تنظيم الدولة يهاجم خط إمداد النظام إلى حلب

محمد أبو الفوز
الأحد   2015/03/22
عناصر "حزب الله" اللبناني تحصنوا في "شركة الكهرباء" (أ ف ب)
بالتزامن مع استمرار المعارك في حقل "شاعر" بين تنظيم الدولة الإسلامية وقوات النظام السوري، في ريف حمص الشرقي، قام مسلحو التنظيم، فجر الجمعة، بهجوم مباغت على عدد من الحواجز في ريف حماة الشرقي، على الطريق الواصل بين حماة وحلب.

وتمكن مقاتلو التنظيم، بعد اشتباكات عنيفة، من السيطرة على حاجز "الشيخ هلال"، أحد أكبر حواجز قوات النظام في المنطقة، ثمّ هاجموا حواجز "المجبل" و"الحنيطة" و"المحطة". وبعد السيطرة عليها قاموا بنسفها.

وقال عضو "تنسيقية ريف حماة الشرقي" أبو فراس، لـ"المدن" بإن عناصر من مليشيا "حزب الله" اللبناني تحصنوا في "شركة الكهرباء" القريبة من حاجز الشيخ هلال، وحاصرهم مقاتلو التنظيم، ثم قتلوا 15 منهم، في حين تمكّن 3 من الفرار. ونقل مصدر من مدينة سلمية، لـ"المدن" بأن جثث قتلى الحزب نقلت من مشفى السلمية إلى مدينة حماة، تمهيداً لنقلها إلى لبنان.

وفور السيطرة على الحواجز، أرسلت قوات النظام تعزيزات عسكرية، مدعومة بمقاتلين إيرانيين إلى المنطقة، حيث استطاع مقاتلو الدولة التصدي لثلاثة أرتال معززة بالدبابات والعربات المدرعة، جاءت تباعاً. ثمّ انسحبوا بعد استقدام قوات النظام لرتل رابع، بعد أن كان مقاتلو التنظيم قد قطعوا الطريق إلى ما بعد ظهر الجمعة.

وذكر الناشط في "كتلة أحرار حماة" أبو فاروق الحموي، لـ"المدن" بأن مصادر مقربة من النظام، أفادت بمقتل أكثر من 60 عنصراً من قوات النظام وميليشياته، بينهم ضباط، بالإضافة إلى عقيد إيراني. وأغلب القتلى موثقين بالاسم، كما أصيب 40 آخرون بينهم ضابط إيراني أيضاً، بالإضافة إلى 30 مفقوداً من مليشيا "الدفاع الوطني" من مدينة السلمية.

وبحسب "المركز الأخباري لمدينة حماة" فقد وصل للمشفى الوطني في المدينة 15 جثة مقطوعة الرأس، و10 جثث محروقة، من قتلى النظام الذين سقطوا في المعارك.

ويصل الطريق الذي تقع عليه هذه الحواجز، بين مدينة السلمية في ريف حماة الشرقي، و"معامل الدفاع" بالقرب من مدينة السفيرة بريف حلب. ويعتبر هذا هو خط إمداد النظام البري الوحيد إلى محافظة حلب، والمعروف بطريق إثريا-خناصر، وقطعه يعني توقف كامل الإمدادات البرية لقوات النظام السوري إلى حلب.

وتخوض قوات النظام معارك في باشكوي وحندرات بحلب، وهي بحاجة إلى الإمداد البري من أجل الاستمرار، عبر طريق إثريا-خناصر، لأن خط الإمداد البري الثاني عبر قرى نبّل والزهراء الموالية للنظام، مقطوع بسبب محاصرة المعارضة لهذه القرى. وفي حال قُطع طريق سلمية، ستكون قوات النظام محاصرة وبدون إمداد في حلب.

وتكمن أهمية هذه الحواجز، كونها تقع على طريق خناصر، وقريبة على قرى سلمية والصبورة والسعن، الواقعة تحت سيطرة النظام بريف حماة الشرقي.

ويُذكر أيضاً، ان تنظيم الدولة، قام بالتزامن مع هذه المعارك، باشتباكات في منطقة السخنة في ريف حمص الشرقي. وأفاد عضو "تنسيقية ريف حمص الشرقي" أبو يزن الحمصي، بأن قتلى الاشتباكات من طرف النظام وصلت إلى عشرين قتيلاً.

ويرى محللون عسكريون أن تنظيم الدولة الاسلامية الذي مني بهزائم في الفترة الأخيرة في محافظات حلب والرقة والحسكة، يسعى إلى تسجيل انجازات عسكرية ولو محدودة على الأرض لتعويض خسائره. وأن المنطقة التي حصلت فيها الهجمات في ريف حماة الشرقي، والتي ترافقت مع اشتباكات عنيفة، هي في معظمها شبه صحراوية وتتناثر فيها التجمعات، ما يسهل تنفيذ الهجمات عليها.

وقال القائد في "لواء سور العاصي" أبو محمد الحسني، لـ"المدن" إن هذه المعركة هي محاولة من قوات التنظيم للسيطرة على الطريق المؤدية إلى حلب، قبل سيطرة قوات المعارضة عليها. وكانت كتائب من المعارضة المسلحة؛ "فيلق حمص" و"جبهة النصرة" و"حركة أحرار الشام"، قد أطلقت منذ أيام، معركة في الريف الشرقي الجنوبي لمدينة حماة، باسم "وإن استنصروكم". وكانت المعارضة قد سيطرت على قرية الكافات الواقعة في ريف سلمية، على طريق إثريا-خناصر. وفي حال تقدمها، كانت المعارضة ستسيطر على الحواجز التي اجتاحها تنظيم الدولة، ما سيجعل الطريق الواصل إلى حلب تحت سيطرتها، وهو الأمر الذي لا يريده تنظيم الدولة.

ويذكر أن جبهة ريف حماة الشرقي التي كانت هادئة في الفترات السابقة، قد عادت لتشتعل، ما يسبب تشتيتاً لقوات النظام، حيث أن المعارك مستمرة في ريف حماة الشمالي، كما أن معركة تحرير إدلب قد انطلقت، بالإضافة إلى المعارك التي يخوضها النظام في حلب وريفها.