، وباتت تطالب بالحماية الدولية.