حوار موسكو.. المعارضة تريد تفاوضاً وروسيا تقترح تشاوراً
طغت الدعوات التي وجهتها موسكو إلى شخصيات في المعارضة السورية، من الداخل والخارج، على أجواء التفاؤل التي خلفها الحوار الذي جرى أواخر الشهر الماضي في القاهرة، بين كل من الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، وهيئة التنسيق الوطنية في سوريا.
الدعوات الروسية وجهت إلى شخصيات لا يمثلون كيانات بقدر ما يمثلون أنفسهم على نحو فردي، الأمر الذي أثار اعتراض هيئة التنسيق الوطنية، التي قامت بتوجيه اعتراضها إلى وزير الخارجية الروسية، سيرغي لافروف، تطالبه فيها "توجيه الدعوة إلى الكيانات السياسية للمعارضة وليس إلى أشخاص معارضين مختارين من قبل روسيا" كما طالبت الهيئة في رسالتها أيضاً أن "يتم حساب بعض المدعوين من مؤيدي النظام ضمن وفد النظام وليس ضمن وفد المعارضة" في إشارة من الهيئة ربما إلى كل من قدري جميل وسهير سرميني ومجد نيازي، والثلاثة معارضون للمعارضة السورية أكثر من كونهم معارضين للنظام.
وحول ما اذا كانت الرسالة التي وجهتها الهيئة إلى لافروف ستغير في موقفها أو تعرقل قبولها للدعوة، قال مدير مكتب هيئة التنسيق في القاهرة، فايز حسين، لـ"المدن" إن "الهيئة لا ترفض أي دعوة من أحد. تذهب وتقول رأيها في أي مكان تدعى إليه".
وفي ما يخص حوار المعارضة السورية في القاهرة والتفاهمات التي تحاول التوصل إليها قبل التوجه إلى موسكو، أعرب حسين عن اعتقاده بأن "حوار القاهرة مهم جداً لتوحيد رؤية المعارضة في الحل السياسي، الذي يتم التفاوض عليه مع النظام برعاية دولية". وأكد أن مصر "تتبنى حوار السوريين للوصول إلى حل سياسي، وهي تقول أن لا حل في سوريا إلا الحل السياسي".
من جهته، اعتبر مدير مكتب الائتلاف في القاهرة، قاسم الخطيب، حوار المعارضة في القاهرة أمراً ايجابياً ومشجعاً يحسب لصالح هيئة التنسيق، وأضاف لـ"المدن" إنه "من الواضح ان طرح الاخوة في هيئة التنسيق يختلف الآن عن موقفهم سنة 2011". فتصريحاتهم أقوى من تصريحات الائتلاف بما يخص القضية السورية، ولمسنا موقفاً جدياً من قبلهم بما يخص رحيل الأسد". وابدى الخطيب ثقته بمستقبل الحوار مع هيئة التنسيق في القاهرة، شاكراً مصر التي "لم تلوث يديها بدم الشعب السوري" على إفساحها المجال لعقد مثل هذا اللقاء.
من جهة ثانية، أصدر المكتب السياسي في منبر النداء الوطني، الذي تشكل باندماج المنبر الديموقراطي بعد انهياره وابتعاد أحد مؤسسيه، ميشال كيلو، وحركة النداء الوطني، التي يقودها المعارض اليساري سمير العيطة، بياناً أعلن فيه تأييده للحوار بين الهيئة والائتلاف، وقال إنه "سيشارك أيّ جهد لإنضاج هذا الحوار ولإصدار وثيقة مبادئ توافقيّة، تكون كافة أطياف المعارضة أطرافاً أساسية فيها". وتمنى المنبر على "جميع القوى السياسية والمدنيّة الأخرى الانخراط بشكلٍ إيجابيّ لتوحيد الموقف المعارض في هذه المرحلة الحساسة، لما فيه المصلحة الوطنيّة".
إلى ذلك، يواصل الائتلاف السوري اجتماعاته التي بدأت الجمعة في تركيا، لبحث ملفات عديدة، في مقدمتها الرئاسة الجديدة والأمانة العامة للائتلاف، إلى جانب بحث خطة دي مستورا "الشفهية"، فضلاً عن الدعوات الروسية الموجهة لأعضائه، التي لم يبدِ موقفاً واضحاً منها، إلا أن أحد أعضائه، أحمد رمضان، سجّل موقفاً شبيهاً من موقف هيئة التنسيق برفضه لمبدأ توجيه الدعوات الروسية لشخصيات سياسية وليس لكيانات سياسية، معتبراً في مقاربة من زاوية مختلفة أن مبادرة موسكو "محاولة لإعادة تكوين المعارضة السورية وفق المزاج والمصلحة السورية"، وهي وجهة نظر تتقاطع أيضاً مع وجهة نظر عضو الهيئة السياسية للائتلاف، بدر جاموس، الذي ذهب أبعد من ذلك بالقول إن ما يجب أن يحصل في موسكو مفاوضات بين النظام والمعارضة، وليس لقاءاً تشاورياً كما هي الصيغة الحالية، وذلك بعد تصريحات لدبلوماسيين أوروبيين، قالت إن موسكو أبلغت المعارضة أن مصير الأسد لن يناقش في الاجتماع.