الجمعة 2024/03/08

آخر تحديث: 20:23 (بيروت)

في يوم المرأة العالميّ:"لا نضال نسويّاً من دون غزّة"

الجمعة 2024/03/08
في يوم المرأة العالميّ:"لا نضال نسويّاً من دون غزّة"
كان شعار اليوم العالمي للمرأة هذا العام:" الاستثمار في المرأة: تسريع التقدم"(Getty)
increase حجم الخط decrease
 

"لا نضال نسويّاً من دون غزّة"، بهذه العبارة اختصرت المجموعات النسويّة في لبنان، مُجمل المطالبات والمناشدات التّي بُثت اليوم بمناسبة اليوم العالميّ للمرأة، في الثامن من آذار؛ المناسبة التّي يحتفي بها العالم بنضالات النّسوة من أجل حقوقهن السّياسيّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة والإنسانيّة. "لا نضال نسويّاً من دون غزّة"، عبارةٌ عُلقت أمام هيئة الأمم المتحدّة للمرأة (UN Women) ببيروت، تنديدًا بمواقف المنظمة، التّي وصفوها بالمتخاذلة والمتقاعسة عن الإتيان بموقفٍ جديّ وصادق لدعم نسوة غزّة بوجه ما يتربص بهن من آلة الإبادة الإسرائيليّة، الشغوفة والمتمرسة بالقتل والإيذاء تشفيًّا.

"لا نضال نسويّاً من دون غزّة"، عبارةٌ استهلكتها النسويات حول العالم بمناسبة يوم المرأة، في إشارةٍ إلى الحقيقة المريرة التّي بانت مؤخرًا، بأن الحقوق توزع بصورةٍ هرميّة، وأن العالم ينظر إلى مظلوميّة النسوة الغزاويات والسّوريات والعراقيات والسّودانيات واللّبنانيّات والإيرانيات وغيرهن في المشرق العربيّ المنكوب، بعيونٍ مُحايدة، ويتناولها بلغةٍ رسميّة – براغماتيّة آليّة حدّ الابتذال، في وقتٍ تحتاج هذه المظلوميّة والألم المُمضّ الذي يعتصرهن، إلى عيونٍ مفتوحة وحاقدة ومتعاطفة، ولغةٍ تصعيديّة وقاطعة.


يوم المرأة العالميّ في لبنان
صباح اليوم، وقفت العشرات من النسوة، أمام مكتب هيئة الأمم المتحدة للمرأة، في محلة سنّ الفيل، ورفعوا الشعارات للتذكير بالمحنة الدمويّة التّي تعيشها النسوة في غزّة وجنوب لبنان، اللواتي قُتلن (9 آلاف ضحيّة من النساء في غزّة، ناهيك بالمجهولات تحت الركام) وجُرحن ونزحن وجُردن من حقوقهن، من دون أن يلتفت المجتمع الإنسانيّ حقًا للفظائع التّي يرتكبها الإسرائيليّ بحقّهن. ومن بين الشعارات والمطالبات، كان وقف الحصار على غزّة والاعتداء الموصول على جنوب لبنان، ومساعدة المنكوبين واستنكار "فتات" المساعدات المقدمة لهم. هذا فضلًا عن الأهازيج التّي علّت أصوات النساء بها، والتّي تتهم كل متورطٍ ومطبعٍ ومموّل بمسؤوليّة الدماء المسفوكة، ومُعرقل للعدالة لأهل غزّة.

وإلى جانب التظاهرة التنديديّة، تفاعل الشارع اللّبنانيّ مع اليوم العالميّ، بوصفه مناسبةً للتذكير بأن العدالة هي ضالة النسوة في لبنان، بحيث غزّت مواقع التواصل الاجتماعيّ، المنشورات التوثيقيّة للأزمات التّي تكابدها نساء لبنان في شتّى المجالات وصولًا لكارثة النزوح جنوبًا في غمرة الأزمة الاقتصاديّة، التّي فاقمت محنتهن، هذا فضلًا عن الأراء التّي شجبت الاختفاء شبه الكليّ لذكر النسوة من الضحايا وصورهن. (كما أشارت "المدن" سابقًا)، وللتذكير بانجازات النّسوة في مختلف الميادين ومساهمتهن في مساعدة أهالي الجنوب النازحين (راجع "المدن")

كما سُلط الضوء على معاناة النساء في غزّة وجنوب لبنان، بما يختص بصحتهن الجنسيّة والإنجابيّة، وجرائم العنف التّي تعرضن لها، وإهمال ممولي المساعدات الإنسانيّة، التّركيز على هذه الأزمة الصامتة، في حين تصفها بعض المجتمعات بالكماليات والتفاهات أمام سطوة الحرب. وهذه المساعي الشعبيّة والنسويّة جاءت لتكريس فكرة أساسيّة مفادها: إن إهمال صحة المرأة في أوقات الأزمات ليس مجرد مسألة راحة - إنها حالة طوارئ إنسانية تتكشف أمام أعيننا.


عن الشرق الأوسط وأفريقيا
يحلّ يوم المرأة العالميّ، الذي كان شعاره لهذا العام:" الاستثمار في المرأة: تسريع التقدم"، ثقيلًا على المجتمعات العربيّة والشرق أوسطيّة، على خلاف الاحتفالات التّي تسود أوروبا وتحديدًا فرنسا بإدخال الحقّ بالإجهاض إلى الدستور الفرنسيّ، متوجًا نضالات النسوة الفرنسيات نحو تحقيق مطلب "جسدي، حريتي، اختياري". فإلى جانب معاناة الغزاويات واللبنانيات، ناهيك بالسّوريات والعراقيات (ضحايا الحروب والميليشيات المسلحة) تستمر محنة السّودانيات اللواتي يعشن أفظع ضروب الخوف على أجسادهن وكرامتهن الإنسانيّة من العنف الجنسيّ – إرث قوات الدعم السّريع – وسط تهافت شهادات النسوة اللواتي تعرضن للجرائم الجنسيّة كالاغتصاب (كانتقام منهن)، وأخريات يبحثن عن وسائل منع حمل وحبوب الإجهاض.


ايران:مراقبة واسعة النطاق
هذا ونشرت منظمة العفو الدوليّة (Amnesty International)، في تقرير استند إلى شهادة أكثر من 40 امرأة داخل إيران، نشر قبل اليوم العالمي للمرأة، أن السّلطات الإيرانيةّ تخضع النساء "لمراقبة واسعة النطاق" في الأماكن العامة، مشيرة الى "عمليات تفتيش جماعية تقوم بها الشرطة" تستهدف السائقات. ذلك لفرض الحجاب الإلزامي، حتى داخل السيارات، وتفرض عليهن عقوبات تشمل مصادرة المركبات في حال عدم الالتزام. وكل هذا ضمن الجهود السّلطويّة لقمع الحركة الاعتراضيّة النسائيّة ضدّ الحجاب الإلزاميّ.

 

 

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها