كفريا والفوعة.. "جيش الفتح" يتقدم

عبدالله الحموي
السبت   2015/09/19
لحظة تفجير عربتين مفخختين على مداخل بلدة الفوعة في ريف إدلب (تويتر)

بدأ تحالف "جيش الفتح" تصعيداً جديداً ضد بلدتي كفريا والفوعة، آخر معاقل النظام والميليشيات الموالية له في محافظة إدلب، حيث يتصحن فيهما عدد كبير من قوات النظام وحزب الله والحرس الثوري الإيراني.

مسؤول "تنسيقية بنش" محمد حاج قدور، قال لـ"المدن" إن الهجوم افتتح بتنفيذ "سبع عمليات استشهادية بعربات بي ام بي مفخخة، استهدفت نقاط وحواجز النظام على أطراف بلدة الفوعة بريف إدلب عصر يوم الجمعة، وتلى الهجمات قصف مدفعي مركز ومستمر على البلدتين، بأكثر من 370 صاروخاً و قذيفة محلية الصنع".


وأكد حاج قدور أن العربات المفخخة استهدفت تلة خربة، المجاورة لنقطة الصواغية على أطراف مدينة الفوعة، إضافة إلى تفجير مبنى القناص على مدخل مدينة بنش، وتفجير حاجز للنظام داخل دير الزغب من الجهة الجنوبية لبلدة الفوعة، واستطاعوا أيضاً تدمير  دبابة "تي 62" على جبهة دير الزغب.


من جهة ثانية، قال الناشط الإعلامي المعتز بالله الحموي لـ"المدن" إن فصائل "جيش الفتح" استخدمت، للمرة الأولى، صواريخ "اف 8" المضادة للطيران، الأمر الذي أدى إلى تعطيل فعالية سلاح الطيران فوق أجواء المعركة. وأشار إلى أن "عدد النقاط الدفاعية التي تم السيطرة عليها (إلى مساء الجمعة) هي 13 نقطة دفاعية، بعضها يقع في مدخل القريتين".


من جهته، قال القائد الميداني في "جيش الفتح" أبو عبد الرحمن الحموي لـ"المدن"، إن الفوعة وكفريا أكثر "الثكنات العسكرية للنظام تحصيناً نظراً لوجود ميليشيات من الحرس الثوري وحزب الله بداخلها (..) وعملت قوات النظام على تحصينها بقوة ومتاريس تحت الأرض وحواجز عديدة تحسباً لأي عمل عسكري".


وأشار الحموي إلى أن "جيش الفتح" حشد تعزيزات كبيرة منذ أيام، لإطلاق المرحلة الجديدة من المعركة، حيث قررت غرفة العمليات  إدخال جميع فصائلها في المعركة، في محاولة لتخفيف الضغط عن مدينة الزبداني المحاصرة في ريف دمشق، التي تتعرض إلى حملة عسكرية مستمرة من قبل النظام وحزب الله، فيما أكد مقاتل من "فيلق الشام" لـ"المدن" أن "مروحيات نظام الأسد ترمي، بشكل يومي، قذائف مدفعية محمولة بالمظلات لتستخدمها العناصر المحاصرة" في البلدتين.


اقتحام كفريا والفوعة، بحسب خبير عسكري، لن يكون كباقي المناطق في الريف الإدلبي، "لأن اقتحامهما سيفتح جبهة حرب مع جميع من يقطن فيهما"، إذ تعتبر "الحرب في تلك البلدتين (..) حرباً عقائدية بامتياز، خاصة أن أعداداً كبيرة من عناصر حزب الله تتمركز بداخلهما"، وعزا "اختيار هذا الوقت للبدء بالمعركة الكبرى، بأنه قد يساعد بشكل كبير في تخفيف الضغط عن مدينة الزبداني، التي بدأ المقاتلون فيها بالتراجع عن بعض النقاط، مع استمرار الحصار والقصف".


وكانت حركة "أحرار الشام الإسلامية"، قد أعلنت في وقت سابق عن توقف المفاوضات مع الوفد الإيراني، بشأن هدنة الزبداني وقراها في ريف دمشق، وكفريا والفوعة في ريف إدلب، حيث تم التوصل إلى هدنة مؤقتة مرتين، لتنهار المفاوضات بعدها مع عدم استجابة النظام إلى مطالب المعارضة.


يشار إلى أن قريتي الفوعة وكفريا تقبعان تحت حصار "جيش الفتح" منذ أن أحكم سيطرته على مدينة إدلب في شهر آذار/مارس الماضي، ما أجبر النظام على إمداد المدنيين وقواته في القريتين باستخدام المروحيات.