يسيطر التوتر لليوم الثالث على التوالي، على مدينة البوكمال في ريف ديرالزور الشرقي، معقل الميلشيات المدعومة من الحرس الثوري الإيراني، على خلفية اندلاع اشتباكات ذات طابع عشائري، تطورت لحد إغلاق طريق طهران-بيروت، المار في المدينة، وسط توقعات بتطور الأحداث لتستهدف الوجود الإيراني في المنطقة.
أصل الخلاف
وبدأت الاشتباكات العنيفة قبل يومين، على خلفية قيام مجموعة من "الفوج-47"، إحدى التشكيلات التابعة للحرس الثوري في البوكمال، بمحاولة سرقة بيت أحد مشايخ عشيرة "الحسون"، التابعة لقبيلة "العكيدات"، يدعى أيمن دحام الدندل، وهو عضو سابق في برلمان النظام السوري، وأحد أبرز داعميه في ديرالزور، ويقيم في العاصمة دمشق.
وخلال محاولة سرقة المنزل الواقع في البوكمال، حاول شقيق أيمن التصدي لهم، إلا أنهم ألقوا عليه قنبلة يدوية أدّت إلى إصابته بجروح نُقل على إثرها للمشفى، ليبدأ بعدها هجوم من قبل مجموعات عشيرة "الحسون"، على موقع تابع لـ"الفوج-47"، وذلك في ساحة الفيحاء في المدينة، أسفر عن وقوع جرحى من أفراده. ويضم الأخير في غالبيته عناصر من عشيرة "المشاهدة".
وردّت مجموعات "الفوج" بهجوم على منزل الدندل، وأحرقوا له سيارة، واشتبكوا مع عناصر العشيرة، ما أدى لإصابة عدد منهم، وارتفاع منسوب التوتر في البوكمال، وسط نصب حواجز من قبل عناصر عشيرة "المشاهدة".
إغلاق طريق طهران-بيروت
في الاثناء، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الاشتباكات أدت لإغلاق طريق طهران-بيروت، المار بالبوكمال، وسط استياء من قبل مسؤول الحرس الثوري في المنطقة الحاج عسكر، والذي يحاول إعادة السيطرة على المشهد، بعد تصاعد حدة الاشتباكات.
وقال المرصد إن أبناء العشائر استمروا في قطع الطرق أمام تحركات الميليشيات الإيرانيةن من منطقة الغبرة باتجاه البوكمال، وعززوا وجودهم المسلح عند أطراف المدينة من الجهة الغربية. في المقابل، استنفرت الميليشيات الإيرانية قواتها داخل أحياء البوكمال، وأعادت انتشارها في مناطق السكرية والجمعيات والهجانة وعلى الحدود السورية-العراقية.
وتُعد البوكمال منطقة استراتيجية لإيران، كونها بوابة سورية لطريق طهران-بيروت. وعملت طهران عبر حرسها الثوري على تجنيد المئات من أبناء العشائر ضمن ميلشيات تابعة لها، من بينها "الفوج-47"، لتأمين الطريق.
هل يتطور الخلاف؟
وعلمت "المدن" من مصادر محلية أن وفداً يضم شخصيات من النظام السوري وحزب "البعث"، قدم إلى البوكمال للاجتماع مع وجهاء عشيرة "الحسون" بهدف إنهاء التوتر.
وأكد مدير المرصد رامي عبد الرحمن لـ"المدن"، أن الطرفين توصلا لاتفاق يقضي بتسليم كافة العناصر المتورطين في استهداف منزل وسيارة أيمن الدندل، ومنع نصب أي حاجز عسكري من قبل جميع الأطراف باستثناء قوات النظام وأجهزته الأمنية، على أن يعاقب أي طرف يقوم بنصب حاجز.
إلا أن عبد الرحمن أكد أن حالة التوتر لا تزال قائمة بعد الاجتماع، على خلفية قيام عناصر من الفوج باستهداف سيارة لأبناء عشيرة الحسون، مرجحاً أن تستمر حالة التوتر بين الطرفين بالرغم من المحاولات الحثيثة من قبل وفد النظام لاحتواء التوتر.
من جهته، يرى الباحث السياسي فراس علاوي، ابن محافظة ديرالزور، أن الاشتباكات قد تتطور لتستهدف الوجود الإيراني في البوكمال، في حالة قيام طرف فاعل على الأراضي السورية، بتغذية ودفع حراك عشيرة "الحسون" لذلك، إلا أنه أكد لـ"المدن"، أن الطابع الحالي للاشتباكات عشائري، وخلفيته ليست سياسية.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها