"جيش الفتح" يتابع "تحرير" ريف إدلب..والنظام يُحرق الشمال السوري

المدن - عرب وعالم
الأربعاء   2015/04/29
استهداف تجمع للمدنيين وسط مدينة بنش في ريف إدلب بصاروخ فراغي (أ ف ب)
قام طيران النظام الحربي، الأربعاء، باستهداف تجمع للمدنيين وسط مدينة بنش بريف إدلب بصاروخ فراغي، ما تسبب في مقتل 13 مدنياً بينهم أطفال ونساء. كما استهدفت غارات الطيران الحربي والمروحي قريتي عين لاروز والموزة بجبل الزاوية، وقرية الجانودية ومدينة جسر الشغور بريف إدلب. وقام طيران النظام بأكثر من 1200 غارة على عموم ريف إدلب، منذ استيلاء "جيش الفتح" عليها في 28 آذار/مارس.

وكانت فصائل "جيش الفتح" قد سيطرت الثلاثاء، على حرش وتل مصيبين، جنوبي معسكر القرميد بإدلب، بحسب متحدث باسم "فيلق الشام". وأكد مدير العلاقات العامة في الفيلق أحمد الأحمد، لوكالة "سمارت" للأنباء، أن الفصائل استولت على ذخيرة وأسلحة متوسطة وثقيلة في تل مصيبين والحرش. وأشار الأحمد إلى استمرار الاشتباكات بين الطرفين في منطقتي المقبلة ونحليا. في حين شنّ الطيران الحربي 4 غارات على معسكر القرميد، وغارات على بلدات المقبلة وكورين بريف إدلب.

وتمثل تلة مصيبين والحرش آخر نقاط لقوات النظام قبل مدينة أريحا، والسيطرة عليها سيفتح الطريق لقوات المعارضة للسيطرة على أريحا ومعسكر المسطومة.

وتناقل ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي، مقطعاً مصوراً مسرباً، ويظهر فيه العقيد سهيل الحسن الملقب بـ"النمر" وهو يتحدث إلى ضابط رفيع المستوى في جيش النظام برتبة عماد، يعتقد أنه وزير الدفاع فهد الفريج، يخبره أن قواته انسحبت وعددهم 800 مقاتل. ويعود التسجيل إلى وقت انسحاب قوات النظام من مدينة جسر الشغور. وبحسب التسجيل، فإن "النمر" طلب من العماد إمدادهم بالذخائر أكثر من مرة، قائلاً: "نريد أن تدعمونا بالذخائر الآن من اللواء 85"، مؤكداً للضابط الذي يتحدث إليه أن عناصره مستعدون للعودة إلى المناطق والحواجز التي انسحبوا منها في حال توفر الذخائر.

ويُذكر أن منطقة القرداحة، معقل آل الأسد بريف اللاذقية، نعت 4 ضباط قتلوا في معارك ريف إدلب، أحدهم برتبة عقيد.

وكانت المعارضة المسلحة قد تقدمت الثلاثاء، على جبهة قرية المقبلة غربي معسكر المسطومة بريف إدلب، وسيطرت على عدد من المواقع لقوات النظام. وانسحبت قوات النظام من قرية معترم إلى تلة أورم الجوز جنوب غربي إدلب على طريق أريحا–اللاذقية. وأفادت وكالة "مسار برس" أن قوات النظام فتحت جسراً يصل إلى مدينة أريحا بعد سنوات من إغلاقه، بهدف تأمين طريق جديد للانسحاب من المدينة، في حال اضطرت إلى ذلك.

وأصيب عشرة أشخاص بينهم أطفال، بحالات اختناق، جراء قصف جوي بغاز الكلورين على قرية كرسعة. كما طال قصف جوي محيط المشفى الوطني بجسر الشغور، بهدف مساعدة عناصر من قوات النظام ما زالت متحصنة في أجزاء من المشفى. وسقطت قذائف هاون على بلدة الرامي، من حاجز القياسات، في حين طال قصف صاروخي قرية عين لاروز في جبل الزاوية، من معسكر جورين بسهل الغاب. وقتل شخصان بقصف جوي على قرية معرة حرمة بريف إدلب، كما قتل 3 أشخاص إثر غارة على مدينة سراقب.

وألقت حوامات النظام مناشير ورقية في سماء جسر الشغور، ومدينة إدلب، جاء في أحدها: "أيها الارهابيون أنتم تقتلون من أجل حفنة من المال، وأمرائكم يفككون المعامل وينقلونها إلى تركيا بعدما دفع ثمنها أهل إدلب عرقهم وقوت أولادهم". وطالب منشور آخر الأهالي "بالابتعاد عن مراكز تواجد الإرهابيين حفاظاً على سلامتهم". وحمل منشور آخر ثلاث كلمات فقط: "العاقل من يتعظ!".

وفي ريف حلب قتلت غارة لطيران النظام 6 مدنيين في مدينة دير حافر التي يسيطر عليها تنظيم الدولة، بعد استهداف السوق الشعبي بصاروخ فراغي موجه، صباح الأربعاء. وهدم القصف أجزاء من مسجد الشيخ قبية وسط السوق، وأحدث دماراً كبيراً في المباني السكنية والمحال التجارية.

واستهدف الطيران الحربي مدينة "تل رفعت" بريف حلب الشمالي، بصاروخين متفجرين، كما استهدف الطيران المروحي، الأربعاء، مشفى "الهلال الأحمر" في حي الصاخور ببرميل متفجر، ما دفع إدارة المشفى لتعليق العمل فيه والامتناع عن استقبال المراجعين حتى إشعار آخر وانتهاء أعمال الصيانة. ويعتبر "الهلال الأحمر" المشفى الوحيد في المناطق الشرقية بمدينة حلب. كما استهدف الطيران المروحي حي بستان القصر بالبراميل المتفجرة.

وكان "مجلس محافظة حلب الحرة"، ناشد الثلاثاء، جميع الفصائل العسكرية في حلب التوحد "تحت راية غرفة عمليات فتح حلب"، بهدف السيطرة على كامل المدينة، مؤكداً استعداده "للالتحاق بغرفة عمليات فتح حلب، وتقديم المطلوب منه ووضع كوادره في خدمة الغرفة". وتضم "غرفة عمليات فتح حلب"، التي تشكلت قبل أيام: "الجبهة الشامية" و"حركة أحرار الشام الإسلامية" و"جيش الإسلام" و"فيلق الشام" و"كتائب ثوار الشام" و"فجر الخلافة" و"تجمع فاستقم كما أمرت".

وفي المنطقة الجنوبية، وقع اشتباك بين "لواء شهداء اليرموك" القريب من تنظيم "الدولة الإسلامية" و"جبهة النصرة" الأربعاء، في بلدة سحم الجولان بريف درعا. واندلع القتال على خلفية قيام لواء "شهداء اليرموك" باقتحام مقرات "النصرة" وقطع طريق الإمداد عن المعارضة المسلحة التي تحاول اقتحام قرية القحطانية. وكانت اشتباكات قد دارت الثلاثاء، بين المعارضة المسلحة تساندها "جبهة النصرة" وبين كتائب بايعت تنظيم "الدولة"، في القحطانية والصمدانية والحمدانية بريف القنيطرة. كما اندلعت اشتباكات بين "النصرة" و"اللواء" في بلدة صيدا الجولان بريف القنيطرة. في حين أعلن "جيش الإسلام" تطهير قرية رسم شولي بريف القنيطرة من تنظيم الدولة وقتل أمراء منه، فضلاً عن إصابة أمير التنظيم أبو مصعب الفنوضي.

ودعت "دار العدل في حوران"، الثلاثاء، جميع التشكيلات الفاعلة على أرض المحافظة إلى "الضرب بيد من حديد" على يد عناصر "عصابة أبو مصعب الفنوصي"، زعيم "جيش الجهاد" المبايع لتنظيم "الدولة". وقالت دار العدل إن "جيش الجهاد" نصب كميناً لمقاتلي "سيوف الحق"، وأوقعهم بين قتيل وأسير. وأوضحت "دار العدل" أن كمين "جيش الجهاد" جاء لعرقلة "سيوف الحق" من الالتحاق بـ"معركة كبيرة ضد النظام".

وفي حمص، أكد معارضون وقوع اشتباكات بين قوات الأمن والجيش من جهة وميليشيا "الدفاع الوطني" من جهة أخرى، في حي الزهرة. وتحاول الاجهزة الأمنية منذ 4 أيام اعتقال بعض قادة مجموعات "الدفاع الوطني" في الحي بعد اتهامهم بالوقوف وراء تفجير سيارات مفخخات بالحي، وأنهم وراء عمليات الخطف.