السبت 2024/10/26

آخر تحديث: 15:27 (بيروت)

شائعات الشبكات الاجتماعية تفرغ قرى إدلب من سكانها

السبت 2024/10/26
شائعات الشبكات الاجتماعية تفرغ قرى إدلب من سكانها
increase حجم الخط decrease
يترقب آلاف السكان في شمال غربي سوريا، المعارك التي ستشنها قوات المعارضة باتجاه مناطق النظام، ويتبادل المهجرون صوراً لمدنهم الأصلية مثل سراقب ومعرة النعمان وحلب، على اعتبار أن العودة باتت قاب قوسين أو أدنى، بينما ينزح آلاف آخرون من المناطق القريبة من الخطوط الساخنة.
والحال أن هذه الحركة، ناتجة عن شائعات منشورة في مواقع التواصل الاجتماعي، والتي أفرغت مناطق كاملة من سكانها خلال أيام قليلة.

معلومات غير مدققة
القصة بدأت عقب التصعيد الإسرائيلي الذي طاول "حزب الله" والميليشيات الموالية لإيران في سوريا، وساهم في تداول مقاطع فيديو وأخبار تحذر سكان مناطق التماس في إدلب مثل النيرب، سرمين، تفتناز، والأتارب من تداعيات معركة كبرى مرتقبة ستكون باتجاه حلب المدينة والمناطق الواقعة على الطريق الدولي دمشق – حلب (إم فايف)، من دون أي تصريحات رسمية موضحة من الفصائل المعارضة التي تدير المنطقة.

وبقدر ما يعكس الحديث عن المعارك المرتقبة، رغبة ملحة لدى آلاف المهجرين في العودة إلى منازلهم، خصوصاً أن معظمهم من قاطني الخيام، تغيب التصريحات الفصائلية الرسمية عن المشهد بشكل غريب، إذ يتواصل إفراغ المناطق على خطوط الجبهات، بلا أي توضيح رسمي يضع النقاط على الحروف.

والحال أن ما ينشره نشطاء و"تيكتوكرز" وأشخاص عاديون، وما يشيعه السكان حول المعارك والانتصارات المقبلة، يعد المصدر الأساسي الذي يستقي منه سكان الشمال معلومات تفصيلية وخططاً عسكرية تظهر خرائط سيطرة جديدة تزيح حدود تفاهم "الممر الآمن" الموقع في آذار 2020، ما يخبرنا الكثير عن التأثير الهائل للسوشال ميديا في منطقة شبه محاصرة بسبب انتفاء إمكانية السفر منها نحو المحافظات السورية الأخرى أو نحو الخارج، على حد سواء. 

اللعب على العواطف
وفي واحد من الأمثلة، يتحدث أحد التيكتوكرز بثقة واضحة عن "حشر بشار الأسد في الزاوية وانتهائه سياسياً وعسكرياً"، وعن "تفاهم روسي - تركي لمنح أنقرة السيطرة على مدينة حلب، بهدف إعادة اللاجئين السوريين إليها".. وفي تسجيل آخر يشير إلى "دخول مضادات جوية بأمر أميركي نحو مناطق سيطرة هيئة تحرير الشام والجيش الوطني".

واللافت أن "التكيتوكر" نفسه، وبعد خطاب مفعم بالانتصارات المرتقبة ونصائح لعساكر النظام بالاستسلام، ظهر في أحدث تسجيلاته الساخرة، ليوضح أن ما كان ينشره حول المعركة هو مجرد تخمينات، مؤكداً أن للدول حسابات أخرى، وأنه كان يأمل في أن تقود الضربات الإسرائيلية على إيران إلى تحرير قوات المعارضة لمناطق جديدة.

الحديث عن المعارك المرتقبة لا ينحصر في النشطاء ومستخدمي مواقع التواصل، فهناك أشخاص مقربون من مراكز صنع القرار أشاروا إلى استعدادات للجيش الوطني لشن حملة عسكرية باتجاه مناطق سيطرة النظام، ومن بينهم مدير مركز "الدراسات الاستراتيجية التركمانية" عثمان صالح المقرب من فرقة "السلطان مراد"، ذات الغالبية التركمانية. 

توضيحات غير مقنعة
الشائعات حول المعارك، قوبلت بتوضيحات من قبل نشطاء صحافيين ومنصات إعلامية محلية، تؤكد نفي معظم ما يتم تداوله من معلومات وتخمينات، تسهم في زيادة معاناة السكان على خطوط التماس، عبر خلق حركة نزوح كبيرة طاولت قرى عديدة وراكمت أزمة السكن ورفعت إيجارات المنازل. 


وبالرغم من أن هذه التوضيحات تعكس مقداراً كبيراً من الوعي السياسي والمجتمعي لدى قسم من "الإفلونسرز" الناشطين في مناطق المعارضة، من خلال التأكيد على ضرورة تجنب تداول المعلومات من دون تدقيق مصادرها، إلا أنها لم تسهم بشكل جدي في إقناع السكان النازحين بالعودة إلى بيوتهم، كما لم تقنع سكان تلك المناطق الذين ما زالوا يقطنون بيوتهم بصرف النظر عن مغادرتها، إذ ما زالت حركة النزوح نشطة جداً.

ويقتنص رواد مواقع التواصل، الموالون للنظام، هذه الشائعات، بعرض مقاطع مصورة لآليات عسكرية وأرتال مدججة بالسلاح تتحرك نحو إدلب، لـ"تطهير ريف حلب وريف إدلب"، ما يزيد من حجم الأزمة ويزيدها تعقيداً. 
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها