المعارضة السورية.. جليد في موسكو وحوار في القاهرة
مع وضع موسكو اللمسات الأخيرة على الحوار السوري-السوري الذي ستستضيفه، تتمسك المعارضة السورية بشروطها في وجه حالة التماهي الدولي مع ما يحاك في موسكو.
فالمؤشرات تقول إن روسيا سائرة نحو إقامة الحوار بمن سيحضر، ويمكن ملاحظة حجم التحريض الذي يتعرض له طرفا المعارضة، هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي، والائتلاف الوطني لقوى الثورة ومالعارضة السورية، إذ اتخذ الإعلام الروسي مهمة اتهام المعارضة بالقول إنها تعرقل "الجهود الدبلوماسية" من خلال اشتراط هيئة التنسيق أن يعقد الحوار "وفق مبادىء بيان جنيف 1 والبنود الستة" وهو ما تمتلك روسيا له تفسيراً خاصاً عن كل الدول، إلى جانب مطالبها بضرورة "وقف إطلاق النار وإطلاق سلاح المعتقلين والأسرى، وتشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات تنفيذية".
في هذا السياق، جدد مدير مكتب الائتلاف في القاهرة، قاسم خطيب، رفض الائتلاف المشاركة في الحوار ضمن الآلية الحالية. وقال لـ"المدن": "لن نحضر مؤتمر موسكو في حال بقيت الدعوات شخصية. وإذا أرادت موسكو انعقاد المؤتمر، فعلى الأقل عليها الضغط على النظام لفك الحصار عن المدن المحاصرة، وإطلاق سراح المعتقلين". وأكد أن الدعوات الشخصية التي وجهتها موسكو لأعضاء الائتلاف، أبرزهما عبد الأحد اسطيفو وبدر جاموس، تم رفضها، وكذلك فعل أعضاء في المجلس الوطني.
وكان المعارض السوري البارز، عضو المجلس الوطني، جبر الشوفي، قد قال لـ"المدن" في حوار أجرته معه الاثنين، إن المبادرة الروسية "مجرد لقاء تشاوري"، يعمل وفق "الخبث" الروسي لاستجرار المعارضة السورية إلى حل لا يمثل حتى الحد الأدنى المقبول من السوريين. مؤكداً أن اللقاء سيعقد "تحت "سقف النظام".
من جهة ثانية، قال الباحث سلامة كيلة، لـ"المدن" إنه "يجب أن يكون واضحاً أن مشاركة المعارضة في لقاء موسكو ستكون على أساس موقف واضح من موسكو بتنحية بشار الاسد، وبالتالي فإن أي حوار سيجري ينطلق من مرحلة ما بعد بشار، لأن أي نقاش حول وجوده أو عدمه هو مضيعة للوقت، ولن يكون هناك فائدة من الحوار".
وبالتوازي مع التحرك الروسي، تواصل هيئة التنسيق والائتلاف تقريب المسافة بينهما لمواجهة الخطوة الروسية، عبر لقاءٍ منتظر بين الطرفين سيعقد قبل الـ20 من الشهر الحالي بحسب ما قال مدير مكتب الائتلاف في القاهرة فايز حسين لـ"المدن" ،واضاف إن الهيئة تنتظر "رد الإئتلاف بقيادته الجديدة على آلية عقد الاجتماع في القاهرة". وأضاف "خروج مؤتمر القاهرة بموقف واحد سوف يعطي للجميع ورقة رابحة أينما ذهب".
في المقابل، كشف مدير مكتب الائتلاف، قاسم خطيب، لـ"المدن" عن كواليس ما يحضر له الائتلاف والهيئة في القاهرة. وقال إن اللقاء تم الإعداد له قبل شهرين انطلاقاً من اسطنبول. وأضاف "التقينا (بعد التمهيد للقاء في اسطنبول)، ثلاثة أعضاء من الائتلاف، وثلاثة من هيئة التنسيق في فندق رمسيس هيلتون وسط القاهرة. وعقدنا جلستين، صباحية ومسائية، وكان اللقاء مفيداً وودياً".
وعن مضامين اللقاءات، قال خطيب "بحثنا تطورات الداخل، ومسار الثورة الذي آلت اليه، وعرض وفد الهيئة وضع الداخل بالتفصيل، الأمر الذي أفادنا كثيراً" بالإضافة إلى "خطر داعش والنصرة".
وأشار إلى أن الهيئة بينت للائتلاف "موقف مؤيدي النظام الذين يبحثون عن حل سياسي حتى على مستوى الضباط". وفي النهاية كانت النتائج إيجابية بالاتفاق "على إجراء حوارات (..) في القاهرة بين الطرفين" ولفت إلى أن "الأخوة المصريين جادون في دعم الحوار".
وحول إن كان هناك حضور للقاء القاهرة من خارج ثنائية الائتلاف-الهيئة، كشف خطيب لـ"المدن" أن الرئيس الأسبق للائتلاف، معاذ الخطيب، وأمين الجيهة الشعبية للتحرير والتغيير، قدري جميل، وشخصيات من تيار بناء الدولة، سيكونون ضمن القاعة التي ستحتضن اللقاء.