- أولاً، التشاور الذي يقصده الرئيس بري بطاولة حوار برئاسته ليس إلزامياً كما يقول، إذ لا يوجد أي نص دستوري يجعل من "التشاور هو الممر الإلزامي"، ونأمل من الرئيس برّي وغيره الالتزام بالدستور ونصوصه.
- ثانياً، التشاور في الاستحقاق الرئاسي يتم على قدم وساق منذ ما قبل الشغور الرئاسي، ولكن هذا التشاور اصطدم ويصطدم بحائط تعطيل الجلسات الانتخابية من جهة، والإصرار على مرشح أوحد من جهة ثانية على رغم عدم القدرة على انتخابه.
- ثالثاً، السبيل لإخراج انتخاب الرئيس من الدوران في حلقة مفرغة سهل جداً، وهو أن يدعو الرئيس بري لجلسة انتخابية بدورات متتالية حتى انتخاب الرئيس، وأن يلتزم نواب الرئيس برّي ونواب الممانعة بالمشاركة في الدورات كلها والإقلاع عن النهج التعطيلي.
- رابعاً، تؤكد "القوات اللبنانية" بأن الممر الوحيد والإلزامي لإنجاز الاستحقاق الرئاسي يكمن في الالتزام بالدستور لا الانقلاب عليه. وتؤكد مواصلة التشاور الذي لم يتوقف، وتكرِّر تأييدها لمبادرة الاعتدال، والتشاور البعيد من الأضواء الذي كان أدى إلى إنضاج التوافق على التمديد العسكري والتوصيات النيابية في مسألة الوجود السوري غير الشرعي، والتشاور بين النواب بين دورة انتخابية وأخرى.
مساعي الاشتراكي
على جانب آخر، واصل الحزب التقدمي الاشتراكي مساعيه، بلقاء مع رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل، الذي قال بعد لقائه تيمور جنبلاط على رأس وفد: "أكدنا خلال اللقاء أننا لا نراهن على أي شيء من الخارج، إنما يهمنا انتخاب الرئيس بأسرع وقت، والانقسام لا يسمح بفرض المرشح. لذلك نحاول إيجاد الشخص الذي يجمع البلد". ورأى الجميل أن "المشكلة التي نحن أمامها أن فريق حزب الله وحلفائه يرفض المسار الديمقراطي، وهذا يترجم بتعطيل النصاب، ويرفض التفاوض على اسم آخر عبر تمسكه بمرشحه. وفريق حزب الله يمنع المسار الديمقراطي ومسار التوافق، ونحن جاهزون للمسار الديمقراطي عبر تأمين النصاب ومستعدون للبحث بكل الأسماء وصولاً إلى شخص يجمع، ونحن بأقسى الإيجابية نواجه بأقصى السلبية".
وتابع: "مستعدّون لتخطي الشكليات، ولكن هل هناك ضمانة أن الوزير السابق سليمان سينسحب ونحتكم للدستور؟ وكل ما نطلبه ضمانة بأنه في نهاية المطاف سيكون انتخاب رئيس يريد استعادة السيادة والاصلاح. ولن نتوقف عند الشكليات شرط ألا تخالف الدستور مع ضمانات بالمضمون". وأضاف: "لسنا مستعدين لدفع ثمن انسحاب فرنجية، وإذا كان المطلوب فرض فرنجية فلسنا بوارد السير بهذا الاتجاه، لانه جزء من محور وخط سياسي يدعم السلاح غير الشرعي وهيمنة حزب الله وخطفه للقرار، ولسنا بوارد السير بمرشح نقل خط الممانعة إلى قصر بعبدا. نحن إيجابيون ولكن لسنا مستعدين للاستسلام، وإذا كانت الإيجابية بمعنى الاستسلام فلن نقوم بذلك ولن نسلّم البلد إلى 6 سنوات كالتي سبقت".
ورأى الجميل ان "الحوار غير المتساوي، أي تنازلات قبل البدء بالحوار، أمر خطير ونرفض السير بحوار بالشكل المطروح فيه، لاسيما من دون وجود ضمانة الأسماء الأخرى"، مضيفاً: "طرح فرنجية أن نترشح نحن الأربعة. أقترح بدل أن نترشح جميعنا فلننسحب وينسحب هو، لأننا نحن الأربعة طرف، ولن نستطيع ان ننتخب رئيس جمهورية يكون طرفاً، بل يجب ان نبدأ بالتفكير كيف ننقذ البلد، لأن الوقت ليس للمصالح الشخصية، إنما المهم إنقاذ البلد".
البطريرك والسينودوس
من جهته، أكد البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي، خلال افتتاحه سينودس أساقفة الكنيسة المارونية: أنّه "لا يمكننا إلّا أن ننظر إلى الواقع اللبنانيّ من دون رئيس للجمهوريّة منذ سنة ونصف، وكأنّ شيئًا لم يكن، إذ لا يمكن بحكم الدستور وجود أي يوم فراغ في سدّة الرئاسة الأولى. وذكر ان المادّة 73 من الدستور تسنّ على انتخاب الرئيس الخلف قبل شهرين من نهاية عهد الرئيس السلف. فما هي أبعاد هذا الفراغ المراد، والجنوب اللبنانيّ مهدّد بالحرب، بل هو في حالة حرب باردة: بيوتٌ تُهدم، حرائق في البساتين والأراضي المزروعة، والقتلى يتساقطون، والناس يهجّرون ويهاجرون، وخرائط جديدة تُرسم في بلدان الشرق الأوسط، وترسيم حدود بين لبنان وإسرائيل، وبينه وبين سوريا"، متسائلاً: "ما هي الدوافع الخفيّة لعدم انتخاب رئيسٍ للجمهوريّة؟". وختم قائلاً: "هذه وسواها من النقاط سيبحثها آباء السينودس البطريركيّ بكلّ جديّة ومسؤوليّة. فلنقف الآن ونصنع القسم بحفظ السرّ في كلّ ما نقول ونسمع".
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها