جهود التئام الهيئة والائتلاف تسابق مباحثات موسكو
في سياق التحضيرات لعقد لقاء بين أطياف المعارضة السورية في مصر، تستمر وفود الائتلاف السوري لقوى المعارضة والثورة السورية، وهيئة التنسيق لقوى التغيير الديموقراطي في سوريا، بالتوافد إلى العاصمة القاهرة، وآخر الواصلين كانا أمين سر الهيئة، صفوان عكاش، وعضو المكتب التنفيذي في الهيئة، آصف دعبول، والمعارضان هما في اللجنة التحضيرية للقاء القاهرة.
وكان قد سبق وصول وفد الهيئة إلى القاهرة، قدوم الرئيس الأسبق للائتلاف، أحمد الجربا، من الأردن إلى القاهرة، الاثنين، في زيارة قالت مصادر "المدن" إنه التقى خلالها عدداً من كبار المسؤولين المصريين، قبيل الاجتماع المقرر بين الائتلاف والهيئة في 22 و32 يناير/كانون الثاني الحالي، في مبنى هيئة الشؤون الخارجية التابع لوزارة الخارجية المصرية.
وعقدت اللجنة المكلفة من الهيئة السياسية للائتلاف جلسة لها قبل يومين لمناقشة الوثائق اللازمة للحوار السوري-السوري المزمع عقده بالقاهرة، كما ناقشت اللجنة الوثائق التي تقدمت بها هيئة التنسيق للائتلاف، في حين نفى الناطق الرسمي باسم الائتلاف، سالم المسلط، أن يكون الائتلاف قد شكل وفده إلى لقاءات القاهرة. ولفت إلى أن الائتلاف في الوقت الراهن يصبّ تركيزه على مبادئ الحوار، بينما تشكيل الوفد يأتي في مرحلة لاحقة.
رئيس مكتب هيئة التنسيق في القاهرة، فائز حسين، قال لـ"المدن" إن "الهيئة تنسق مع ممثل الائتلاف بشأن اللجنة التحضيرية ونحن ننتظر وصول ممثليهم في اللجنة التحضيرية". ورداً على سؤال حول ما إذا جرى اتفاق على الخطوط العريضة للحوار أو وثيقة سياسية نهائية قال حسين: "إلى حد الان لا يوجد سوى النقاط المتفق عليها سابقاً والاوراق الاخرى حين اجتمعت اللجنة التحضيرية". وأكد أن الاجتماعات ستبدأ مباشرة عند وصول ممثلي الائتلاف في اللجنة التحضيرية. وأضاف "من المفترض إنجاز وثيقة سياسية متفق عليها حول رؤية موحدة للمعارضة في الحل السياسي".
في المقابل، قال مدير مكتب الائتلاف في القاهرة، قاسم الخطيب، لـ"المدن" إنه يجري لقاءات يومية مع مدير مكتب هيئة التنسيق في القاهرة. كما كشف عن رسائل، دائمة، متبادلة بين الجانبين لتشكيل وفدين للتواجد في مصر ضمن لجنة تحضيرية تمهّد للقاء القاهرة.
وأكد لـ"المدن" أن "الائتلاف وافق على نقاط الهيئة الست المقدمة للائتلاف". وتقول النقطة الأولى؛ أن يتوافق الطرفان على أن بيان 30 يونيو/حزيران 2012 "بيان جنيف وقرارات مجلس الأمن المعنية بالشأن السوري" كأساس للحل السياسي في سوريا، وعلى عملية جنيف كإطار تفاوضي بين المعارضة والسلطة، وعلى أن التوافق الدولي والإقليمي ضرورة أساسية لنجاح العملية التفاوضية، فيما تقول النقطة الثانية أن يتبنى الطرفان وثيقة "بيان المبادئ الأساسية للتسوية السياسية لمؤتمر جنيف الثاني للسلام" بتاريخ 9 شباط/فبراير 2014 وخريطة الطريق لإنقاذ سوريا، التي أقرتها قوى معارضة.
أما النقطة الثالثة فتقول: انطلاقاً من الوثيقتين سيعملان معاً لإنتاج وثيقة سياسية تجمع كافة القوى المعارضة، إلى جانب أن يتعاون الطرفان لعقد لقاءات تشاورية وطنية للمعارضة السورية الديموقراطية، والرابعة توافق الطرفان فيها على أن القضاء على الهمجية والإرهاب يفترض القضاء على الاستبداد وتغيير النظام السياسي بشكل جذري وشامل من أجل قيام نظام ديموقراطي تعددي شامل، فيما تقضي النقطة السادسة بأن تقوم الجهود والهيئات الوطنية المشتركة بين الائتلاف والهيئة على قاعدة المشاركة الفاعلة الكاملة والمتساوية. أما النقطة الأخيرة فأقرت أن يشكل الطرفان لجنة مشتركة للتواصل وإدارة العلاقات بينهما والتعاون مع فصائل المعارضة الوطنية الاخرى.
لكن وبالرغم من كل الأجواء الإيجابية، ووجهات النظر المتقاربة إلا أن الائتلاف لم يشكل وفده بعد. في هذا السياق قال الخطيب إن هناك مكونين من الائتلاف "يعرقلان تسمية الوفد، لاعتقادهما أن مشاركة الائتلاف في حوار القاهرة ستؤدي إلى إضعاف الائتلاف".
لقاء القاهرة التحضيري الذي تنظر إليه كل من موسكو والنظام السوري بعين الريبة، خوفاً من دور سعودي من وراء الستار، سيضم 22 معارضاً سلمت قائمة بأسمائهم إلى ممثل للخارجية المصرية في جنيف، بدلاً من 75 كان من المفترض أن تتم دعوتهم إلى الاجتماع.