اكتفاء ذاتي يكفي للصمود
المسافة بين بيتي خيرالله يعقوب وسنيه قطيش، لا تزيد عن مئتي متر. وكان كلاهما يستأنس بالآخر. يتبادلان أطراف الحديث وحاجياتهما ولا سيما الحليب، الذي كان متوافراً بوفرة عند يعقوب، يزود به حارسة حولا سنيه قطيش. وكان خيرالله، 56 عاماً، غير مقتنع بترك حولا لحظة واحدة. لكن مع تفاقم العدوان، وإقناعه بذلك، وافق على الخروج برعاية قوات اليونيفيل، ليلتحق بأقاربه في بيروت.
رغم الاعتداءات اليومية المتكررة على قريته حولا، وجرحه في فخذه الذي لم يبرأ منه بعد، جراء الإصابة التي تعرض لها من القصف الإسرائيلي، لم يرغب بترك بلدته. عن ظروف البقاء وحيداً في حولا، وكيفية تدبر أموره المعيشية، بعدما خلت البلدة نهائياً من السكان يلفت يعقوب إلى أنه كان يملك 15 رأساً من الأبقار. نفق منها، 8 رؤوس على دفعتين، بسبب القصف، ولم يبق لديه سوى 7 رؤوس. كانت تسرح وحدها منذ حزيران الماضي، ثم تعود إلى حظيرتها. ولديه 30 دجاجة، يعتاش من بيضها ولحمها. إضافة إلى الحليب، الذي كان يزود به جارته سنية.
ومثله كمثل جارته، كانت رحلة خروج يعقوب من بلدته شاقة ومتعبة جسدياً ونفسياً. لكنه مقتنع أن الأرزاق مهما بلغت، فهي لا تعادل الروح. يصف الرحلة التي بدأت حوالي الساعة الخامسة والنصف عصراً بالقول : "نقلنا من حولا، إلى مقر الكتيبة الفرنسية العاملة ضمن اليونيفيل، حيث بتنا ليلتنا. وفي صباح اليوم التالي نقلنا إلى مستشفى تبنين الحكومي، ومنه إلى بيوت أقرباء لنا".
تأمين خروج آخر شخصين
لا يزال في حولا شخصان وهما محمود يعقوب وشقيقته زينب، لا أثر لهما. يتواصل رئيس بلدية حولا شكيب قطيش مع قوات اليونيفيل لتأمين خروجهما. فهو يتابع أوضاع بلدته عن كثب، وعمل بالتنسيق مع الجيش اللبناني واليونيفيل، على تأمين خروج الأشخاص الثلاثة الذين كانوا محاصرين ومنقطعين عن العالم الخارجي.
ويؤكد قطيش أن دورية نيبالية، توجهت إلى حولا، وتحديداً إلى منزل محمود وزينب يعقوب، لكنها لم تعثر على أثر لهما في المنزل. ولم تجد قطيع الماشية بجوار المنزل. لكن اليونيفيل أبدت استعدادها بمعاودة الكرة والذهاب إلى حولا لإنقاذهما، لحظة توفر معلومات عن المكان الذي يمكن أن يتواجدا فيه.
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها