اليرموك في دائرة الكيماوي؟
خلال الساعات ال 48 الماضية، شهد مخيم اليرموك الرابض في ضاحية دمشق الجنوبية معارك هي الأعنف منذ دخوله دائرة المواجهات قبل حوالي سبعة أشهر مع قوات النظام السوري وشبيحته. وفي تطور هو الأول من نوعه في دمشق العاصمة، تحدث نشطاء عن تعرض المخيم للقصف بسلاح كيماوي، أسفر عن سقوط 15 شخصاً. وأكدت مصادر طبية داخل المخيم تعرض القتلى للغازات السامة.
وأعلن مستشفى فلسطين، وهو المشفى الوحيد العامل في المخيم، عن وصول حالات عديدة تعاني الاختناق المترافق مع قيء شديد بسبب استنشاق غازات سامة. ووجه المستشفى نداء انسانياً عاجلاً للمساعدة نتيجة النقص الشديد في الأطباء والمستلزمات الطبية الضرورية لمختلف الحالات التي تصله. كما تحدث عن نقص في مادة المازوت الضرورية لتشغيل مولدات الكهرباء في ظل انقطاع التيار الكهربائي عن المخيم منذ ثلاثة أشهر.
وفي موازاة اشتداد القصف على المخيم، نفت مصادر عسكرية من الجيش الحر في مخيم اليرموك تقدم اي من قوات النظام وجماعة "احمد جبريل" وسيطرتها على مواقع متقدمة في المخيم، بعد محاولتها اقتحامه من ثلاثة محاور هي شارع الثلاثين وشارع اليرموك وشارع فلسطين. هذه المحاولات بدأت مع ساعات الصباح ليوم الأحد وسبقها تمهيد بقصف مدفعي عنيف لم يشهده المخيم من قبل سقط نتيجته (24) شهيداً من ابنائه؛ بينما اشار شهود عيان في وسط العاصمة دمشق إلى أن اعدادا كبيرة من سيارات الاسعاف كانت متوجهة إلى مشفى "أمية" الخاص بعناصر جبريل ومشفى (601) العسكري. وكان المخيم تعرض منذ سيطرة الجيش الحر عليه أواخر العام الماضي لمحاولات عديدة لاقتحامه من قبل شبيحة "جبريل" المدعومة بشبيحة "شارع نسرين" والقوات النظامية. لكن هذه المحاولة الأخيرة، هي الاكبر من حيث العدد وطبيعة الأسلحة المستخدمة وكثافة القصف المدفعي، اذ أكد الناشطون سقوط عدد كبير من قذائف المدفعية والدبابات بمعدل قذيفة كل ثلاثة دقائق أضاءت ليل يوم السبت قبل أن تختتم صباحاً بقذائف كيميائية. وزادت كثافة القصف في اليوم التالي وقد فسره البعض على أنه جاء انتقاماً للفشل في الاقتحام.
وفي بيان نشر على صفحات التواصل الاجتماعي باسم "أهالي مخيم اليرموك"، ندد الأهالي بالقصف الهمجي الذي يطال مخيمهم واستخدام الغازات السامة كمؤشر خطير على دموية النظام، متهمين المنظمات الدولية وعلى رأسها وكالة الامم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطيني "الأونروا" بالصمت عما يتعرضون له. كما حذر الأهالي في بيانهم منظمة التحرير الفلسطينية، من أنه في حال استمر صمتها هي الأخرى على هذه الجرائم "ستكون نهاية لشرعية منظمة التحرير الفلسطينية". كما حمّلوا النظام السوري وجماعة جبريل مسؤولية زج المخيم في آتون الصراع المسلح، مطالبين بجعل المخيم "منطقة آمنة" وتحييده والحفاظ على ارواح سكانه.
من جهته، أدان الائتلاف الوطني السوري استخدام الأسلحة الكيميائية في اليرموك، واعتبره ضمن اسلوب استراتيجي ممنهج يستخدمه النظام السوري بهدف تحقيق "انجازات عسكرية". وطالب المجتمع الدولي بالتدخل من أجل حماية المدنيين في كل مناطق سوريا.
يذكر أن مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين يرزح تحت حصار شديد منذ حوالي سبعة أشهر، ويتعرض بشكل يومي لقصف عشوائي اودى بحياة الكثير من سكانه، ودفع اعداداً كبيرة منهم للنزوح خارجه. ويقدر عدد الصامدين داخله، بحسب الناشطين، بحوالي (125) ألف يعانون نقصاً شديداً في المواد الغذائية والطبية وانقطاعا تاما لخدمة الكهرباء منذ ثلاثة أشهر ونقصا حادا بالمحروقات اضافة لغياب شبكة الاتصالات وتعطلها نتيجة المعارك والقصف الدائم.