الأحد 2024/10/20

آخر تحديث: 12:46 (بيروت)

إسرائيل تدمر آثار لبنان وتراثه: مساجد وكنائس ومواقع تاريخية

الأحد 2024/10/20
إسرائيل تدمر آثار لبنان وتراثه: مساجد وكنائس ومواقع تاريخية
معلم "قبة دورس" الأثري في بعلبك، الذي تضرر بفعل الغارات الإسرائيلية (Getty)
increase حجم الخط decrease
لطالما كانت المواقع الأثرية التاريخية عرضة للاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على لبنان. لكن يمكن اعتبار الحرب الحالية أشد وطأة، والأكثر استهدافاً لهذه المواقع في الجنوب والبقاع. في حصيلة أولية تم استهداف ستة مراكز أثرية دينية، وبيوت تراثية مصنفة دولياً، وسبعة مساجد، وكنيسة وخمسة مباني بلديات أثرية، فضلاً عن السوق التجاري التراثي في مدينة النبطية، التي سبق واستهدفت إسرائيل قلعة الشقيف المتواجدة على تلتها يوم اجتاحت الجنوب عام 1982 بذريعة أنها قاعدة عسكرية للمقاومة الفلسطينية.

في حربها الراهنة، والتي توسعت إلى خارج الجنوب منذ 17 أيلول الفائت، اعتمدت إسرائيل نموذجين من تهديد الآثار وتخريبها:

- القصف المباشر أو التفجير المتعمد، وهذا ما تعرّضت له المساجد والكنائس وبعض الآثار التاريخية والحضرية.

- القصف على مقربة من الآثار مما يجعلها مهددة، نتيجة الارتجاجات العنيفة بالتلازم مع خرق جدار الصوت بشكل متكرّر يومياً.

ومن المواقع الأثرية التي تضرّرت بالقصف، وباتت مهددة بفعل الارتجاجات، إذا ما استمرت الحرب، وبقيت بلا حماية دولية فهي: قلعة بعلبك، قلعة تبنين، قبة دورس (مدخل بعلبك)، قلعة ميس (أنصار).

أما المواقع الدينية التي كانت عرضة للاستهداف منذ الأول من تشرين الأول2024 فهي: مقام النبي بنيامين في محيبيب، مسجد يارون، مسجد الظهيرة، مسجد شبعا، كنيسة دردغيا، مسجد طيردبا، مسجد كفرتبنيت، مسجد الثقلين في مجدل سلم ومسجد بليدا. وفي لمحة موجزة على تاريخ المساجد التي هدمت نهائياً:

مسجد النبي شعيب في بلدة بليدا قضاء مرجعيون 
تعرض للقصف الإسرائيلي في 15 تشرين اول 2024، وهو بناء اثري يعتبر شاهداًعلى حقبة كبيرة من تاريخ المنطقة. تم بناؤه قبل 2000 سنة، وكان معبداً أرامياً وتحول لكنيسة عند دخول الصليبيين، ثم تحوّل لمسجد بعد الفتح الإسلامي، ويعد المسجد الأول في منطقة جبل عامل. وبفعل الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة منذ العام 1978 تعرّض للتخريب والإهمال، ثم تم ترميمه وإعادة تأهيله عام 2003، وأدرج لاحقاً على لائحة الآثار لدى وزارة الثقافة لأهميته الأثرية والثقافية والدينية. إلا ان الحرب الحالية تعيق تقييم الأضرار التي لحقت به مجدداً، وتمنع حمايته.

مسجد ومقام النبي بنيامين بن يعقوب(محيبيب).
تعرّض مسجد ومقام النبي "بنيامين" في بلدة محيبيب لسلسة غارات إسرائيلية في العام 2023، ثم عمدت إسرائيل في 16 تشرين الأول 2024 إلى تفجيره مع الحي السكني الذي يجاوره. اختلف المؤرخون حول ما إذا كان المقام يعود لبنيامين بن يعقوب، أو لحوباب بن يثرون. يعود تاريخ بنائه لأكثر من 2000 عام ويقع على تلة مرتفعة، يتألف من غرفة الضريح وثانية للصلاة، يحوطه قفص تعلوه قبة عالية. بني من الحجارة الصخرية، تزينه القناطر والعقود بأسلوب هندسي يليق بالمقام، وفيه المئذنة الحجرية في الجهة الشمالية الشرقية. وفي العام 1948 سرقت إسرائيل من داخله، صخرة عليها كتابة بلغة عبرية. وفي العام 2006 تم ترميمه بعناية تراعي الجمالية الهندسية للمقامات الأثرية.

أما المواقع الأثرية التي تضررت جراء القصف الإسرائيلي فهي:

- معلم "قبة دورس" الأثري في بعلبك، الذي تضرر قبل أسبوعين، مما أدى إلى تصدعه وانهيار قسم من تاجه العلوي وزعزعة أعمدته. وهو موقع أثري يعود للقرن الثالث عشر. عبارة عن قبة فوق ثمانية أعمدة من الغرانيت الأحمر، تم تشييده من حجارة وأعمدة آثار معابد بعلبك.

- معابد بعلبك المدرجة على لائحة التراث العالمي من قبل منظمة اليونسكو، التي تعرض محيطها لقصف عنيف على بعد 500 إلى 700 متر مما يخلف تداعيات سلبية على هذه الآثار.

- آثار صور التي تهددها الغارات الإسرائيلية المتواصلة، والتي تستهدف المدينة منذ بدء العدوان الإسرائيلي، مما يعرض آثارها المدرجة ضمن لائحة التراث العالمي للاهتزازات وخطر الانهيار، وهي تعود لحقبات تاريخية مختلفة أي 5000 سنة قبل الميلاد حتى القرن التاسع عشر.

- سوق النبطية التجاري، والذي تعمدت إسرائيل تدميره تدميراً كاملاً وتحويله إلى رماد. يشكل جزءا من الهوية التراثية والثقافية والاجتماعية لمدينة النبطية بني منذ اكثر من مائة عام.

انتهاك القوانين
هذا فضلاً عن مباني البلديات التي استهدفت في عدد من القرى والبلدات الجنوبية، والتي لها طابع تراثي ويعود بناؤها إلى عقود عديدة والتي تحول معظمها إلى أثر بعد عين.

لم يعد للضربات الإسرائيلية من حدود أو خطوط حمر. ويشكل استهدافها للأماكن الأثرية المصنفة عالمياً، انتهاكاً لكل القوانين الدولية وقرارات الأونيسكو وقوانين حفظ التراث العالمي، والتي تؤكد مجتمعة على تحييد الأماكن التراثية والآثار المعترّف بها أو المراكز الثقافية والاجتماعية والمدنية والإنسانية، ما يستدعي تحرّكاً حكومياً، ومن هيئات المجتمع المدني والإنساني، للتواصل مع الجهات الدولية المختصة لحماية الأماكن التاريخية والتراثية، وتكليف الجيش والقوات الأمنية التواجد داخل هذه الأثار لحمايتها، ولسحب الذرائع من العدو بحجة وجود مواقع عسكرية بداخلها، من دون دليل أو إثبات.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها