الأربعاء 2024/10/23

آخر تحديث: 00:26 (بيروت)

ترامب يستعين بصديق فرنجية...لاستقطاب الناخبين العرب

الأربعاء 2024/10/23
increase حجم الخط decrease
يمسك المرشح الرئاسي دونالد ترامب، عصا صراعات الشرق الاوسط، من الجهتين. يتكفل صهره الأول جاريد كوشنر بالعصا من الجهة الاسرائيلية، فيما يتكفل والد صهره اللبناني الدكتور مسعد بولس بالعصا من الجهة اللبنانية، في محاولة لاستقطاب الناخبين من الجهتين. 
وترامب، الذي يسعى إلى تحقيق اختراق في الولايات المحسوبة، تقليدياً، على الديموقراطيين، تكفل والد صهره اللبناني بتأمين لقاءاته في واحدة من أكبر الجاليات اللبنانية في ميشيغان قبل يومين، ووفر له إطلالات إعلامية تخاطب الجالية العربية، ومن ضمنها مقابلة مع قناة "أم تي في". 

صلة الوصل بالجاليات العربية
وتكفل بولس (54 عاماً)، الذي يتحدث اللغة العربية بطلاقة، بهذا الجهد، بعد تعيينه مستشاراً لترامب ومخططاً إستراتيجياً لتواصُل الحملة مع الجاليات العربية.

تقول وسائل إعلام أميركية إن ترامب "كان يبذل جهوداً للتواصل مع المجتمع العربي - الأميركي، رغم آرائه المؤيدة لإسرائيل"، لافتة الى أن مسعد بولس، والد زوجة ابنة ترامب تيفاني ترامب، "قاد جزءاً كبيراً من هذه الجهود"، وخصوصاً في الولايات المتأرجحة.

وذكرت "واشنطن بوست" في تقرير، أن بولس قام خلال الأشهر الماضية بست زيارات إلى ولاية ميشيغان، وهي إحدى أهم الولايات المتأرجحة، وفيها تجمع كبير للعرب الأميركيين.

وكان مايكل مسعد بولس، قد تزوج ابنة ترامب الصغرى تيفاني، قبل عامين، ووالده رجل أعمال لبناني المولد، وله الكثير من المصالح الاقتصادية في غرب أفريقيا. ووصف ترامب، مسعد والد مايكل بـ"العظيم"، كذلك وصف والدته بـ"العظيمة للغاية"، وقال إن صهره مايكل "رجل ذكي". 

في المقابل، يقول بولس إن ترامب هو "صديق العائلة"، وأنه يقوم بمهام وصل ترامب بالجالية العربية، "بجهد شخصي". ويقول إن ترامب "لا يحمل ضغينة على العرب والفلسطينيين والمسلمين"، بل "يسعى إلى تحقيق السلام في الشرق الاوسط". 

صديق فرنجية
وبولس، المهاجر من شمال لبنان الى الولايات المتحدة، وباني امبراطورية مالية واقتصادية في نيجيريا، ارتبط بصداقات مع سياسيين لبنانيين. ففي العام 2009، ترشح للانتخابات النيابية في شمال لبنان عن لائحة مدعومة من "التيار الوطني الحر"، لكنه لم يفز بالمقعد. وبعدما اختلف مع باسيل في العام 2012، بات يعرف عن نفسه بأنه صديق لرئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية. 

بولس

خروج بولس إلى الضوء
بدأ الظهور القوي لمسعد بولس ضمن حملة ترامب، خلال حضوره مؤتمر الحزب الجمهوري الذي انعقد في مدينة ميلواكي بولاية ويسكونسن في الصيف الماضي. ظهر الرجل في الجزء المخصص لكبار الشخصيات المهمة (VIP)، ومباشرة خلف ترامب ونائبه جي دي فانس في ثاني أيام المؤتمر، وعكس ذلك استراتيجية ترامب لجذب أصوات عرب ومسلمي أميركا، خصوصاً بعدما أصبح بولس منسقاً عاماً للعرب الأميركيين في حملة ترامب.

غير أن هذه الخطوة، سبقتها تحركات بعيدة من الأضواء، حين سافر في أيار/مايو الماضي مع ابنه مايكل إلى ديترويت بولاية ميشيغان، ورافقهما مستشار السياسة الخارجية لترامب، وسفيره السابق في ألمانيا ريتشارد غرينيل، للقاء مجموعة تقارب 40 ناشطاً عربياً أميركياً جاؤوا من مختلف الولايات.

وفي ميشيغان، أواخر الاسبوع الماضي، قال ترامب معرفاً عنه: "إنه والد زوج تيفاني، مايكل، وهو شاب استثنائي للغاية، وهي شابة استثنائية، وستنجب طفلاً، لذا فهذا أمر لطيف".
وتراهن حملة ترامب على تعزيز نفوذها في الولايات المتأرجحة، وعلى تحقيق اختراق في أوساط الجاليات العربية لا سيما في ميشيغان وأريزونا وبنسلفانيا. وتستهدف خطة التسويق السياسي، التواصل المباشر مع قادة المجتمعات العربية في تلك الولايات، لما لهم من تأثير في الناخبين من أصول عربية. وتشير التقديرات الى أن موقف إدارة بايدن من إسرائيل، ساهم في خسارته دعم غالبية الناخبين في ميشيغان. 

وتضم ميشيغان أكبر تجمع للأميركيين العرب في البلاد، ففيها أكثر من 310 آلاف شخص من أصول عربية وفقاً لتعداد 2020، وأدلى أكثر من 100 ألف ناخب ديموقراطي في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي بالولاية في فبراير/شباط الماضي، بخيار "غير ملتزمين"، بدلاً من التصويت لصالح بايدن (الذي كان ما زال مرشحاً للانتخابات الرئاسية 2024).

الاستثمار في الغضب من الديموقراطيين
واحدة من خطط بولس لاستقطاب أصوات العرب، تتمثل في الاستثمار في مشاعر الغضب والإحباط تجاه سياسات الديموقراطيين بعد حرب غزة ولبنان. ولا يكف بولس، في إطلالاته الإعلامية أيضاً، عن انتقاد سياسات الرئيس الأميركي جو بايدن، والمرشحة الديموقراطية كامالا هاريس، بوصفها سياسات تؤدي الى الحروب. وتقابل هذا الخطاب، تصريحات لهاريس، قالت فيها أخيراً إن قتل الفلسطينيين "غير مقبول". 

ويشكك الكثير ممن انخرطوا مع الدكتور بولس في التواصل مع العرب الأميركيين، في تأثير هذه الجهود، وأشاروا إلى عدم وجود أدلة جوهرية تؤكد أن ترامب هو المرشح الأفضل للأميركيين العرب.

إلا أنه وفي مقابلة له مع وكالة "أسوشيتد برس"، قال بولس إن ترامب "يحترم ومعجب" بالجالية العربية الأميركية، ونفى وجود "حظر على دخول المسلمين". 

وعلى النقيض، يطلب قادة العرب الأميركيين، من ترامب، بياناً واضحاً لا لبس فيه، بأنه سيدعم وقفاً فورياً لإطلاق النار في غزة، من شأنه أن يؤدي إلى إعادة إعمار القطاع، والالتزام بمتابعة عملية سلام، تستند إلى مبدأ حل الدولتين على الأراضي التي احتلتها إسرائيل خلال حرب يونيو/حزيران 1967.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها