الأحد 2024/10/27

آخر تحديث: 22:55 (بيروت)

نيران "مشبوهة" تلتهم غابات لبنان: الطبيعة ليست المسؤولة

الأحد 2024/10/27
نيران "مشبوهة" تلتهم غابات لبنان: الطبيعة ليست المسؤولة
قضى الحريق على آلاف الأمتار من الأشجار (المدن)
increase حجم الخط decrease
بعد ستة أيام من الاشتعال، تمت السيطرة على حريق كبير التهم حرج السفيرة المليئة بالصنوبر البري في الضنية، عند جهة بلدة بطرماز والتي تعد واحدة من أكبر غابات الصنوبر في الشرق الأوسط. وذلك، بعد جهود واسعة لعناصر وطوافات الجيش اللبناني، إلى جانب عناصر الدفاع المدني ومركز أحراج الضنية والبلديات وجهاز الطوارئ والإغاثة ومتطوعين من الجمعيات البيئية الذين عملوا على محاصرة الحريق.

وكان الحريق الذي بقيت أسبابه مجهولة ومشبوهة، قد امتد في أنحاء متفرقة من الحرج الكبير، وقضى على ما يقارب آلاف الأمتار من الأشجار. علماً أن الغابات الكاملة في السفيرة وبطرماز مع المشاعات بينهما، تقدر بنحو ثلاثة ملايين ونصف متر مربع.

وقام عناصر الدفاع بعمليات تبريد للأرض، يدويًا أو بالطوافات، منعًا لتجدد الحريق مرة ثانية. وتشير معطيات "المدن" إلى أن حريق أحراش بلدة قبعيت وحرار في عكار، في الأيام الماضية، كان أكبر لجهة الامتداد من حريق السفيرة.

سوء الإدارة في المعالجة
وتشير المعطيات إلى أن مشهد ضخامة الحريق في السفيرة كان بسبب المخلفات العضوية في طبقات الأرض. ويتحدث بعض الناشطين في المنطقة عن استنزاف للموارد وسوء إدارة في إخماد الحريق، مما تسبب بتمدده لنحو ستة أيام. وذلك بفعل عدم السيطرة سريعًا على البؤر الأساسية للحريق، وبالتالي عدم القدرة على عزلها.

واندلعت سلسلة حرائق متزامنة، في خراج بلدات بزال وحبشيت وحرار وقبعيت وزوق الحصنية وعكار العتيقة وفنيدق و القموعة. وتسببت هذه الحرائق بمعاناة سكان هذه القرى، نتيجة الأضرار البيئية والاقتصادية الكبيرة. كما كشفت مرة جديدة عن ضعف كبير في البُنى التحتية، وعدم القدرة على التعامل مع الكوارث البيئية عبر الاستجابة السريعة. حريق القبيات، مثلًا، امتد لعدة أيام، والتهم نحو ألف و300 هكتار.

فريق "درب عكار" أشار إلى أن رقعة النار التي ضربت مثلث حرار- قبعيت وحيزاً من أراضي حبشيت، بلغت مساحتها حتى الآن حوالى 30 هكتارًا.

ومن الآثار البيئية للحرائق في الأيام الماضية، فقدان مساحات شاسعة من الغطاء النباتي، إضافة إلى التسبب بمشاكل في التربة، مثل تآكلها وانجرافها.

تقاعس البلديات؟
في هذا الوقت، يعتبر كثيرون في عكار أن البلديات تتلكأ منذ سنوات عن وضع خطة استباقية للحرائق، أو مجرد التحذير منها، ضمن الأراضي الواقعة تحت سلطتها.

ومنذ اندلاع حرائق 2019، بقيت الاستجابة غير فعالة، كما لم تضع الدولة عبر الحكومة خطة لإدارة الأزمة على الصعيد الوطني، خصوصًا أن قدرات الدفاع المدني محدودة على مستوى الجهوزية البشرية والتقنية لهذا النوع من الحرائق. ويرى خبراء أن إدارة الأزمة تبدأ قبل اندلاع الحرائق، عبر رفع منسوب التدخل السريع لمكافحتها، وهو ما أدى إلى استمرار موسم الحرائق سنويًا في البؤر نفسها، مما يقضي على الأراضي الطبيعية والموارد الحرجية، ويُنذر بالتصحر وزوال الأحراج في ظل أوضاع مناخية غير مساعدة.

وقد سبق أن طالبت جمعيات بيئية بوضع استراتيجية وطنية لمكافحة الحرائق، من أجل تقليص خطر اندلاعها المتكرر، والوقاية منها قبل حدوثها من خلال تنفيذ خطط وإجراءات محلية.

وتجد الإشارة إلى أن لبنان خسر في السنوات الأربعة الماضية، آلاف الهيكتارات من ثروته الحرجية، وهي خسارة كبيرة في الغابات والمساحات الخضراء.
وتجري التحقيقات في خلفيات هذه الحرائق، خصوصاً إن كانت مفتعلة، مع الإشارة إلى أنه في السنوات الماضية اكتشفت الأجهزة الأمنية اللبنانية مجموعات أو عصابات تمتهن عمليات الإحراق إما لتجارة الحطب، وإما لتغيير معالم المشاعات أو السطو عليها، خصوصاً في المناطق غير الممسوحة عقارياً، في إطار محاولات وضع اليد على هذه المشاعات.

حرائق متعمّدة
هي موجة جديدة من الحرائق التي تطال مناطق لبنانية مختلفة وسط شكوك بأن تكون مفتعلة، وفي هذا السياق قال مدير عام الدفاع المدني ريمون خطار إن "هناك أشخاصاً يعمدون إلى التخريب وإشعال الحرائق في العديد من المناطق اللبنانية"، مشيراً إلى أننا "في موسم ذروة اندلاع الحرائق". وقال خطار إنه "تم اكتشاف سيارة بعدة أماكن اندلعت فيها حرائق بمناطق عديدة منها بصاليم وجعيتا"، مشيراً إلى أنه جرى اكتشاف "عبوات من البنزين في عدة أماكن على جانب الطريق في منطقة الربوة التي اندلع فيها حريق أيضاً". وتابع: "هناك أشخاص يمارسون الأذى، وأتمنى من كل مواطن أن يكون خفيراً ويبلغ الأجهزة الأمنية عن أي شخص يحاول افتعال حريق". وأوضح أن كل فرق الدفاع المدني والإطفاء منهمكة بأعمالها في مناطقها، وذلك بفعل القصف الإسرائيلي والحرب، مشيراً إلى أن العوامل الجوية الحالية مؤاتية لانتشار الحرائق، داعياً المواطنين إلى عدم الإقدام على افتعال أي حريق خوفاً من تمدّده.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها