وتوجّه ميقاتي إلى من يتساءل إنّ كانت الحكومة شرعيّة أو لا، أو يجب أن تجتمع أم لا، قائلًا: "فليتفضّل وينتخب رئيسًا للجمهوريّة بأسرع وقت ممكن، لأنّ هذا هو باب الخلاص". وذكر "أنّنا استعرضنا أيضًا الكلام المستهجن والبغيض الّذي يصدر بموضوع الطّائفيّة، وقد سمّاها البطريرك الرّاعي الهستيريا السّياسيّة، أمّا أنا فأسمّيها إفلاسًا سياسيًّا في هذا الوقت بالذّات".
باسيل والمراسيم
وشدّد ميقاتي على أنّ "القاصي والدّاني يعرف ما هو دوري، ولم أقم يومًا إلّا بالدّور الوطني بكلّ ما للكلمة من معنى. وأنا أعتبر التّعدديّة مصدر غنى للبنان، وأنّ اتفاق الطائف يحمي كلّ هذه الأمور"، مبيّنًا "أنّنا تبادلنا الآراء حول زيارتي الفاتيكان واجتماعي المرتقب مع البابا فرنسيس، ووعدت الرّاعي بزيارة أخرى بعد عودتي من الفاتيكان، لإطلاعه على المستجدّات".
ميقاتي استقبل أيضاً مفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان على رأس وفد يضم مجلس المفتين، الذي حذر بعد اجتماعه "من استمرار الفراغ الرئاسي الذي يكاد يصبح متلازماً مع كل انتخابات رئاسية، مما يعرّض لبنان الى مخاطر هو بغنى عنها ، ويحمّله أثماناً بات عاجزاً عن أدائها سياسياً ومعنوياً، وكذلك اقتصادياً واجتماعيا وانمائيا. إن الطبيعة لا تعرف الفراغ"، ولذلك حذّر ايضا "من مبادرات هجينة لمحاولة ملئه من خارج الدستور ومن خارج دائرة الوفاق الوطني. فالفراغ في الرئاسة ظاهرة سلبية خطيرة. وأسوأ منها وأخطر، محاولة ملئه بمبادرة من خارج الدستور وعلى حساب الوفاق الوطني".
وجاءت زيارة ميقاتي إلى بكركي بعد سجال بينه وبين رئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل الذي قال:" "قبل أن يذهب "دولة الرئيس" (ميقاتي) إلى الفاتيكان ليبيّن بمظهر المنفتح، لو أنّه بيوقع الـ565 مرسوم استعادة جنسية يلّي أصحابها مستحقينها بالقانون". واعتبر باسيل أنّ ميقاتي "لا يوقع المراسيم لأن أكثريتهم مسيحيين، وهذا باعترافه و"عضمة لسانه". وطالب باسيل بأن يوقع ميقاتي كل المراسيم دفعة واحدة، "مش واحد واحد" لابتزازنا سياسياً بكل توقيع، كما يقول. كما لفت في تصريح عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إلى أنّ "المراسيم فقط إعلانية، هذا حقهم بقانون استعادة الجنسية، نحن لا نعرف أحداً منهم وعددهم لا يغير بديموغرافيا البلد. ليوقع بلا طائفية! وأيضا قبل أنّ يترك الحكم، والأرجح "بلا رجعة هالمرة" مثلما هو يعلم، لو أنّه يخفف مخالفة دستور وقوانين، من أجل أن يبقى له ذكرى طيبة غير لقبه الشهير بالجمهورية".
كلام باسيل استدعى رداً من ميقاتي عبر مكتبه الإعلامي بالقول: "لم يفاجئ كلام رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل رئيس الحكومة، الذي يعتبر أن باسيل لا يهوى إلا هذا النوع من الحديث، البعيد كل البعد عن السلوكيات الوطنية والسياسية والأخلاقية، ولا يستسيغ إلّا اللغة الطائفية المقيتة وتشويه الحقائق". وأضاف: "في مطلق الأحوال، فإن ميقاتي يشدّد على أن ما قاله باسيل لا يستحق الانحدار الفكري نحو قائله. فاقتضى التوضيح".
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها