شركة إسرائيلية تسيطر على شبكات VPN العالمية
فيما يعتمد نحو 1.6 مليار شخص على الشبكات الخاصة الافتراضية "VPN" لتغطية نشاطهم عبر الإنترنت، بما في ذلك مشاهدة مقاطع الفيديو أو مسلسلات "نتفليكس" المحجوبة في منطقة جغرافية معينة أو تجاوز الرقابة الحكومية، فإن قليلاً من الناس يعرفون أن إسرائيل تسيطر على جزء كبير من ذلك السوق، بما في ذلك ملكية شركة إسرائيلية واحدة لثلاثة من أشهر ست شبكات "VPN" حول العالم.
وقال موقع "مينت نيوز" الأميركي المنتمي إلى أقصى اليسار، أن شركة "كايب تكنولوجيز" (Kape Technologies) ترتبط بعلاقات وثيقة مع جهاز الأمن القومي الإسرائيلي، بما في ذلك "الوحدة 8200" و"وحدة دوفديفان" التابعة للجيش الإسرائيلي، في وقت يتزايد فيه حضور إسرائيل في مجال التكنولوجيا العسكرية وتكنولوجيا التجسس بشكل برز عالمياً في السنوات الأخيرة عبر برنامج "بيغاسوس" الذي استخدم لملاحقة ناشطين وصحافيين حول العالم.
وتنشأ اليوم مخاوف متزايدة بشأن سيطرة تل أبيب على معلومات الأفراد الشخصية عبر الإنترنت من خلال امتلاك إمبراطورية من شبكات "VPN" التي تعزز حضور إسرائيل في عالم المعلومات والأمن الرقمي.
وتمتلك "كايب تكنولوجيز" شبكات "VPN" من بين الأكثر استخداماً عالمياً، بما في ذلك "ExpressVPN" و"CyberGhost" و"Private Internet Access" و"ZenMate" و"Intego Antivirus"، بالإضافة إلى مواقع متخصصة تروج لتلك المنتجات، فيما ترعى الشركة شخصيات عامة في مواقع التواصل بما في ذلك ناشطون من اليمين المتطرف مثل بن شابيرو وتاكر كارلسون وآخرين.
وتروج تلك الأسماء لفكرة أن الانترنت مكان استبدادي بفضل سيطرة شركات التكنولوجيا وظهور خطاب ثقافة "الووك"، وأن الحل يأتي باستخدام شبكات "VPN" التي يتم عرض إعلانات لها في خطاب تلك الشخصيات بالطبع.
وتُشير "VPN" إلى الشبكة الخاصة الافتراضية وهي خدمة تدعي حماية هوية الفرد عبر الإنترنت. وبدلاً من تقديم معلومات المستخدم إلى مزود خدمة الإنترنت، فإنها تُقدّم إلى إحدى شركات "VPN" التي تقوم بتشفيرها، ما يسمح للمستخدمين بتجاوز الرقابة الحكومية وإجراء أنشطة عبر الإنترنت لا يرغبون في ربطها بأنفسهم.
ورغم أن مقرها الرئيسي لندن وتوظف أكثر من ألف شخص حول العالم، إلا أن شركة "كايب تكنولوجيز" تحافظ على طابع إسرائيلي مميز. مالكها تيدي ساغي، ولد في تل أبيب ودخل السجن بتهم تتعلق بارتكاب جرائم مالية، وتقدر ثروته بنحو 6.4 مليارات دولار، ما يجعله من بين أغنى عشرة إسرائيليين في العالم.
ويمتلك ساغي تاريخاً طويلاً من التعاون الوثيق مع الجيش الإسرائيلي، وهناك شائعات عن علاقته الوثيقة بجهاز المخابرات الإسرائيلي. وفي العام 2019، تبرع بمبلغ 3 ملايين دولار لتمويل مئات المنح الدراسية الأكاديمية للجنود الإسرائيليين المتقاعدين. وقال مرة في "حفلة أصدقاء الجيش الإسرائيلي": "من شرفنا ومن شرفي الشخصي أن نعبر عن الامتنان والتقدير الذي يدين به جميع مواطني إسرائيل لكم" كما حرص على العثور على وظائف للجنود السابقين في جيشه في أعماله التجارية.